ديمقراطية من ياعمام الكسيحة لصاحبيها الشيخ والسيد

ديمقراطية من ياعمام الكسيحة لصاحبيها الشيخ والسيد …احمد سامي داخل

يقول الكاتب الانكليزي الشهير ه.ج. ويلز وهو احد مؤسسي الجمعية الفابية البرطانية و احد منظري حزب العمال و فكر العدالة و المساواة و الحرية والتمدن يقول .(العالم هو قريتنا الكبرى و الشعوب امة واحدة)وقد دفعة تفكيرة الحداثوي الدمقراطي الانساني الى تأليف كتاب بعنوان موسوعة في تاريخ البشرية وهو ينظر الى البشرية وعندما يكتب عنها كما لوكان يكتب عن اسرة متعددة الافراد تنتمي الى ارومة واحدة .لم يأتي هذا الشعور الانساني من الا وجود ليصب في المجهول
انة حصيلة ثقافة عصر حديث متطور بمعنى الكلمة انتج هذا السلوك والشعور الانساني .بعد حصول قطيعة
تاريخية مع القديم الذي كان فكرآ منغلقآ يتمحور على فكر ديني كنسي ونظام اقطاعي شبية بالفكر العشائري
عندنا .فتم بناء الدولة الحديثة على اسس من فكر عصر الانوار حيث تعلو قيم الحرية و المساواة وحقوق
الانسان و العدالة الاجتماعية و العقلانية .ان لدينا ايضآ قديم مثلما في شعوب الارض الاخرى لكن مشكلتنا كمجتمع متخلف اننا اسرى لهذا الماضي الذي ان كان يصلح لزمانة ومكانة ان صلح فهو اليوم اصابة التقادم واكل الدهر علية وشرب حتى حولنا الى كائنات تعيش القرن الحادي و العشرين جسدآ وتستمد فكرها وقيمها من العصور الغابرة وتحاول جعلة محدد سلوكي لها اليوم مما حولها الى حفريات حية لماضي منقرض يقول عنة الكاتب
سيد القمني في كتابة انتكاسة المسلمين الى الوثنية يشير الى عامل مهم وهو ان الدولة الدينية الاولى مجازا في الجزيزة العربية يسميها الدولة الوهم حيث لم يتم بناء دولة بالمعنى الصحيح بل تجمع قبائلي عشائري ديني بقيادة قريش ولم تكن معالم للدولة كما لدى الرومان او الاغريق او الفراعنة او الفرس او البابلين فلا تنظيم او دستور كما في روما او اثنا .حتى المعارك الاولى هي تجمع لرايات قبلية قبل ان يتم اقتباس النظم العسكرية و الادارية من الحضارات الاخرى .هذة الحال ظلت اثارها في مجتمعات .حتى قيام الدولة الحديثة حيث تفاعلت النظم الحديثة المقتبسة من الغرب مع بقاء العقلية العشائرية الدينية كمحددات سلوك .مماقضى على محاولات تأسيس دولة حداثوية .وعين مااشار لة الراحل الكبير رفعت كامل الجادرجي في مقدمتة لمذكرات والدة الزعيم كامل الجادرجي لدى وصفة للصراع بين كامل الجادرجي ونوري السعيد حيث رغم دستور الدولة ذي بعض المعالم اللبرالية لكن السلوك الرجعي للسعيد ودعم العشائرية و الاقطاع ورجال الدين شيعة وسنة و الاستئثار بالسلطة مع سلوك دكتاتوري شرقي .احبطت محاولة بناء الدمقراطية في العراقي وما محاولات محاكمة كامل الجادرجي وموقف الجادرجي من المحكمة عندما ابلغ القضاء الملكي و هو قضاء شرقي تعشش في عقليات اعضاءة كل عقد التخلف الشرقي والرجعية والخضوع للسلطة حيث بين في كل محاكماتة ان القضية قضية صراع بين الحرية و حقوق الانسان و الاستبداد وان مؤسسات الدولة بسلوكها تمثل اداة دكتاتورية وتعبر عن ارهاب الدولة .وعين الموقف الذي تذكرة الدكتورة الحائزة على جائزة نوبل شيرين عبادي عند اعتقالها من قبل قضاء الجمهورية الاسلامية الايرانية في سجن نيفين حيث رفضت الدفاع امام سلطات اخر ماتفكر فية احترام حق الدفاع .

يقول كذالك الكاتب الكبير سيد محمود القمني ان العلم الوحيد الذي برع فية سكان الجزيرة العربية هو (علم الانساب –يعني علم عدم المساواة ) وان النظام السياسي الذي نتج عن التجربة في بداية الدولة الاسلامية هو كونفدرالية قبلية بقيادة قريش سلطة قبيلة قائدة وفي تلك البيئة البدوية لايتم التوحد سوى بالقهر و القوة وماعاد ممكن ذالك الان لأن المساواة الديمقراطية اساس النظم الحديثة ترفض ذالك .وقد استمرت النزعة القبلية حتى بعد تاسيس الدولة الحديثة يقول رفعت كامل الجادرجي في مقدمة مذكرات كامل الجادرجي (يجد الفرد نفسة معزولا ومقمعآ ان لم يكن ذيلا ذليلا مجبر الى احتضان البنى الاجتماعية العضوية الجماعة الاثنية و القبيلة و الطائفة ).-وهذا قتل للحرية و المساواة)وهذا التطرف بالتخلف التاريخي خلق لنا من يتمسك بما يعرف بنسب القبيلة سواء كان حقيقيآ ام موهومآ مموهآ وخلق نزعة قبلية حتى في مؤسسات الدولة فحتى من يحسب من الطبقة الوسطى ومسؤولي الدولة عشعشت فيهم النزعة العرقية القبلية وثقافة الحفاظ على نسب القبيلي العرقي وربما استخدمت مؤسسات الدولة (للقمع او الحفاظ ) في الصراعات العرقية بدعوى حفظ النسب القبلي في رحلة تخلفية رجعية نحو العصور الوسطى يقول عالم السياسة اللبرالي الكندي (ويل كيمليكا)(تعد الهوية الاثنية مثل الديانة امر يخص حياة الناس الخاصة ولايدخل ضمن اهتمامات الدولة وحرية التعبير الخاصة دون تميز عنصري او تحيز او امتياز يجب فصل الدولة عن الاثنية و العرقية كفصل الدين عن الدولة .على ايحال لقد خلقت تلكم المفاهيم لنا مواطن يعيش في القرن الحادي و العشرين جسدآ وفي العصور الوسطى المتخلفة فكرآ وثقافتآ وسلوكآ ولو كان في موقع المسؤولية وصدق الصديق نصير كامل الجادرجي عندما قال في مذكراتة (ان مانراة الان من تطرف طائفي وديني وقومي وتعصب قبلي و احتقان اجتماعي يعد امرآ مخالفآ للمنطق و التفكير السليم وبالضد من مجرى التاريخ ولن يستمر طويلا خصوصآ وان العالم قد اصبح متقاربآ يؤثر ويتأثر بالتطورات العالمية وان التعصب والتزمت بكل اشكالة زائل دون شك وفق المسيرة الانسانية والرؤية الصحيحة لها وان تاريخ العراق يحدثنا عكس مانراة الان –مذكرات نصير كامل الجادرجي …ان قيم التطرف و التزمت و النغلاق اصبحت مرفوضة اليوم انسانيآ بكل معنى الكلمة ويكفي ان نعلم ان الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع اشكال التميز العنصري التي اعتمدتها
الجمعية العامة للامم المتحدة بقرار 2106في 21 كانون الاول 1965 عرفت التميز العنصري
بأنة اي تميز او استثناء او تقييد او تفضيل يقوم على اساس العرق او اللون او النسب او الاصل القومي او الاثني ..ان تلكم الاصطفافات الماقبل حداثوية المغرقة في الرجعية تمثل عائق حقيقي امام اي تقدم وتطور سياسي او اجتماعي حقيقي ولايمكن لها ان تخلق انسان متحضر ومتمدن يعيش هموم ومشاكل الحاضر ويسعى الى الترقي في المجال الانساني لأنها تخلق عقلية رجعية بمعنى الكلمة تعيد انتاج قيم الفاشستية و الدكتاتورية وتخلق المستبد الظالم الغشوم وثقافة القطيع وسوف تفسد كما افسدت مؤسسات الدولة منذ العهد العثماني الى اليوم وسوف تعيد انتاج الزعيم الاوحد المقدس ولو بشكل اخر كما لدينا اليوم لأن ارث المحفوظ السيد الشيخ وباقي علاقات الاستتباع و التراتبية سوف تنتج ثقافة القطيع المتعصب المستدند على عدم القطيعة مع التخلف التاريخي .في ظل هكذا اوضاع فأن قانون الفصل و العطوة و الكوامة هي القوانين التي ستطبق اكثر من غيرها .وهي التي تؤثر في شخوص مسؤولي الدولة مادامو نتاج موضوعي لتلك العقلية وبيدهم السلطة ويعملون وفق ثقافة وسلوك ماقبل الحداثة والتمدن والتحضر .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here