ثماني سنوات على سقوط الموصل: لا محاسبة ولا إعمار

بعد ثماني سنوات، لا يزال ملف سقوط الموصل مركوناً فوق الرفوف دون إعلان أية نتائج حقيقية عن المتورطين بهذه النكسة، نواب نينوى طالبوا بإعادة فتح ملف التحقيقات، مؤكدين أن وضع المحافظة مربك والفوضى أبعدت ملف التحقيق عن الأنظار.

يقول منصور المرعيد، وهو نائب عن محافظة نينوى، في حديث لـ(المدى)، إن “الفوضى السياسية في البلد جعلت من ملف سقوط الموصل مهملاً”، مبينا أن “سياسيي نينوى ملزمون بمتابعة هذا الملف وعدم السكوت عليه، ولكن مع سيطرة الكتل علينا أصبح فيها الصوت غير مسموع”.

وأشار، الى أنه “في الوقت الحاضر لا يوجد وقت لإثارة هذا الملف، ولكن في الأيام القادمة من الممكن أن يكون الظرف يسمح وإحالة كل من كان سبباً في القضية الى القضاء ليأخذ جزاءه”.

وبين المرعيد، أن “وضع محافظة نينوى اليوم مربك والأمور تحتاج الى خطط آنية قصيرة المدى وبعيدة المدى وكل العمل هو ردود أفعال وأهواء ومزاجات”.

بدوره، مدير مكتب محافظ نينوى السابق خالد الدبوني قال في حديث لـ(المدى)، إن “تحقيقات سقوط الموصل لم تصل الى أية نتيجة محددة والقضاء لم يتدخل بالقضية”.

وأكد الدبوني، أن “البرلمان أنجز تقرير التحقيق في سقوط الموصل، واتهم مجموعة من المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين ولكن بقي كاتهام فقط دون البت في إدانة المتهمين أو تبرئتهم”.

وأشار، الى أن “ملف سقوط الموصل سيبقى في الرف ما دام المشمولون بالتحقيق لا يزالون في السلطة ومتنفذين في الساحة”.

وبشأن واقع المحافظة اليوم قال الدبوني، إن “المحافظة الآن في واقع لا يختلف كثيرا عن السنوات السابقة، ولا يزال هناك فاعلون لا يريدون للموصل أن تنهض من جديد، ويمنعون أي تقدّم عمراني فيها”.

ولفت، الى أن “الخراب في المحافظة لا يزال واسعاً بإرادة بعض الجهات التي تمارس ضغوطا على الجهات الاستثمارية والشركات الأهلية وحتى الأجنبية في سبيل التربح منها”.

وتابع الدبوني، أن “مشاريع إعادة الإعمار الستراتيجية لا تزال قيد الإنجاز مثل المستشفيات، المطار، القطارات التي تعاني من الإهمال بينما يتم التركيز على المشاريع الصغيرة مثل تبليط الشوارع وإنشاء المتنزهات والأرصفة”.

وأضاف أن “الموصل تفتقد الى القرار السياسي المحلي”، مبينا أن “السياسيين يتبعون لأحزاب من خارج المحافظة، ولذلك تأتي الموصل متأخرة في أسبقيات المنح والدعم الحكومي”.

ووصف الدبوني واقع حال المواطن المصلاوي، حيث أشار الى أنه “مكسور الإرادة خائف من تهمة الدعشنة وخائف من عودة الدواعش”.

من جهته، تحدث النائب عن محافظة نينوى محما خليل لـ(المدى)، قائلا “تمر الذكرى الثامنة على سقوط محافظة نينوى على يد عصابات داعش، ولا تزال المدينة تنزف جرحا بسبب فقدانهم الأرواح والممتلكات والتلكؤ في إعادة الإعمار والأمن المستدام”.

وطالب خليل، “بإعادة فتح ملف التحقيق بشأن سقوط الموصل ومعرفة ما هي الأسباب التي أدت لذلك ولماذا أغلق الملف ومعرفة أسباب عدم إعلان النتائج سابقا من قبل اللجان المعنية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here