لماذا يترحم الناس على نظام صدام و البعث؟

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

الترحم المقصود هنا هو ليس طلب الرحمة ولكن يعني التمني بعودة النظام السابق للحكم رغم استحالة عودة صدام حسين (رحمه الله) لأنه قد انتقل الى جوار ربه يوم عيد الأضحى لعام ٢٠٠٦ الموافق يوم السبت ٣٠ ديسمبر بعد محاكمة غير دستورية و لا قانونية لا نها تمت تحت الاحتلال الرباعي الصهيوني الأمريكي البريطاني الفارسي وذيوله كما ولم يوقع على الإعدام رئيس الدولة وهو شرط مطلوب بل تم التوقيع من قبل نوري المالكي الذي تم تنصيبه (رئيس وزراء) من قبل الرباعي المحتل وذلك غير دستوري.

السؤال المطروح هو لماذا يتمنى العراقيون عودة نظام البعث للحكم وهو سؤال غير مستغرب وليس بحاجة لأدلة لإثباته لان الواقع الذي مر به العراق منذ عام ٢٠٠٣ المشؤوم يثبت ذلك. ومن اهم الأمور التي اتضحت بعد الغزو الرباعي هو انكشاف اهداف واكاذيب ذلك الغزو لمن غرر بهم او تم تضليلهم بأكاذيب الديمقراطية. لم يكن صحيحا ذريعة أسلحة الدمار الشامل التي ابتدعها مجرمي الحرب توني بلير وجورج بوش الابن وبطانتهم وذيولهم. وكان هذا اول انكشاف للكذب الذي اعترف به فيما بعد المقبور كولن بأول وغيره ممن اشتركوا بقتل العراقيين وتدمير بلدهم. ثم جاء التمزيق الممنهج للعراق بايدي فارسية داعشية وخائنة ولكن بدفع واسناد صهيوني امريكي لكي لايقال ان أمريكا هي التي فعلت ذلك. أي ان أمريكا سلمت العراق لكي يتم تدميره الى ايران والهدف واحد هو تفتيت وتدمير العراق بل والهدف بالدرجة الأولى أميركي. اتضح هذا الامر يوم بعد يوم لكافة العراقيين فراحوا نادمين على نظام البعث الذي وفر لهم السيادة والامن والكرامة والتعليم المتميز والصناعة والصحة بالرغم من سنوات الحصار البربري الشديد. ليس ذلك فحسب بل انتشار الفساد من قبل الزمر التي حكمت العراق منذ عام الغزو ولحد الان بينما هي جميعا لاتمتلك المؤهلات لقيادة صف في مدرسة ابتدائية فكيف بشعب متعدد الأعراق والمذاهب مثل العراق. لايوجد في العالم نظام واحد لايوجد فيه من يسيء اليه من داخله لأننا لسنا ملائكة تسير على الأرض ولكن بشر ولكن لايوجد في العالم نظام مثل ما موجود في العراق من عملاء وخونة كانوا يقاتلون أبناء بلدهم ويقتلونهم مع العدو الفارسي وهم اليوم يحكمون وينفذون اجدنات ذلك العدو الغاشم. ولايوجد في العام حكام يسرقون ويفسدون باسم الدين ليدمروا مقدرات شعب كامل ولايوجد في العام بلد غني بثرواته عجز عن تحقيق كهرباء لشعبه وجعل من العراق شعب معدوم الكرامة مسلوب السيادة مقهور الإرادة معدوم الامن. ولايوجد في العالم نظام مثل العراق يعمل ليل نهار على تفتيت الشعب على أسس طائفية ويسحق الوطن دون اكتراث ولايوجد في العالم حكام سفلة يحتقرون شعبهم ويهينونه كل يوم وكل ساعة عندما يركلون باحذيتهم العفنة ارادته عندما خرج وادلى بصوته بينما هم لايزالون بعد اكثر من نصف سنة يتمسكون بنظام المحاصصة من اجل خدمة مصالحهم وحماية انفسهم وليذهب الشعب الى القير! هذا هو حال العراق بعد عام ٢٠٠٣ لاسيادة ولا كرامة ولا صناعة ولازراعة ولا مياه ولا كهرباء ولابناء ولاصحة ولاتعليم ولامواطنة ولا طرق بل مدن مهدمة ومهملة تنتشر فيها الازبال والحفر ويقتل شبابه البطالة وانتشار الفساد في كل دوائر الدولة والرشوة والمحسوبية والمخدرات والتجهيل وتسلط الاميين والخونة وتدمير الاقتصاد وسيطرة الفرس على القرار والسلاح المنفلت وغياب القانون وضعف الدولة امام باقي الميليشيات وغير ذلك ما لاحصر له من تدمير وخراب ناهيك عن السجون والتهجير والقتل وغيرها. هذا كله يجعل من المواطن العراقي ببساطة يترحم على نظام البعث وعلى صدام لانه يقارن بين اليوم والبارحة فيجد مما لاشك فيه ان البارحة خير وافضل وارحم. كان العراق في عهد البعث وصدام قبل حرب خميني أي في السبعينات لديه قفزة نوعية وخطة انفجارية شملت كافة المجالات استمرت حتى الى ما بعد الثمانينات. وكان يمتلك افضل القطاعات في الشرق الأوسط والمنطقة العربية في مجالات الصحة والتعليم وانعدمت فيه الامية والبطالة وكان العراق ذو سيادة عالمية تخشاه وتحترمه كافة الدول العدو والصديق. ولم يكن يتجرأ طير او صرصور واحد للدخول الى ارض العراق للنيل من سيادته وكرامته سواء من الشرق او الغرب او ما فوق او دون ذلك. كان العراق يمتلك رابع اكبر جيش في العالم من حيث العدد والتدريب على الأقل. ولم يكن العراق يحسب من الدول التي تسجل فيها اعلى نسب الفاسد كما هو الحال اليوم. كان الدينار العراقي يعادل ثلاثة دولارات وتتمنى البنوك العالمية الرصينة ان تحصل عليه. كان فعلا العراق وطنٌ مد على الأفق جناحه وارتدى ثوب الحضارات وشاحه كانت فعلا مباركة ارض الفراتين وطن عبقري المجد عزما وسماحه. اما اليوم فصار العراقي يتساءل هل يرى وطنه منعما مكرما ام سوف لن يراه؟ هذا هو حال العراق اليوم وذلك كان حال العراق وهذه هي الأسباب التي تجعل من الناس يتمنون عودة حكم البعث فلا غرابة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here