محنة البديل السيء

محنة البديل السيء
بقلم ( كامل سلمان )

إذا اضطر المدرب الى أجراء تبديل لأحد اللاعبين بسبب الإصابة ، فحتما سيكون البديل أقل كفاءة من اللاعب الاساس ، إذا تعرضت قطعة اساسية في سيارتك او اية حاجة منزلية الى العطل ، حتما ستكون قطع الغيار البديلة اقل متانة من القطعة الاصلية . ومن ناحية ثانية اذا تحسنت احوالك المالية والمعيشية ستبحث عن منزل افضل من منزلك وستبحث عن سيارة افضل من سيارتك او ملبس افضل واجدد من الذي تمتلكه وهكذا نحن دائما امام بديل افضل نختاره عن قوة واقتدار ورغبة او امام بديل أسوأ نلجأ اليه مضطرين غير مخيرين ، فكل شيء باختيارك سيكون الافضل على الاقل بالنسبة لك وكل شيء تتقبله عن مضض سيكون ربما الأسوأ على الاقل بالنسبة لك . وهذا يعني ليس كل بديل افضل وليس كل بديل أسوأ . في حياتنا الطبيعية نبحث باستمرار عن البديل الافضل في كل شيء حتى في العلاقات الاجتماعية وقد نصيب في الحصول على البديل الافضل وقد نخيب وهذه الحالة مرهونة بعوامل كثيرة … إذا كان البديل هو الأسوأ عند الاضطرار فلا أحراج بذلك ولكن إذا كان البديل الأسوأ عند الاختيار فهنا المشكلة ، إذ كيف يختار الإنسان بمحض إرادته البديل الأسوأ ، أكيد هنالك خلل ، ما يهمنا في هذا البحث او المقال كيفية تشخيص الخلل الذي ادى الى سوء الاختيار لإن هذه مشكلة جيل ومجتمع كامل أصبح ضحية لسوء الاختيار ويتكرر هذا الأمر في مراحل زمنية متتالية فيدفع المجتمع ثمن سوء اختياره ويبقى على مدار ازمنة وعقود يدفع الثمن فالابناء يدفعون ثمن سوء اختيار الاباء ونفس الحالة تتكرر ، والمشكلة لا يستطيع افراد المجتمع اسقاط اللوم على الاباء او على النفس لسوء الاختيار بل يذهب اللوم على الظروف وعلى الحظ او تبرير الاختيار السيء برابط ديني كأن يسمون ذلك ابتلاء من الله او تبريره بإن المؤمن مبتلى وهكذا ..انت تختار البديل الأسوأ عندما تكون جاهل لما تختار ، او تكون مخدوعا بالاختيار او انك تكون خاضعا للتأثير الديني او التأثير القومي او العنصري او اي تأثير ممكن ان يكون له صدى في قراراتك وبغض النظر عن كل المؤثرات إذا كان الاختيار سيء ومضر لك او لمن حولك او للمجتمع فإن اختيارك هذا عمل فيه عدوانية وضلالة ستدفع ثمنها عاجلا ام اجلا . فرضية الاختيار الأسوأ عن رغبة وقرار هذه الظاهرة اصبحت ظاهرة طبيعية عند السواد الاعظم من الناس والسبب هو الخداع ، عندما يعرضون السيء فوق طبق من ذهب والافضل فوق طبق من ورق الكارتون ، فإن المخدوعين ينظرون للطبق ولا ينظرون لما فوق الطبق وهذه الطريقة هي التي تم فيها خداع ابناء مجتمعاتنا بكل سهولة والطبق هنا الدين او الانتماء القومي او المذهبي او اي انتماء يداعب مشاعر الناس ، فلا غرابة من اختيار السيء الذي تعودنا ان ندفع ثمنه كل حين ..
إذا هي قدرة يستطيع بعض الناس التعامل معها لإقناع الاخرين بها ، فهم أناس بارعون مبدعون بالكذب والدجل يشرون العقول ويعمون الابصار فيجعلون الاخرين والمقصود هنا بالاخرين السذج والبسطاء والجهلة من النزول عند رغباتهم القذرة فيجعلونهم يختارون السيء عن رضا وقناعة متجاهلين عن غفلة عواقب سوء اختيارهم الذي سينعكس على المجتمع بأكمله .
ان الواقع المر الذي نعيشه ونتحمل آلامه ولا نستطيع الخروج منه بالرغم من دعواتنا وصلواتنا الى الله على مدار الساعة إنما هو أختيار ، اخترناه على علم وتصميم وعندما نختار الشيء لا نأخذ بالحسبان كيف نتخلص منه لو لم يكن هو الاختيار المراد وهذا خطأ أكبر من ذات خطأ الاختيار عندما لا تستطيع التخلص من سوء الاختيار ، يعني تعزيز الخطأ بخطأ أسوأ ثم يعقبها الخطأ الثالث وهو الأسوأ على الإطلاق بسبب التخبط الا وهو الرضوخ للأمر الواقع . . . أذهب الى حاضرنا وماضينا وقس بنفسك كم مرة يتكرر نفس الخطأ وبنفس الطريقة ونفس النتائج وسيستمر الحال الى ماشاء الله .!

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here