(آوقيدمو) نداء الرب الأخير لحسين الزاملي نموذجا توظيف( الحتم الكوني ) في نص روائي

حامد زامل عيسى
الخبر هو صدور رواية( آوقيدمو ) نداء الرب الأخير للاديب الكاتب المبدع والمثابر د/ حسين كاظم الزاملي فمن الممتع قراءة هذه الرواية التي تتسم بسرد ساحر لهذا سأكتب عنها من باب التعريف والتوثيق اولا كي لا يحرم القارئ ايضا لاسيما المتخصص او العاشق المنتظر . كأنها تقول التاريخ يبدأ من هنا حاملة بين سطورها خفايا واسرار وحقائق
فما أن انطلقت في قراءة  الرواية فكلما انهيت فصلا من فصولها( ١٥٩ ) ازددت شوقا للوصول الى شاطئ فصل جديد وهكذا حتى انهيتها فوجدتها خزانة الكشف عن اسرار التاريخ وقد شعرت براحة خاصة لا توصف من ذلك النوع الذي لا يشعر به الا من عقد علاقة متينة مع الكتب قراءة وتدبر واحسب نفسي بفضل الله تعالى منهم حبا للكتاب وتقديرا بل تعظيما له والراحة هنا ليست تلك التي نشعرها بعد تعب بل من الترويح الفكري كما ان للبدن ترويحا اي أن المتعة
هو استخدام الزاملي بذكاء للموروث بشكل متجدد يسير باتجاه  انساني والانفتاح على افاق واسعة لانها اي الرواية تنطوي على موضوعات كثيرة تدور في أمكنة وازمنة مختلفة لعل ابرزها واكثرها اهمية ما بشرت به وما اثارته من موضوعات شديدة الحساسية فتحتاج دون شك الى ادوات نقدية لاستجلاء العديد من الظواهر التي لامس فيها الروائي عصبا نابضا يحتاج الى البحث والدراسة والتحليل .
وهذا متأتيا بفعل ما فعلته الرواية التي فتحت تلك الافاق ومنحت الذاكرة قوة عجيبة للتفاعل معها بحيث اعطتني مددا وزودتني بجناحين حلقت بهما فوق عاليا  نحو افاق المستقبل مستكشفا فضاءات وعوالم أخرى كون الرواية ذات ابعاد كونية لتجد فيها ما لذ للفكر وما طاب للعقل من المعلومات والصور القلمية جاعلا للصورة قد اكتملت في مخيلتك وليس هذا فحسب بل رافعا تفكير القارئ الى مستوى الحدث.
وتلك هي القدرة الابداعية عند الزاملي اعطتك المتعة المقرونة بالمعلومة التي لا غنى عنها لمن اراد ان يمضي في درب المنتظرين او لمن تاقت نفسه لقرب اللقاء المحتوم .
لا اهدف ان تكون هذه المقالة مناسبة خطابية على الرغم من انني اقر ان كلماتي مهما اجتهدت في استنهاضها لن تفي المبدع المجتهد الدكتور حسين الزاملي حقه في هذا المنجز الكبير الذي جمع فيه ما بين التراث والمعاصرة واستخدم الاساليب الحديثة واللامعقول والمشاهدة السريالية والتعبيرية اتمنى ان يلحق بها مستقبلا جزئها الثاني حتى تاخذ حقها ومكانها الذي يليق بها من قراء ونقاد ومكتبات فرواية الزاملي حققت الكثير مما كنا نتمنى بعد أن اطلعنا عليها وفي المحصلة فان الرواية الآن جاهزة على وفق ما يتمنى كل حريص من المنتظرين جاءت حاملة مما يحقق متعة القراءة وامكانية الاحتفاظ بالمعلومة لاسيما أن الزاملي قد صاغ كل شيء بانامل من يتعامل مع ما هو اغلى من الذهب الا وهي الكلمة فاضفى عليها باسلوبه جمالا يبقيك في كل فصل منها متأملا حتى تمتص الرحيق العبق فتنتقل الى الاخر وانت اكثر نشاطا وشوق واقوى رغبة في المداومة على القراءة كما تميزت الرواية في تناول زوايا جديدة في قضية الانتظار تنفع كل المنتظرين.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here