بالفيديو والصور.. تاريخ الجرائم الإسرائيلية بحق الصحفيين في فلسطين

بالفيديو والصور| تاريخ الجرائم الإسرائيلية بحق الصحفيين في فلسطين

 تعرضت للاغتيال على يد قوات الاحتلال، بينما كانت تستعد مع مجموعة من المراسلين والإعلاميين لتغطية مداهمة لقوات الاحتلال لمخيم جنين في الضفة الغربية، كما أظهرت مقاطع الفيديو التي صورت عملية الاغتيال.

استهداف ممنهج

وعقب وقوع الجريمة النكراء على الهواء مباشر، انطلقت الألة الإعلامية الإسرائيلية لتنفي الجريمة وتطمس معالمها وتلصقها بالجانب الفلسطيني كما جرت العادة، فزعمت أن مقتل مراسلة الجزيرة جاء نتيجة “تبادل لإطلاق النار” مع “مطلوبين أمنيين”، وهو الوصف الذي تستخدمه قوات الاحتلال للإشارة إلى الشباب الفلسطيني.

لكن لقطات الفيديو الذي تم تداوله أظهرت مجموعة المراسلين، ومن بينهم أبو عاقلة، يرتدون الخوذ والسترات الواقية التي تحمل كلمة “صحافة” المميزة، ولا يوجد غيرهم في المشهد، وفجأة تعرضوا لإطلاق الرصاص لتصاب شيرين أبو عاقلة بطلقة مباشرة في الوجه وتسقط أرضًا.

من جانبه قال أنطوني بيلانجر ، سكرتير الاتحاد الدولي للصحفيين ، قبل أيام قليلة، إن مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة هو “استهداف ممنهج متعمد للصحفيين الفلسطينيين من قبل حكومة الاحتلال”.

مستنكرًا في بيان، تكرار حوادث استهداف الصحفيين على يد الاحتلال، قائلا، “مرة أخرى ، استهدف القناصة الإسرائيليون الصحفيون الذين كانوا يرتدون سترات صحفية محددة بوضوح من قبل قناصة إسرائيليين”. “سنسعى إلى إضافة هذه القضية إلى شكوى المحكمة الجنائية الدولية المقدمة من الاتحاد الدولي للصحفيين ، والتي توضح بالتفصيل هذا الاستهداف المنهجي.”

وأوضح مسؤول لجنة الحريات في النقابة محمد اللحام، أنه تم رصد 110 انتهاكات في قطاع غزة، و227 في الضفة الغربية في شهر واحد فقط. وتمثلت الانتهاكات بحق الصحفيين بـ”الاعتداء المباشر، والاحتجاز، ومنع من التغطية”، واصفًا هذه الانتهاكات بأنها “ترتقي لجرائم حرب”.

مستعرضًا شهادات حية لصحفيين تعرضوا لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال أثناء تغطية أحداث في القدس وعدة مدن فلسطينية. مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في مايو الماضي، أسفر عن استشهاد 3 صحفيين، وتدمير 42 مكتبا ومؤسسة إعلامية بالكامل، و32 مؤسسة جزئيًا، فيما استهدف 27 منزلا لصحفيين بالصواريخ.

بالأرقام.. استشهاد وإصابة مئات الصحفيين على يد الاحتلال

وفي ديسمبر 2019 قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إن قرابة “102 صحفي استشهدوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1972″، وأكد نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، أن “19 صحفيًا منهم ارتقوا شهداء منذ عام 2014، ووثقت النقابة خلال عام 2019 قرابة 136 اعتداء، و 760 انتهاكاً لحقوق الصحفيين، بما فيها أكثر من 200 حالة اعتداء جسدي وعشرات الإصابات بالرصاص الفولاذي المغلف بالمطاط، وعشرة إصابات خطيرة على الأقل بالذخيرة الحية. بالإضافة إلى ما لا يقل عن 33 صحفياً قتلوا منذ عام 1990. و838 اعتداء خلال عام 2018 أبرزها استشهاد الصحفيين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين”.

كما وثقت الصحفيين الفلسطينيين، بأنه خلال عام 2018، أصيب 47 صحفيًا بالرصاص الحي، و189 إصابة بقنابل الغاز، و17 إصابة بالرصاص المعدني، و52 حالة اعتقال، وتشهد أعمال استهداف الصحفيين تزايدًا نتيجة عدم وجود عقاب، بالإضافة إلى ترهيب الصحفيين من خلال محاكمتهم في محاكم إسرائيلية تقر بحقهم عقوبات مالية كبيرة، كما أن الكنيست شرعت قوانين تبطش بعمل الصحفيين.

وفي ديسمبر 2020 تم رفع شكوتين إلى منظمة الأمم المتحدة، من قبل الصحفيين الفلسطينيين، تحمل إثباتات تؤكد الاستهداف الممنهج للصحفيين، واستخدام القوة المميتة المفرطة، والتمييز والإفلات من العقاب، ودعت الشكوتان المقررتين الخاصتين بالتحقيق في قضية معاذ عمارنة الذي فقد عينه بنيران إسرائيلية عام 2019، ومقتل أحمد أبو حسين، وياسر مرتجي، عام 2018، وإصابة نضال أشتيه عام 2015 . كما دعت للتحقيق في التمييز، والقضايا المنهجية الأخرى التي تعيق قدرة الصحفيين الفلسطينيين على القيام بعملهم.

وجاء فيهما أن “الاستهداف الإسرائيلي الممنهج بحق الإعلاميين الفلسطينيين، وفشل إسرائيل في محاكمة المتهمين هو انتهاك لحرية التعبير والحق في الحياة وخرق صارح للقانون الدولي والإنساني. ووصف نقيب الصحفيين الفلسطينيين، الاستهداف الإسرائيلي الممنهج بحق الإعلاميين بأنه يرقى إلى “جرائم حرب”.

تسلسل زمني منذ عام 2000
في عام 2000 قتلت قوات الاحتلال، الصحفي “عزيز يوسف التنح” برصاصة في الرأس أطلقها عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رام الله بالضفة الغربية.

وفي عام 2001 قتل مصور صحيفة “الحياة الجديدة”، ومراسل شبكة “إسلام أون لاين” “محمد البيشاوي”، ومراسل وكالة الأنباء الكويتية “عثمان القطناني”، جراء قيام قوات الاحتلال بقصف مقر المركز الفلسطيني للدراسات والإعلام في مدينة نابلس بالضفة الغربية، في جريمة أثارت الرأي العام العالمي آنذاك.

وخلال تغطية العدوان الإسرائيلي عام 2002 على رام الله والبيرة، سقط الصحفي “جميل نواورة”، وفي نفس اليوم أيضا قتل الصحفي “أحمد نعمان” مدير تلفزيون بيت لحم المحلي، خلال هجوم وحدة إسرائيلية على محافظة بيت لحم.

وفي عام 2003 عندما كانت الشرطة الإسرائيلية تقتحم البلدة القديمة بالقدس، وبالقرب من المدرسة الفاطمية، أطلقت النار على مصور تلفزيون فلسطين ووكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، “نزيه عادل دروزة” فقتلته مباشرة.

وفي 2008 استشهد مصور وكالة “رويترز” البريطانية للأنباء، “فضل صبحي شناعة” إثر إصابته في قصف مدفعي إسرائيلي، استهدفه أثناء تصويره مجزرة الاحتلال في قرية جحر الديك بقطاع غزة.

وخلال قصف صاروخي من طائرة حربية إسرائيلية على سيارة قناة “الأقصى” الفضائية في شارع الشفاء بقطاع غزة عام 2012،  استشهد المصوران “حسام سلامة” و”محمود الكومي”.

كما استشهد 3 مصورين صحفيين هم “محمد الديري”، و”رامي ريان”، و”سامح العريان” في قصف مدفعي من قبل جيش الاحتلال على سوق الشجاعية بغزة أثناء تغطيتهم للأحداث 2014.

في 8 يوليو/ تموز 2014، استشهد عدد من الصحفيين الفلسطينيين أثناء تغطية العداون الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما عرف باسم عملية “الجرف الصامد”، حيث ضربت قوات الاحتلال مناطق مدنية مأهولة بالسكان، ما أدى إلى سقوط عدد من الصحفيين منهم عبد الله مرتجى.

بعدها بأيام، قتل الصحفي الإيطالي لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، سيموني كاميلي، رفقة الصحفي الفلسطيني علي أبو عفش، إثر انفجار صاروخ أودى بحياتها شمال قطاع غزة في 25 أغسطس/ آب 2014.

أبريل 2018.. اغتيال أحمد أبو حسين

في 13 أبريل / نيسان من العام 2018 استشهد الصحفي أحمد أبو حسين، الذي كان يعمل كمراسل الإذاعة المحلية، صوت الشعب، إثر إصابته برصاص متفجر في صدره وبطنه خلال تأدية عمله في تغطية مسيرات العودة الكبرى في أبريل/نيسان 2018 في قطاع غزة، حيث تم استهدافه من قبل قناصة الاحتلال الإسرائيلي.

أظهرت مقاطع فيديو في ذلك الوقت أن أبو حسين كان يرتدي السترة الواقية والخوذة وعليهما شعار “صحافة” بارزاً وواضحاً، وكان الشهيد محاطاً بعدد كبير من المحتجين يصورهم ويجري معهم حوارات عندما أصابته رصاصات القناصة الإسرائيليين في صدره وبطنه، ليتم نقله إلى المستشفى لكنه فارق الحياة بعدها بأيام قليلة.

يوليو 2018.. اغتيال ياسر مرتجي

بحسب تقرير للاتحاد الدولي للصحفيين في يوليو/تموز من العام الماضي، قتلت إسرائيل 46 صحفياً وإعلامياً منذ عام 2000 وحتى عام 2021، فيما وصفه بيان الاتحاد بأنه “استهداف ممنهج ومنظم” من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي هدفه التغطية على ما ترتكبه تلك القوات من جرائم بحق الفلسطينيين. وخلال حرب غزة فقط، التي استمرت 11 يوماً العام الماضي، قتلت إسرائيل 16 صحفياً.

وكان الصحفي الفلسطيني ياسر مرتجى واحدًا من هؤلاء الضحايا، حيث أصابته رصاصات الاحتلال القاتلة أثناء تغطية مسيرة العودة على حدود قطاع غزة عام 2018، ونعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين

 مرتجى، 31 عاماً، الذي كان يعمل صحفياً في وكالة “عين ميديا” في غزة.

ووفقًا لبيان وزارة الصحة الفلسطينية آنذاك، فأن مرتجي توفي جراء إصابته برصاصة حية اخترقت جانباً من بطنه، وقد توفي في المستشفى لاحقاً جراء إصابته. وكان مرتجي أول من تعرض للاغتيال بعد انطلاق ما يعرف بمسيرات العودة عام 2018.

نوفمبر 2019.. استهداف معاذ العمارنة

في نوفمبر من العام 2019، كان الصحفي معاذ العمارنة، يؤدي عمله جنباً إلى جنب مع صحفيين ومراسلين آخرين، لتغطية جرائم الاحتلال في بلدة تابعة لمدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، حيث يتم مصادرة أراضي الفلسطينيين وهدم منازلهم، وسط محاولات يائسة من قبل أهالي البلدة في الدفاع عن منازلهم وممتلكاتهم في مواجهة جنود مدججين بالسلاح.

وفقًا لوكالات فلسطينية، فأن جنود الاحتلال رفضوا السماح لمعاذ بالمرور من أجل القيام بعمله وتصوير ما يحدث، وذلك على الرغم من كونه يحمل تصريحاً يخول له أداء وظيفته، وبعد محاولات سمحوا له بالمرور، وبينما العمارنة يقوم بتصوير الأوضاع، فوجئ برصاصة أطلقها أحد جنود الاحتلال استقرت في العين اليسرى للمصور الصحفي الفلسطيني.

تم على الفور نقله إلى المستشفى، لكن الأطباء تخوفوا من إزالة الشظية المعدنية خوفًا على عينه الأخرى؛ نظراً لأن الشظية المعدنية طولها حوالي 2 سم واخترقت العين اليسرى واستقرت بالقرب من المخ.

 حوالي 2 سم واخترقت العين اليسرى واستقرت بالقرب من المخ.

وبعد تداول مقطع فيديو يظهر فيه العمارنة وهو مصاب في عينه، ويرافقه زملاءه لإجلاءه من مكان الحادث، نال العمارنة تضامناً عربياً وعالمياً واسعاً، ونشر الملايين من المتضامنين معه صوراً لهم مع تغطية العين اليسرى بلاصقة أو باليد في رسالة تضامن معه، وتعالت الأصوات بمعاقبة الاحتلال  الإسرائيلي على استهداف الصحفيين تحديداً، دون أن يتحقق ذلك حتى يومنا هذا.

دعوى أمام الجنائية الدولية

وفي نهاية أبريل / نيسان المنصرم رفعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، والاتحاد الدولي للصحفيين، والمركز الدولي للعدالة للفلسطينيين “ICIP”، قضية للمحكمة الجنائية الدولية بشأن الاستهداف الممنهج للصحفيين الفلسطينيين. وذلك بالتعاون مع محامين بارزين في مجال حقوق الإنسان، من “بايندمانز” و”دوتي ستريت تشامبرز”، بتقديم شكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية في بداية شهر نيسان/ أبريل 2022.

حيث أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في الأراضي الفلسطينية استلام الشكوى بشكل رسمي، والمتعلقة بارتكاب قوات الاحتلال الاسرائيلي جرائم ضد الصحفيين، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تحقيق رسمي ومحاكمة.

كما تم تقديم المذكرات القانونية التي تتهتم إسرائيل بالاستهداف الممنهج للصحفيين العاملين في فلسطين، وعدم القيام بالتحقيق بالشكل الواجب في استشهاد العاملين في وسائل الإعلام، والذي يرقى لمستوى جرائم حرب، إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وصرح يونس مجاهد رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، قبل أيام لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن جريمة اغتيال الصحفية والمراسلة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلية لا يمكن أن تمر دون عقاب. مؤكدًا إن الاتحاد سيواصل عمله أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن الدعوى المقامة أمامه والمدعمة بمستندات ووثائق ومحامين من أوروبا والذين يتابعون هذا الملف مع الاتحاد الدولي إلى جانب نقابة الصحفيين الفلسطينيين”.

مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب عدة جرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين وتمر دون عقاب. نافيًا الرواية الإسرائيلية بأن مقتل شيرين تم جراء تبادل لإطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، قائلاً: هذا غير صحيح لأن شهود العيان الذين كانوا هناك والتسجيلات تؤكد أنه لم يكن هناك أي تبادل لإطلاق النار، وأنه تم استهداف الصحفية الفلسطينية هي وزميلها الذي أصيب وحالته الآن مستقرة.

داعيًا المجتمع الدولي لاتخاذ ما يلزم تجاه هذا العنف الممنهج ضد الصحفيين، قائلاً: بالفعل لدينا مشروع طرحناه على الأمم المتحدة يتعلق بحماية الصحفيين، وبذلنا كل المجهودات حتى تكون هناك آلية دولية للتحقيق في مثل هذه الجرائم لكن إلى الآن مازال هذا الأمر معلقا ولم تتم الاستجابة له. وطالب الأمم المتحدة بأن تحمي الصحفيين، قائلاً: أنه من غير الممكن أن يترك الصحفيون هكذا عُزّل في مواجهة مثل هذه الجرائم.

استهداف الإعلام

يذكر أنه في العام الماضي، دمر الجيش الإسرائيلي برجاً إعلامياً في غزة، يضم مكاتب لقناتي الجزيرة وأسوشيتد برس، خلال حملة قصف وحشية خلفت أكثر من 250 قتيلاً، من بينهم أكثر من 60 طفلاً.

ورصد مركز “مدى للحريات الإعلامية” في رام الله ، استهداف 49 مؤسسة إعلامية بالقصف الإسرائيلي خلال عام 2014 فقط، وذكر أنه استشهد في عام 2009 خلال العدوان على غزة 4 صحفيين، وفي عام 2012 سقط 3 صحفيين، بينما استشهد في عدوان عام 2014 نحو 17 صحفيا، منهم الناشطة الإعلامية الشهيرة نجلاء الحاج.

وفي العام الماضي وجهت جينيفر روبنسون، المستشارة القانونية للاتحاد الدولي للصحفيين (منظمة دولية مقرها واشنطن)، نداء إلى المحققة الأممية الخاصة إيرين خان، طالبت فيه بالتحرك ضد إسرائيل حتى تتوقف عن استهداف الصحفيين بتلك الصورة المنظمة. لكن دون جدوى، حيث تستمر قوات الاحتلال في استهداف الفلسطينيين والصحفيين الفلسطينيين بمأمن من العقاب، وكان أخرهم شيرين أبو عاقلة، التي قتلت على الهواء مباشرة دون أن يتم محاسبة الاحتلال على جرائمه.

يذكر أن اتفاقية جنيف الدولية عام 1949 تؤكد على ضرورة حماية المدنيين بالنزاعات العسكرية، وأيضًا على ضرورة احترام الصحفيين وحمايتهم من أي هجوم متعمد، إلا أن دولة الاحتلال لا تعني بمثل هذه الاتفاقيات الدولية وتتعمد استهداف الصحفيين وتجاهل القوانين والأعراف الدولية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here