لماذا هذا الإصرار على نشر نصوص ملفقة وتنسيبها إلى هذا و ذاك ؟

لماذا هذا الإصرار على نشر نصوص ملفقة وتنسيبها إلى هذا و ذاك ؟

بقلم مهدي قاسم

من المؤسف و المحزن أن يقوم بعض ــ سواء و بحسن نية أو بالعكس ــ بنشر نصوص و أقوال ملفقة و مضللة ثم تنسيبها لأشخاص من مفكرين و كّتاب و فلاسفة أو شعراء ، طبعا ظلما و تعسفا ، أما بهدف إساءة او تسقيط او بدافع تمجيد وتعظيم !!،..
ف في غضون الأيام الثلاثة الماضية قرأنا قصيدة نسبت للجواهري فاتضحت أنها ليست من أعمال الجواهري لكونها ركيكةولا ترتقي إلى أسلوب الجواهري المعروف متانة ، ثم نصا منسوبا لأبن خلدون مكتوبة بلغة عصرنا عن حقائب و هجرة و سفر ومحطات و الخ .. ولكن بأخطاء نحوية و إملائية واضحة لا يمكن أن يرتكبها فيلسوف وكاتب مثل أبن خلدون ، بعد ذلك قولا ملفقا منسوبا لروسو عن الإمام علي ، ثم مقالة ملفقة منسوبة للشاعر أدونيس على شكل رسالة موجهة إلى الله كلها تجديف و سخرية من الذات الإلهية لا يمكن ان يقدم عليها شاعر معروف مثل أدونيس الذي هو أذكى من أن يقدم على كتابة و نشر مثل هذه الرسالة ، و ذلك لما قد تترتب على المسألة من جرح لمشاعر جماعية مؤمنة و ردود فعل وسخط و احتجاج جماهيرية واسعة ..
فالسؤال : لماذا هذا الإصرار العجيب على الإقدام لنشر هكذا نصوص ومنشورات ملفقة ومضللة دون التأكد من مصدرها الأساسي ؟..
بل لماذا هذا و ذاك ينشر مادة منسوبة لغيره دون أن يدعم ذلك بمصدر موثوق ؟ ..
فما الذي يريدون إثباته من وراء السبق واللهاث إلى نشر مثل هذه المنشورات المختلقة ؟ ..
بينما إذا يتمتع البعض بشيء من ثقافة ‘ وسعة إطلاع ، وخلفية لغوية أو اسلوبية جيدة ، سيكتشف فورا أن هذا المنشور أو ذاك ملفق من الأساس لأن الجواهري أو أبن خلدون أو أدونيس ، لا يمكن ان يكتب بمثل هذه السذاجة والركاكة..

ولكن الأنكى من كل ذلك أن المرء عبثا يُنبّه مستنسخ أو ناقل المنشور إلى هذه المسألة : أي إلى مسألة التلفيق والتزييف ، فأنه ليس فقط لا يلغي المنشور ، و إنما يعيد نشره مرة أخرى في غمرة سعيه إلى الحصول على مزيد من لايكات و صيحات إعجاب من قبيل :
ــ أحسنت النشر أي المبدع !!. ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here