مظفر النواب اسطورة العصر والقطب الاعظم !

باقر مهديلعل من اكثر ما يؤلم الانسان هو ابعاده مرغما عن وطنه ونفيه خارج اسوارالوطن، وما لقيه النواب طيلة الخمسون عاما الماضية هو من ابشع انواعالوجع والحرمان حتى قال ” تعب الطين سيرحل هذا الطين قريبا” لم يكن يتصورانه سيعود ذات يوم الى البلد الذي ارهقه من الألم وضل يتمنى اليومالمنشود‏”يجي ذاك اليوموإن ما جاشادفنوني على حيليوقصتي لبغداد”مظفر الذي ارعب ساسة الفساد وتجار الدم وهزت كلماته عروشهم وزحزحتاسوارهم العالية واشغل السلطات بما كان يصارحهم به من قذارتهم ودنائتهم“اولاد القحبة لستُ خجولا حين اصارحكم بحقيقتكم، حضيرة خنزير اطهر من اطهركم”عاد القديس الى وطنه اخيرا ولكنه عاد محمولا على اكتاف من أحبوه، عاد وهويستنشق هواء العراق من التابوت، عاد حاملا معه شوقا كان يخبئه تحت قصائده لاكثر من خمسون عاما،حاولَ أن يَتَطَلَّعَ مِن شَقِّ التابوتِغِطاءُ التابوتِ ثَقيلْو لقَد كادَ يَشُفُّ بِهِ التابوتُلِما فِيهِ مِنَ الرِّقَةِصارَ المَوتُ لِلُطفِ مُحَيَّاهُ جَميلْ،في يوم الخلود ويوم السعادة بالنسبة للنواب مررنا به الى كعبة الثواروساحة الاحرار ، اخبرناه ونحن نحمله على الأكتاف بأننا رفضنا رفض الاحراران يقف الطغاة على جثمانككما تعلمت انت قوة الموقف والثبات من الحسين بن علي الثائر العظيم حين قلت له“تعلمت منك ثباتي وقوة حزني وحيدافكم كنت يوم  الطفوف وحيداولم يك اشمخ منك وانتتدوس عليك الخيول”وقفنا في يوم مجيء جثمانك وقفة الطود الشامخ لم ترهبنا اسلحتهم ولامصفحاتهم لأنك كنت تقودنا كما يقود الأب أبنائه ليوصلهم لبر الأمان، علىالرغم من تعبك وألمك وانت لا تستطيع ان تحمل روحك،“متعبٌ منّي‏ولا أقوى على حملي”حملناك ونحن في قمة الفخر والحزن كما حملت انت اوجاع العراق على كاهلك.اه..اه..اه والحسرة ليس لها من مستقر ايهالاسطورة،مظفر النواب يا من جعلت من القصائد نورا تضيء دروب الأحرار، وخلقت منالحروف سلاسل تقيد أيدي الطغاة، ورسمت للعاشقين ورودا من الحب والجمال،ها انت تعود مجددا للعراق الذي ارخى عينيك للدموع في كل حين،وكأنك ترددواليندفن بأرض أهله: عدل .. حييسمع الحنطة  ويحس عروگها بصدره  ونشيش المايوالميّت بگاع الغير .. وحده يموت ..وحده، لا دمع، لا ناس، لا تابوتوحده يموت ..غريب ويندفن مثل العرج، بسكوت ..عشت غريبا، وعانيت غريبا وحيدا، ودفنت وحيدا، شكرا لانك مظفر النوابالملهم بحد ذاتهشكرا لانك الأسمى والاقدس بين كل شعراء العربشكرا لانك علمتنا ان الثبات على الموقف هو اسمى ايات الخلود، شكرناوامتناننا لك بحجم اسمك يا من رسمت لنا الحب والجمال، شكرا لأنك عراقيبفذاذةشكرا لانك جعلت العراق في أوائل البلدان من خلال اسم مظفر النواب.كنت تريد عليا بدون شروط وانت الآن بقرب عليا من دون شروط وقيودلك اسمى آيات البقاء والخلود يا ملهم الاجيالمظفر النواب اسمك سيخلده التأريخ على مر العصور .لك البقاء وللسلطات الجائرة ومن ابعدك عن العراق وحرمنا منك اقسى الذلوالخزي والعار

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here