ألأطار و ألتيار و بلد في مهب الغبار

ألأطار و ألتيار و بلد في مهب الغبار

هؤلاء يتصارعون و يتنازعون على المناصب و المكاسب و ليذهب الوطن و المواطن الى سقر و بئس المصير و بعد ان نصبتهم قوات ألأحتلال ألأمريكي ( حكامآ ) و كان ةهؤلاء ( الحكام ) هم ثلة من ( العملاء و القتلة و اللصوص) فأذا كان الطاقم الحكومي في أي بلدآ كان يتكون من هذا ( الثلاثي ) فأن الكارثة الحقيقية قد حلت على تلك البلاد و هذه ( الدولة ) النموذج السيئ ( العراق ) حين تحالف العملاء و القتلة مع اللصوص في ائتلاف مصالح مشبوه ادى الى انهاء الدولة الوطنية و حلت مكانها ( الدولة العميقة ) و جيوشها المسلحة و التي يطلق عليها الفصائل تارة و الحشد الشعبي تارو اخرى و بذلك تقلص دور الجيش الوطني عمود الدولة و سندها و الذي اصبح بقيادة ( ضباط الدمج ) المتهمون بالعمالة و القتل و اللصوصية .

سنوات طويلة من سقوط النظام السابق ( صدام حسين ) و هذه ألأحزاب و التيارات الدينية في سباق محموم و لكن ليس في خدمة الناس و تحقيق مصالح الشعب و رفاهية ابناءه لكنه في ألأستيلاء و ألأستحواذ على ثروات البلاد و سرقتها فكان لكل من هذه ألأحزاب و التيارات ألأسلامية مكاتب أقتصادية مهمتها الوحيدة هي السرقة و ألأبتزاز و توفير الحماية لدور البغاء و الملاهي و محلات بيع الخمور مقابل بدل مادي تدفعه تلك ألأماكن المشبوه مقابل الحماية و ألأستمرار في العمل و من يمتنع عن الدفع تكون ( هيئات ألأمر بالمعروف ) بأنتظاره في عبوة ناسفة او كاتم للصوت .

هؤلاء العملاء و القتلة و اللصوص ( الحكام ) و بمختلف اسمائهم و عناوينهم الدينية لم يكتفوا بأفراغ خزينة الدولة من اموال الشعب و سرقتها بل افتعلوا حربآ طائفية اهلية قتل فيها ألأخ أخاه و ابن عمه و هكذا ان عطلوا الحياة ألأقتصادية للبلد حيث اغلقوا المصانع و تم تسريح العاملين فيها لصالح المنتوج ألأجنبي المستورد الردئ و صار المنتج الوطني الرصين لا يباع و لا يتداول في ألأسواق و أضطر مئات الالاف من العمال الى الأصطفاف في طوابير العاطلين الباحثين عن عمل و اصبحت موانئ ( الدولة ) تديرها ميليشيات دينية تابعة للأحزاب و التيارات ألأسلامية حيث تذهب ألأيرادات المستحصلة الى جيوب ( السادة و الشيوخ ) من زعماء تلك الحركات الى ألأستيلاء على المنافذ الحدودية و ألأستحواذ على عائداتها الضخمة من الجباية الكمركية الى مصادرة دور و أراضي المواطنيين المسيحيين و غيرهم من المهاجرين .

حتى اصبحت هذه ( الدولة ) و مؤسساتها و دوائرها تديرها و تسير امورها عصابات مسلحة تابعة لهذا الحزب ألأسلامي او ذاك التيار الديني و كان الصبية و عديمي الخبرة و الكفاءة هم من بيدهم مقادير و أمور هذه المؤسسات الحكومية و هؤلاء هم انفسهم من كان يعيب على النظام السابق الذي كانت فيه ألأسبقية في التعين الوظيفي للدرجة الحزبية في بداياته لكن ذلك النظام اضطر فيما بعد الى ألأعتماد على اصحاب الخبرة و الدراية من ألأختصاصيين و ألأكاديميين و في كل المجالات و الوزارات و المؤسسات في حين ان النظام ( الديمقراطي ) الحالي اعتمد على الدرجات ( الدينية ) في شغل المناصب المهمة و ليس لذوي ألأختصاص و النزاهة الا في الوزارة ألأخيرة و التي شكلها ( مصطفى الكاظمي ) و الى حد ما .

كارثة العواصف الترابية قد لا تكون هي الكارثة ألأخيرة في سلسلة المصائب التي ابتلي بها ( العراق ) منذ ان استلم هؤلاء ( العملاء و القتلة و اللصوص ) مقاليد الحكم و في كل مناسبة تتصدى فئة من هؤلاء الحكام كل حسب ( اختصاصه ) فأذا كان الصوت المعارض لهذه ألأحزاب و التيارات و ممارساتها ألأجرامية عاليآ و مؤثرآ كما حصل اثناء الحراك الشعبي التشريني حينها انبرت فئة ( القتلة ) و تصدت للحراك الجماهيري و سقط المئات من الشهداء و الالاف من الجرحى اما حينما تكون هناك مشاريع أستثمارية رصينة تسهم في تدوير عجلة المصانع المتوقفة و تشغيل مئات الالاف من ألأيدي العاملة تنبري فئة ( اللصوص ) الذين أغرقوا ألأسواق بالبضائع السيئة الصنع و الرديئة النوعية فقط لمصالحهم ألأنانية من المال الحرام و حين عرضت ( السعودية ) مشروع أستثمار بادية السماوة و زراعتها و تشجيرها ما يدر بالمنفعة ألأقتصادية و البيئية على العراق وقفت فئة ( العملاء ) و أحبطت ذلك المشروع الحيوي بأوامر أيرانية هذا الثلاثي المجرم ( العملاء و القتلة و اللصوص ) الذي فتك بهذا البلد و نهش الجسد العراقي بعد ان اجهز على الدولة و لم يبق سوى ان جعل من البلاد صحراء جافة تعصف بها ريح صرصر عاتية محملة بالغبار و التراب و صراع و تنازع التيارات و ألأحزاب .

حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here