قائمة شروط طويلة لتركيا لانضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو

إيهاب مقبل

أرجأ سفراء حلف شمال الأطلسي «الناتو» قرارهم ببدء إجراءات ضم السويد وفنلندا إلى الحلف.

وبحسب وكالة «تي تي» السويدية، فإن السويد وفنلندا كانتا قدْ قدمتا طلبيهما صباح الأربعاء للأمين العام للحلف «ينس ستولتنبيرغ»، لكن لن تكون هناك دعوة سريعة من الدول الأعضاء للسويد وفنلندا كما كان مخططًا لها، وذلك بسبب موقف تركيا الرافض لانضمام الزوجين الأسكندنافيين للحلف العسكري.

وكانَ الرئيس التركي «رجب الطيب اردوغان» قدْ أعلن مساء الأثنين، أن تركيا تعتزم استخدام حق النقض ضد انضمام السويد وفنلندا في الناتو، وذلك بصفتها عضوًا كامل العضوية في التحالف.

ومن بين أسباب رفض تركيا لانضمام البلدين الأسكندنافيين إلى الحلف هو تعاونهما مع من تصفهم بـ«الإرهابيين الأكراد» في حزب العمال الكردستاني.

كما سُلط الضوء في الصحافة على المشادة الكلامية التي حدثت بين «مولود جاويش أوغلو» وزير الخارجية التركي و«آن ليندي» وزيرة الخارجية السويدية في الإجتماع غير الرسمي لحلف الناتو في برلين، والذي يُعتقد أن الوزيرة السويدية قدْ تصرفت بطريقة غير محترمة وغير مهنية أثناء الإجتماع، مما استلزم أوغلوا وصفها بشكل مُباشر وأمام الحاضرين بإنها «ليست محترمة».

بعد ذلك، كُشف النقاب عن رغبة الرئيس الأمريكي «جو بايدن» بإجراء محادثات مع تركيا. ويبقى الآن أن نرى ما إذا كانت تركيا ستُغير موقفها بعضوية السويد وفنلندا في الناتو أم لا، وإلى متى بمقدورها تأخير هذه العملية.

وكشفت وكالة بلومبيرغ الأمريكية مساء الثلاثاء عن أجزاء من قائمة طويلة لشروط تركيا لانضمام السويد وفنلندا للحلف، وذلك نقلًا عن ثلاثة مسؤولين أتراك لم تكشف عن أسمائهم. كما نقلت وكالات الأخبار الروسية مطالب تركيا. وفيما يلي أجزاء من شروط تركيا لانضمام السويد وفنلندا للحلف العسكري.

المطلب الأول: «يجب أن تتوقف السويد عن التعاون مع الإرهابيين وحلفائهم، ويجب عليها ترحيل الإرهابيين الأكراد».

لدى السويد وفنلندا «موقف واضح لا لبس فيه» فيما يتعلق بالأشخاص الذين لديهم صلات بـ«حزب العمال الكردستاني» و«جبهة التحرر الشعبي الثوري» المتواجدين في السويد. حزب العمال الكردستاني هو منظمة كردية، وصفها الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتركيا بأنها «منظمة إرهابية». إما جبهة التحرر الشعبي الثوري، فهي منظمة يسارية متطرفة، وتقف وراء العديد من الاغتيالات والتفجيرات في تركيا.

وتطالب تركيا كل من السويد وفنلندا بإدانة علنية، ليس فقط لحزب العمال الكردستاني، ولكن أيضًا للاشخاص المُنتسبين إليه، قبل أن يكون بمقدورهما الانضمام إلى الحلف. هذه ليست مهمة سهلة، وذلك لأن السويد لديها بالفعل تعاون وثيق مع منظمات كردية مرتبطة بحكم الأمر الواقع بحزب العمال الكردستاني.

وفي الآونة الأخيرة، وتحديدًا في نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي، تباهى الاشتراكيون الديمقراطيون السويديون بـ«تعميق التعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي»، وهو حزب كردي ينشط في سوريا، ويرى نفسه منظمة شقيقة لحزب العمال الكردستاني في تركيا.

وينتقد الأتراك بشدة السويد على وجه الخصوص بسبب علاقاتها الوطيدة مع حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الكردستاني. كما أشاروا في الإعلام التركي إلى وجود «إرهابيين» في البرلمان السويدي، مثل السياسية الكردية الإيرانية «أمينة كاكاباف»، والشهيرة بصورها وهي مدججة بالأسلحة خلال قتالها ضد الجيش التركي، وتصريحاتها المعادية للحجاب الإسلامي.

وفي السابق، رفضت السويد وفنلندا تسليم 33 شخص لهم صلات بحزب العمال الكردستاني وحركة غولن، وهو أمر رفضته تركيا بضراوه ووصفته بالغير مقبول.

المطلب الثاني: «يجب رفع العقوبات الغربية عن تركيا».

في العام 2017، اشترت تركيا، العضو في الناتو، نظام الدفاع الصاروخي «إس 400» من روسيا، مما دفعَ الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى إلى إيقاف تجارة الأسلحة مع البلاد. ومُنعت تركيا كذلك من إمتلاك برنامج الطائرات المُقاتلة «إف-35»، ولم يُسمح لها بشراء العشرات من طائرات «إف-16» المقاتلة ومجموعات الترقية لأسطولها الحالي. تُطالب تركيا واشنطن برفع العقوبات التي فرضتها في ذلك الحين.

وفي العام 2019، وبعد عامين من فرض العقوبات الغربية الأولى على تركيا، أوقفت السويد جميع صادرات الأسلحة إلى تركيا بسبب الهجوم التركي على القوات الكردية في سوريا. وهذه القوات مرتبطة إرتباطًا وثيقًا بحزب العمال الكردستاني الذي يحمل صفة إرهابية. وكانت «آن ليندي»، وزيرة الخارجية السويدية من الحزب الإشتراكي الديمقراطي، القوة الدافعة الرئيسية داخل الإتحاد الأوروبي لحظر الأسلحة المفروض على تركيا، والذي قدمته العديد من دول الاتحاد الأوروبي.

الحكومة السويدية في مأزق حقيقي

تحدث الخبير السويدي في الشؤون التركية «بول ليفين» إلى وكالة «تي تي» السويدية عن شروط تركيا، مُحذرًا بالوقت نفسه الحكومة السويدية من الإستخفاف بهذه المطالب.

يقول ليفين للوكالة: «ينبغي علينا أن نتذكر أن القضية الكردية، والتوجس من حزب العمال الكردستاني، أمر حقيقي في تركيا. إنه غضب عميق الجذور يتقاسمه الكثيرون، بالإضافة إلى حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، وقاعدته المُباشرة. يرى العديد من الأتراك العلمانيين أيضًا أن حزب العمال الكردستاني يمثل تهديدًا وجوديًا لتركيا، ويصعب عليهم تفهم رفع رايات حزب العمال الكردستاني في الساحات السويدية!».

وصفت الحكومة السويدية مؤخرًا حزب العمال الكردستاني بالإرهابي لإرضاء تركيا. بعدها، تعرضت الحكومة السويدية للهجمات الإعلامية من اليسار والأكراد في السويد. وبالأمس، نظمت مظاهرة لحزب العمال الكردستاني وسط العاصمة ستوكهولم، وهو حدث وصل أيضًا إلى وسائل الإعلام التركية.

يرى ليفين أن الاشتراكيين الديمقراطيين الذين يتزعمون الحكومة السويدية الحالية في وضع صعب للغاية قبيل الإنتخابات القادمة، ويقول للوكالة: «قدْ نضطر الآن إلى الاستماع الى الصوت التركي، وأن نُقدم بعض التنازلات. وفي الوقت نفسه، يخشى الكثير من اليسار والديمقراطيين الاشتراكيين على حد سواء من فقدان السويد صوتها المُستقل مع إقتراب الإنتخابات. هذا يعني أن الحكومة السويدية في مأزق حقيقي الآن».

1
https://www8.0zz0.com/2022/05/18/18/657691401.jpg

انتهى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here