الأونروا أمام أصعب مرحلة منذ تأسيسها….. هل ستستمر ؟

الأونروا أمام أصعب مرحلة منذ تأسيسها….. هل ستستمر ؟
أماني مبارك

تبلغ الأوضاع الصعبة في القطاع المحاصر ذروتها، فيما تجري محاولات تسيس الدعم الانساني لسكانه، من خلال وضع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” في وضع مالي حرج بعد أن قلصت الإمدادات والتمويلات المقدمة لها، الأمر الذي يهدد استمرار نشاطاتها خاصة بعد الحديث عن إقامة شراكات مع وكالات دولية أخرى تحت مبرر توفير دعم مالي لاستمرار خدمات الوكالة، بما يعنيه ذلك الانهاء التدريجي لدور الوكالة، لغاية تصفية حق عودة اللاجئين .

اسرائيل ترفض دور الأونروا بحجة تضخيم الأعداد
جاء تأسيس الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949 نتيجة للوضع الانساني الذي خلفت النكبة،

بلغة الأرقام، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في الأونروا ستة ملايين، يقيم أكثر من 41% منهم في الأراضي الفلسطينية، والباقون موزعون على سوريا ولبنان والأردن، مما جعل الإسرائيليين يزعمون أن الأونروا أنشئت قبل سبعين عاما لرعاية سبعمئة ألف لاجئ، لكنها اليوم مكلفة بإدارة حياة ستة ملايين.

تتهم اسرائيل الأونروا بتضخيم أعداد اللاجئين الفلسطينيين، لأنها تستفيد من ذلك ماليا بزعم أن موازنتها تمنح اللاجئ الفلسطيني ما قيمته أربعة أضعاف اللاجئ الآخر من باقي دول العالم، حيث يصل نصيب اللاجئ الفلسطيني لديها 246 دولارا من متطلبات واحتياجات مقابل 58 دولارا للاجئين الآخرين.

التقدير الإسرائيلي -في الآونة الأخيرة- يذهب في اتجاه أن إنشاء الأونروا كان خطأ وبقاؤها خطأ أكبر، لأنها تروج التحريض المعادي لإسرائيل، وطالما أنها موجودة فلن تتحقق تسوية سياسية وقد يمتد الأمر عقدا أو عقدين، وأي تردد في التوجه الإسرائيلي الحالي لتصفيتها سيجعل الإسرائيليين يدفعون أثمانا باهظة في المدييْن المتوسط والبعيد.

عجز كبير في التمويل وتلميح بإيقاف الأنشطة
قال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إن أعباء الوكالة ستتزايد خلال الفترة المقبلة في ظل تصاعد الأزمة المالية وموجة الغلاء العالمية.

ونفى أبو حسنة أن يكون تحدث للرسالة عن تقليص مساعدات أونروا بسبب هذه الأزمات.

وأضاف أبو حسنة في اتصال هاتفي مع “الرسالة”، اليوم الأربعاء، أن الأزمة المالية تبلغ في تقديرها الأولي 100 مليون دولار، ومرشحة بالتأكيد للزيادة خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن موجة الغلاء العالمي التي طالت كل شيء، تزيد من أعباء الوكالة، في ظل تراجع دعم المانحين.

وأشار إلى أن بعض المانحين أبلغوا إدارة الوكالة بعدم قدرتهم على الالتزام بتعهداتهم المالية في الموعد المحدد لها، فيما خفض بعض المانحين المبالغ التي يرصدونها.

حذرت المؤسسة الأممية من إيقاف الأنشطة باعتبارها تواجه وضعًا حرجًا، ينذر بتوقف الإسهامات والدعم المقدم للفلسطينيين وسكان قطاع غزة، الذي يواجه أوضاعًا اقتصادية مزرية وتفاقم نسبة الفقر والبطالة داخل القطاع، بالإضافة إلى الاقتصاد الهش بالفعل، والبنية التحتية المتدهورة، والانقسامات السياسية الداخلية ودورات الصراع المتكررة، وآخرها الأعمال العدائية التي جرت في أيار 2021، والتي خلفت 192 قتيلا مدنيا فلسطينيا ومئات الجرحى.

إعادة الإعمار في غزة
من جانبه صرح وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، ناجي سرحان، بأن حجم إنجاز وكالة الأونروا في ملف إعادة الإعمار “ضعيف جدا”.

مضيفًا بحسب الأناضول أن الوزارة تتواصل بشكل مباشر مع إدارة “أونروا”، وتحثّها دائما على “البدء والإنجاز في عملية الإعمار”. قائلاً، “يوجد لدى أونروا تمويل لإعادة إعمار منازل اللاجئين المدمّرة، لكن لم يتم البدء الحقيقي في بناء هذه الوحدات”.

ووصف هذا التأخر بـ المماطلة من قبل الأونروا والأصل مفترض أن تكون الوكالة أنهت عملية الإعمار داخل القطاع . حيث لا زال اللاجئون مشردون، بلا منازل تأويهم بعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي.

فيما صرح توماس وايت، مدير شؤون أونروا بغزة، بحسب الأناضول، في فبراير/ شباط الماضي، إن وكالته حصلت على “الأموال اللازمة لإعمار منازل اللاجئين وعددها 1300 منزل”.

وقالت “أونروا” في بيان في 10 مايو الجاري، إنها “حوّلت دفعات مالية بقيمة 2.64 مليون دولار أمريكي . لنحو 154 عائلة من العائلات التي تضررت منازلها كليا خلال الصراع الأخير، للبدء بإعادة إعمار منازلها”.

اليابان تقدم تبرعًا لدعم فلسطينيوا غزة بـ 600 مليون ين
في أيلول من العام 2018 قدمت اليابان تبرعًا للوكالة الأممية بمبلغ 600 مليون ين لدعم المعونة الغذائية للاجئي فلسطين في غزة.

حيث قام السفير الياباني للشؤون الفلسطينية وممثل اليابان لدى فلسطين آنذاك، تاكيشي أوكوبو . والمفوض العام للأونروا بيري كرينبول بتوقيع اتفاقية بمبلغ 600 مليون ين ياباني، أي ما يقارب 5,4 مليون دولار، كمساهمة من اليابان لدعم برنامج الوكالة للمعونة الغذائية في غزة وللسنة السابعة على التوالي.

وفي عام 2017 تبرعت اليابان بمبلغ 43,3 مليون دولار وكانت ضمن أكبر سبعة مانحين في ذلك الوقت.

1,5 مليون دولار من قطر لدعم المعونة الغذائية في غزة
في أبريل / نيسان المنصرم تبرعت مؤسسة قطر الخيرية بمبلغ 1,5 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) وذلك دعما للمعونة الغذائية التي تقدمها الوكالة في غزة.

وفقًا لبيان الوكالة الأممية، ساهمت هذه المعونة في تقديم الدعم لنحو 90,300 شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي ممن يعيشون في قطاع غزة المحاصر من تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية لمدة ثلاثة أشهر أي (ربع واحد) في هذه الجولة من توزيع المساعدات.

من جانبه صرح توماس وايت مدير شؤون الأونروا في غزة، قائلاً: “إننا نعتقد أن المعونة الغذائية التي تقدمها الأونروا للاجئي فلسطين توفر لهم الأمن الغذائي وتحافظ على كرامتهم. مشددًا بأن هذا الدعم لن يساعد لاجئي فلسطين على تلبية احتياجاتهم الأساسية فحسب، بل يمنحهم أيضا الأمل في مستقبل أفضل حيث يتم حماية احتياجاتهم وحقوقهم. مشيرًا إلى أن الأونروا ولاجئي فلسطين يعانون من وضع قاتم بشكل غير عادي.

يذكر أن برنامج الأونروا للمعونات الغذائية العينية الطارئة يوفر الغذاء لأكثر من مليون لاجئ من فلسطين.

10 مليون دولار من الكويت لدعم الصحة والتعليم
وفي 9 مايو / أيار الجاري، قدمت الحكومة الكويتية تبرعا بقيمة 2 مليون دولار لـ الأونروا . حيث سلم سفير الكويت في الأردن، سعادة السيد عزيز الديحاني، الشيك الخاص بالتبرع لمدير العلاقات الخارجية بالإنابة تمارا الرفاعي وذلك في مقر سفارة الكويت بعمان.

وقالت الأونروا في بيان رسمي، أن هذا التبرع يضاف إلى تبرع سابق بقيمة 10 ملايين دولار للوكالة لعام 2022 . دعما لميزانيتها البرامجية الأساسية للخدمات الأساسية التي تشمل الرعاية الصحية والتعليم والإغاثة والخدمات الاجتماعية.

فيما صرح سفير دولة الكويت لدى المملكة الاردنية الهاشمية عزيز الديحاني، “إن هذا التبرع من حكومة الكويت كان يهدف إلى تعزيز أنشطة وبرامج الأونروا في المنطقة لحوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين . وهو يأتي تماشيا مع التوجيهات الدائمة للقيادة السياسية العليا وبتوجيهات من الحكومة الكويتية .للتأكيد على موقف دولة الكويت الثابت من دعم القضية الفلسطينية والالتزام بدعم الوضع الإنساني للاجئي فلسطين في المنطقة”.

مشيدًا بدور الوكالة وجهودها في تقديم الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم للاجئي فلسطين في أقاليم عملياتها. لافتًا في الوقت ذاته إلى حجم دعم بلاده للاجئي فلسطين، وبأن الكويت لطالما كانت شريكًا مهمًا للأونروا وللاجئي فلسطينيين. ومنذ عام 2000، اقتربت التبرعات المقدمة من الكويت للوكالة من 215 مليون دولار، اشتملت على 65 مليون دولار لعمليات الأونروا الطارئة في سوريا.

أزمة مالية حادة
بدورها، صرحت المتحدثة باسم الأونروا ومدير العلاقات الخارجية بالإنابة تمارا الرفاعي: “بهذا التبرع الإضافي. تظهر الكويت للاجئي فلسطين أن دعمها الطويل الأمد لا يزال قويا. إن الأونروا ممتنة حقا للكويت حكومة وشعبا على كرمهم وتضامنهم. وفي أوقات الأزمات المالية الحادة مثل الأزمة التي تواجهها الأونروا الآن. فإن هذا التبرع الإضافي موضع ترحيب كبير . وإننا نأمل أن يعمل على تشجيع الشركاء الآخرين على التقدم بالتبرع”.

وشددت أن الأونروا تواجه تحديات مالية هائلة تهدد قدرتها على المحافظة على جميع الخدمات. داعية الحكومات والمانحين والشركاء إلى مواصلة دعمهم للاجئي فلسطين الذين يعتمدون بشكل شبه كامل على الوكالة في تلبية احتياجاتهم اليومية.

أضافت الرفاعي إن التمويل الكافي للأونروا سيمكنها من تنفيذ مهام ولايتها والمحافظة على كافة الخدمات الحيوية . وهو الأمر الذي يساهم في رفاهية لاجئي فلسطين وشعورهم بالاستقرار.

الإمارات والهيئة الخيرية الإسلامية تتبرعان لدعم التعليم والصحة في غزة
في 18 مايو / أيار الجاري، تبرعت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بمبلغ كبير . من أجل دعم حماية الحق في التعليم لأطفال لاجئي فلسطين في غزة . حيث تمكنت الوكالة الأممية من خلال هذا التبرع من توفير الوصول إلى تعليم جيد في بيئة تعليمية داعمة.

وذلك لآلاف من طلاب الأونروا من خلال تغطية رواتب المعلمين. وأيضًا توزيع المستلزمات الدراسية . والزي المدرسي والأدوات المكتبية والحقائب على الطلاب . بما ساهم في تخفيف العبء عن كاهل أهالي القطاع، لأكثر من 3100 طالب في ظل الفقر والبطالة التي يعاني منها قطاع غزة. بالإضافة إلى عملية تأهيل وتحديث بعض المدارس التي تحتاج إلى تجديد

كما تبرعت الهيئة الخيرية الإسلامية الدولية في منتصف أبريل المنصرم، بمبلغ 500,000 دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) لتقديم معونات نقدية طارئة للاجئي فلسطين في غزة.

ووفقًا لبيان رسمي، يساهم هذا التبرع في تقديم الدعم النقدي من قبل المؤسسة الأممية. لما يقدر بحوالي 11,126 لاجئا من فلسطين في غزة. للتخفيف من الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية الإضافية بسبب الأزمة المستمرة.

وأعرب توم وايت، مدير شؤون الأونروا في غزة عن شكره لهذا التبرع بالقول: “نود أن نعرب عن خالص امتناننا للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لدعمها المتجدد للاجئي فلسطين في غزة. إن هذا التبرع سيسمح للأونروا بالمساعدة في ضمان حياة أفضل وأكثر صحة لأطفال لاجئي فلسطين في غزة، على الرغم من العديد من التحديات والفقر الذي يمثله الحصار المستمر”.

مشددًا “إن الاحتياجات الإنسانية في أعلى مستوياتها على الإطلاق في قطاع غزة حيث تأثر السكان بشدة من جراء النزاعات الأخيرة مثلما عانوا أيضا من تأثير فيروس كورونا والقيود ذات الصلة التي أتت إضافة إلى الحصار الإسرائيلي”.

المساعدات الغذائية لفلسطينيوا غزة لن تتوقف
بعدما أثيرت أقاويل حول إيقاف أنشطة المؤسسة جراء نقص التمويل، نفى المستشار الإعلامي لوكالة “أونروا” عدنان أبو حسنة، في مارس المنصرم. ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن توقف توزيع المساعدات الغذائية على أسر اللاجئين الفلسطينيين بغزة.

قائلاً لوكالات فلسطينية، أن الأونروا تعيش أزمة مالية مركّبة، ولا نعلم ما سيحدث في المستقبل بعد الأزمة الأوكرانية . ولكن من الواضح أن تطورات السوق العالمية وارتفاع أسعار الوقود والقمح ستؤثر على كافة المنظومات الإنسانية بالعالم . وليس وكالة “أونروا” فقط.

مستبعدًا أن يكون هناك انقطاع في الكابونة الغذائية التي يتسلمها أكثر من مليون ومائة ألف لاجئ فلسطيني في قطاع غزة كل ثلاثة شهور. قائلاً: لا حديث عن إيقافها، فهذه أساسيات للاجئين الفلسطينيين الذين يشكلون معظم سكان قطاع غزة.

لافتًا إلى أن غلاء أسعار السلع الغذائية وصل إلى 30% مما أدى إلى ارتفاع تكلفة الكابونة الموحدة للمستفيدين من 20 مليون دولار كل ثلاثة شهور قبل حرب أوكرانيا إلى 28 مليون دولار.

كما أن ارتفاع أسعار الوقود وتكلفة الإنتاج وأسعار القمح والحنطة سيكون له تأثيرات كبرى على كافة المنظمات الإنسانية . وهناك الكثير من الدول أصبحت تتحفظ على مخزونها من القمح والسلع.

وأشار إلى أن الوكالة مستمرة في تقديم المساعدات الغذائية . على الرغم مما تواجهه من تحديات وضغوطا مالية جديدة غير مسبوقة بسبب ارتفاع أسعار النقل والوقود والمواد الغذائية. ما يزيد من الأعباء على موازنتها في المناطق كافة.

وشدد أبو حسنة على ضرورة تقديم الدعم المالي السريع للوكالة من أجل تقديم الخدمات الرئيسية للاجئين. بعد تخفيض دول أوروبية ميزانياتها السنوية وتراجع الدعم العربي بنسبة كبيرة عما كان عليه سابقًا.

تخفيض المساعدات الغذائية قبل عامين
يذكر أن الأونروا قد خفضت حجم المساعدات الغذائية المقدمة لفلسطينيوا غزة في مطلع العام 2021، حيث أعلنت آنذاك عن قرارات جديدة بحقّ اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، يتم بموجبِها حجب المساعدات الغذائية التي تقدم كل ثلاثة أشهرٍ عن فئة الموظفين، إضافة إلى سعيها لتوحيد السلة الغذائية بين اللاجئين دون مراعاة الفروقِ بين العائلات، قرارات سببت حالة من الغضب لدى اللاجئين في غزة.

دائرة اللاجئين بالشعبية” تحذر
حذرت دائرة شؤون اللاجئين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم الخميس، من إصرار المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” الأونروا ” فيليب لازاريني، على تنفيذ مخطط تصفية الوكالة.

وقالت دائرة شؤون اللاجئين في الجبهة الشعبية في بيان صحفي صادر عنها: إنها “تحذر من محاولات المفوض العام للأونروا “فيليب لازاريني” تنفيذ مخطط تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين عبر إصراره على إقامة شراكات مع وكالات دولية أخرى تحت مبرر توفير دعم مالي لاستمرار خدمات الوكالة، بما يعنيه ذلك الانهاء التدريجي لدور الوكالة، على طريق تصفية حق عودة اللاجئين”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here