قناصات الليل تفاقم معدل الضحايا بنسبة 40% في ديالى

منذ أشهر وهجمات القناصة الليلية من قبل تنظيم داعش الإرهابي تسجل حضوراً لافتاً في مشهد ديالى بشكل أثار القلق خاصة مع سقوط العشرات من الضحايا بينهم عناصر امنية بسبب شدة الاصابة ودقتها خاصة وأنها تستخدم نواظير تعطي مرونة عالية في ضرب الاهداف من خلال مسافات بعيدة مع تأكيدات بوصول قناصات حديثة جدا.

مصدر أمني رفيع أكد في حديث لـ(المدى)، ان “ملف قناصات الليل طرح في اجتماعات على اعلى المستويات الامنية في ديالى وبغداد على حد سواء خاصة مع زيادة معدلات الضحايا بنسبة 40% وباتت سلاحا لنحو 75% من الخروقات التي ضربت قواطع عدة في ديالى خلال الاشهر الأخيرة”.

واضاف المصدر، ان “هناك تأكيدات بان داعش حصل بالفعل على قناصات حديثة في الآونة الاخيرة وهو ما يفسر تنامي هجماته في عدة قواطع سواء في ديالى او صلاح الدين وحتى كركوك”، مبنيا ان “وصول القناصات ربما من جهات متعددة خاصة وان التنظيم هو بمثابة ورقة لتحقيق اهداف لبعض الجهات التي لا تريد الاستقرار للبلاد”.

وأشار، الى “وجود تحقيق سري تقوده فرق مختصة لبحث خفايا ملف وصول قناصات حديثة الى ايدي داعش ومن يؤمن لها هذه الاسلحة التي بدأت تؤثر فعلياً في أمن بعض المناطق بسبب تكرارها”.

بدوره، قال القيادي في تحالف الفتح عدي الخدران ان “داعش ورقة ضغط تستخدم لتحقيق اهداف جيوسياسية”، مؤكدا انه “لا يستغرب تورط امريكا او غيرها في ايصال القناصات الحديثة الى داعش خاصة وان الدعم لخلاياها النائمة لم يتوقف في ظل وجود عشرات الادلة الموثقة”.

واضاف الخدران، ان “حرب القناصات سيناريو جديد لاستهداف الامن في العراق واعادة حالة عدم الاستقرار”، مؤكدا على “ضرورة اعادة النظر في ملف ادارة امن المناطق وزيادة زخم الجهد الاستخباري لكشف خلايا القناصات وانهاء وجودها في المشهد الأمني”.

من جهته، أكد عضو مجلس ديالى السابق تركي جدعان ان “أسلوب القنص بالفعل برز بشكل لافت في الاشهر الاخيرة بعدما بات يستحوذ على اغلب هجمات داعش سواء في ديالى او غيرها من المحافظات لان التنظيم لا يريد اية خسائر بشرية في اية مواجهات لذا يعتمد بالأساس اسلوب الكر والفر من اجل ضرب الاهداف ثم الاختباء”.

واضاف، ان “وصول القناصات الحديثة ربما يجري بطرق مختلفة أبرزها وجود ايادي خارجية ذات دوائر مخابراتية وهذا الامر ليس مستغربا لان داعش عبارة عن اجندة دولية تحاول تحقيق اهداف جيوسياسية في الشرق الاوسط بالإضافة الى امكانية ان تنتقل عبر تجار الاسلحة وهي مافيات دولية تعمل كل شيء من اجل المال”.

أما عضو لجنة الامن النيابية السابق ايوب الربيعي، فقد اشار الى ان “تحقيقا فُتح بالفعل في ملف القناصات مع ورود معلومات بان هناك حديثة منها وصلت الى ايدي داعش الارهابي وبدأ باستهداف عدة مواقع”.

واضاف الربيعي، ان “الدعم الخارجي هو من يؤمن الاعتدة والاسلحة لداعش ومن خلال طرق مختلفة”، مبينا ان “امتلاك داعش للتمويل يساعده في الحصول على انواع كثيرة من الاسلحة وهذا ما يجب الانتباه له”.

علي العبيدي، خبير أمني، أكد ان “اسلوب القنص يدل على وجود تغير محوري في هجمات داعش من خلال اعتماد سلاح محدد في أكثر من 75% من هجماته”.

وأضاف العبيدي، ان” تورط تجار اسلحة بتأمين احتياجات داعش من خلال سماسرة هو امر مطروح خاصة وأنها تجارة سرية فيها الكثير من الخفايا وتعمل بها مافيات دولية لديها ادوات في الداخل العراقي”.

وأشار، الى ان “المشكلة ليست في القناصات بل في ايقاف تدفق الدولارات على جيوب قادة داعش لأنها الاساس في ادامة تعزيز قدراته بالأسلحة ومنها القناصات”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here