اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة النساء (ح 44)

اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة النساء (ح 44)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب الاسرة في الاسلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره العلاقات الاجتماعية بين الجنسين في الإسلام: المستثنيات: هم جماعة من أقارب الشخص يسمون بالمحارم في الاصطلاح الفقهي، يجوز للفرد الارتباط بأفرادهم اجتماعياً، وإن كانوا من الجنس الآخر. وهم الذين نص عليهم في القران الكريم في قوله تعالى: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ” (النساء 23). إلى آخر الآية. وهذا الجواز ثابت لكلا الجنسين، فان كان رجلاً جاز له مقابلة أقاربه من النساء، وان كانت امرأة جاز لها مقابلة هؤلاء الأقارب من الرجال. وجواز النظر في هذا المستوى مقتصر على النظر إلى الفرد بلباسه الاجتماعي الاعتيادي، ولا يجوز الزيادة عليه.

جاء في منتدى جامع الائمة في خطب الجمعة للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: من الفروق بين الرجل والمرأة انه يمكن ان يقال ان الكيان المعنوي للمرأة او الروحي او الباطني اضعف من كيان الرجل وهذا هو السبب الرئيسي حسب فهمي للحكم شرعا بان “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ” (النساء 34) وان العمل خارج البيت للرجال لان امثال هذه الاعمال وهي كثيرة ومعقدة وخطرة احيانا تحتاج الى عمق عقلي وقوة قلب وسيطرة على الارادة اكثر مما تتحمله المرأة. وهذا معناه ان المرأة وإن كان يجوز لها العمل خارج المنزل بأي حقل من الحقول المناسبة للشريعة والمجتمع الا انها لا يمكن ان تصل في نجاحها وضبطها الى مستوى الرجل الا من عصم الله. ومن اعظم ذلك امام الله سبحانه مسؤوليات القضاء والفتوى او التقليد ومسؤوليات الرئاسة والولاية فإنها كلها مسؤوليات ضخمة لا تطيقها المرأة او قل انه لا يناسب مع الكيان المعنوي والباطني للمرأة وأن الله تعالى رحم المرأة بإبعادها عن هذا وغيره مما لا يناسبها وافرغ ذمتها منها. ومن هنا قيل خاب قوم حكمتهم امرأة وقال امير المؤمنين عليه السلام: (يا أشباه الرجال ولا رجال) اي ولستم برجال (وعقول ربات الحجال) اي النساء لانهم كانوا ينهزمون من الحرب تحتاج الى عقل وصبر وتحمل لم ترزق المرأة مثله وانما هو خاص بالرجل ومن هنا سقطت مسؤولية الجهاد عن المرأة. والظاهر ان جملة من الاحكام انما وضعت لمنع الاختلاط المتزايد بين الجنسين وفرض الحد والحشمة والجدية في العلاقة بينهما ولا اقل ان العلاقة إن وجدت فليست بامضاء ورضاء الله سبحانه وتعالى بما في ذلك منع المرأة من امامة الجماعة للرجال وكذلك الشهادة بالهلال في أول كل شهر فان أمثال هذه الأمور فيها اهتمام وازدحام وازعاجات كفى الله تعالى المرأة عن تحمل مسؤولياتها ومضاعفاتها.

جاء في كتاب الصلاة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: معنى لزوم الجماعة: ورد في أخبار الفريقين الحثُّ على لزوم الجماعة. وإنَّ الطاعة ولزوم الجماعة, من الأمور الواجبة شرعاً والضرورية اجتماعياً. وحيث يكون حديثنا عن صلاة الجماعة. إذن، فمن المناسب جداً أن نعطي فكرةً واضحةً عن مثل هذا الحديث. وما يمكن أن يكون معنى لهذا الحديث عدة أمور منها إطاعة السلطة العليا في المجتمع المسلم، من باب أنهم أولو الأمر، طبقاً لقوله تعالى: “أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ” (النساء 59). وهذا الحكم كأنه مطلق، من حيث كون السلطة عادلةً أم لا. وكونها تحكم بالشريعة أم لا. وهذا الإطلاق وإن فهمه البعض وذهب إليه، إلا أنه غير محتمل أن يكون مقصوداً ألبتة, لوجود الأدلَّة الدامغة المقيدة لهذه الآية الكريمة. والشريعة لا يمكن أن تأمر بالطاعة وأن تجعل الولاية لأيِّ شخصٍ مهما كان واقعه, إذ يكون في ذلك ظلمٌ للمسلمين، وحاشا الشريعة عن الظلم, لأنها من تشريع العادل المطلق سبحانه وتعالى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here