أفلام ومصارف

أفلام ومصارف

 سعد تركي
اضطرّ المنتسب صابر محمد غافل إلى قرار الاقتراض من مصرف، فكلفة علاج والده من مرض استمرَّ لأكثر من ثلاثة أشهر، ووفاته وكلفة الفاتحة لم تستنزف مدخراته فقط، بل دفعته إلى الاستدانة من الأقارب. وحين وقف أمام الموظفة الجميلة يملأ الاستمارة، سخر من نفسه حين تذكر بيت الدارمي: “بالدين أسد الدين وادين اردود”.
سحره وجه الموظفة وأبهرته نغمات صوتها وهي تدفع العلكة في فمها بين فكين ناعمين، وتتسارع ضربات قلبه حين يبحث لسانها عن مكان العلكة وهي تلقي عليه الأسئلة الضرورية لملء الاستمارة. رغب كثيراً بألا تنتهي حقول الاستمارة ولا تكف الآنسة الجميلة عن طرح الأسئلة.
دلته الآنسة الرقيقة على مقعد قبالتها، لحين انتهاء الإجراءات. تذكر فيلم Flypaper  الذي كان دوماً يثير إعجابه، وتخيّل نفسه بطل الفيلم الشاب تريب، العميل لدى جهة أمنية خاصة، وهو مثله يتواجد في أحد البنوك المصرفية، وينتهي به اﻷمر رهينة لفريقين، خططا لسرقة البنك في نفس التوقيت بالصدفة البحتة. تخيّل كما جرى في الفيلم المشوق يتم حجزه والموظفة من جملة الرهائن، ويبدأ هو صابر محمد غافل بتحليل المواقف واكتشاف المدبر الحقيقي لعملية السطو وإلقاء القبض على العصابتين.. تخيل وجه الموظفة مبهوراً تسقط العلكة من فمها الصغير إعجاباً وهياماً بالبطل صابر كما عشقت كايتلين فارسها تريب.
صحا فجأة من خياله على صوت خشن أجش أخبره أن حصوله بيسر وسرعة على قرض الملايين العشرة يستلزم أن يدفع مليون دينار. قال له شيخ سمع الحديث: “ادفعها وليدي”. “تذكر أنك ستدفع، ستسدد على مدى سنوات 16 مليوناً مقابل العشرة، وانسَ المليون التي ستدفعها الآن”، أضاف له.
خرج من المصرف وارتمى على رصيف قريب وأطلق قهقهة لم يستطع كتمانها، وحين سأله مارّ فضولي عن السبب، أجاب: في كل دول العالم عصابات متخصصة تسرق البنوك والمصارف، إلا في العراق المصارف هي من تسرقنا!.
الصباح
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here