قراءة إسرائيلية لهجوم أربيل الأخير

قدمت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، يوم الخميس، قراءة تحليلية في معاني الهجوم الأخير بطائرة مسيرة “مفخخة” استهدفت مدينة أربيل، فيما أكدت أن هذا الهجوم يعكس مخاطر ظاهرة حرب الطائرات المسيرة الجارية في سماء العراق، التي لها أبعادها الإقليمية.

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير لها أن “الهجوم مهماً في السياق الأوسع المتعلق بإيران ووكلائها الذين يستخدمون طائرات مسيرة لضرب أهداف أمريكية، بما في ذلك شركائها وحلفائها في المنطقة، والتي تشمل أيضاً إسرائيل والسعودية والإمارات وإقليم كوردستان وغيرها”.

وفي إطار وضع الهجوم في سياقه العالمي الأوسع، رأى التقرير الإسرائيلي، أنه يأتي “في وقت صوتت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تبني قرار يدعو إيران إلى كشف معلومات حول مواقعها النووية التي لم تعلن عنها”.

وأشار التقرير، إلى أن “الهجوم يأتي بعد سيطرة إيران على سفينتين يونانيتين في الخليج فيما وصفته بأنه (إجراء عقابي) رداً على مصادرة نفط لإيران في البحر المتوسط من قبل الولايات المتحدة، ما أدى إلى تصعيد التوترات”.

هجوم أربيل

ولفت إلى أن “الطريق من أربيل إلى شقلاوة حيث وقع الهجوم الجديد، مكتظ بالناس في الليل، حيث انه فيما تكون حرارة الصيف مرتفعة، فإن العديد من الناس هناك يمضون الليل ساهرين ويميلون إلى الخروج لتناول الشاي أو الطعام في وقت متأخر”.

ووصف التقرير، أربيل بـ”مدينة ناجحة وامنة”، مضيفاً أن “إيران ووكلاءها حاولوا في الماضي إلحاق الضرر بالأمن الذي تتمتع به، والطائرات المسيرة هي إحدى الوسائل المضمونة للقيام بذلك لأن المدينة لا تتمتع بدفاعات فعلية ضدها”.

المسيّرات الإيرانية

وأوضح أن “إيران سبق لها في السنوات الماضية، أن قامت بنقل تكنولوجيا الطائرات المسيرة إلى وكلائها في العراق، بالاضافة إلى إغراق المنطقة بطائرات مسيرة مسلحة، حيث بات حزب الله يمتلك الآلاف منها، والبعض منها بإمكانه حمل ذخيرة ويعمل كسلاح انتحاري (كاميكازي)، كما يستخدم الحوثيون في اليمن طائرات مسيرة ضد السعودية”.

وتابع التقرير ان ايران عززت سريعا خلال السنوات الماضية، من هجماتها على أربيل، فيما قامت واشنطن بنقل قواتها من معظم المواقع في العراق مثل التاجي، وركزتها حول أربيل”، مردفاً “طهران تعتبر لذلك أن أربيل باتت الآن مقراً ليس فقط للوجود الأمريكي، ولكن أيضاً للتواجد الإسرائيلي”.

استخبارات إيران

وفي هذا السياق، ذكر التقرير الإسرائيلي، بالهجوم الايراني في اذار/مارس الماضي على منطقة خارج أربيل، الأكثر اكتظاظا بالسكان والذي أدى إلى تدمير منزل كبير، كما ذكر باستهداف طائرة ايرانية مسيرة حظيرة طائرات في مطار اربيل الدولي في ابريل/نيسان العام 2021 والذي قالت وسائل اعلام امريكية ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية كانت تستخدمه، وهو ما يعني أن لدى ايران معلومات استخباراتية وهي توجه رسائل باستخدام طائراتها المسيرة وصواريخها”.

وبعد الاشارة ايضا الى ان الصواريخ استهدفت مؤخرا قاعدة بعشيقة التركية ومصفاة للنفط، اعتبر التقرير أن “إيران تقول من خلال ذلك أن بإمكانها ضرب القوات التركية والامريكية والسلطات الكوردية اذا رغبت بذلك، وحتى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي نفسه، ما يعني أن طهران “لا ترى أي خطوط حمراء هذه الأيام ضد استخدام الطائرات المسيرة”.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن إسرائيل ردا على ذلك، رفعت من حدة خطابها بشأن تهديدات الطائرات المسيرة من جانب إيران، بما في ذلك من خلال الخطاب الذي ألقاه وزير الدفاع بيني غانتس عندما قال مؤخرا إن “ايران تحاول استكمال انتاج وتركيب الف جهاز طرد مركزي متطور من طراز (اي آر 6″، بالاضافة إلى منشأة جديدة تحت الأرض بالقرب من نطنز، متهما طهران بانها تمد فنزويلا بطائرات مسيرة وانها انشأت ايضا مصنعا للطائرات المسيرة في طاجكستان”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here