لقاء سري بين رشاد العليمي ومسؤول كبير إسرائيلي في القاهرة

بقلم: صبا العنزي 

تشير أنباء من الخارجية اليمنية عن عقد لقاء غير رسمي اليوم بين السيد رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، مع إيدان رول، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، في شارع ابن مالك وتحديداً السفارة الإسرائيلية في القاهرة وحضر اللقاء السفيرة الإسرائيلية، أميرة أورون، ونائب رئيس الاستخبارات المصري، السيد ناصر فهمي.

وبموجب هذه المفاوضات تم الاتفاق على فتح  مكتب للمستشاريين العسكريين الإسرائيليين في عدن خلال شهر، وفي المقابل ستحصل إسرائيل على سفارة في العاصمة صنعاء وستتعامل الدولة اليمنية معها مثل باقي الدول بعد الانتهاء من الحرب اليمنية من دون الاهتمام بما سيحدث آنذاك في فلسطين، وستكون على إسرائيل مساعدة الشرعية والاعتراف بها دولياً وإرسال الأسلحة والمعدات ودعم جوي كثيف لحكومة العليمي وقواته.

وبعد تعيين العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي بدأ بتوسيع علاقاته مع الدول العربية والخليجية على وجه التحديد، حيث كانت أول زياراته للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وصولاً لمصر ولقائه بالسيد السيسي، وبدأ بتقديم نفسه وإظهار شخصيته للمجتمع الدولي بصفته رئيساً لمجلس القيادة الرئاسي وقد احتل مكان عبد ربه منصور وامتلك صلاحياته الكاملة.

 وبعد ضعف كبير أبداه عبد ربه منصورهادي، الرئيس اليمني السابق، وتراجع مناطق نفوذ الشرعية لصالح جماعة الحوثي والانفصاليين في الجنوب، وانقسام كبير في السلطة التشريعية والتنفيذية واقتتال داخلي أدى لسقوط قتلى، بدأت الضغوط الدولية والإقليمية تزداد لتغيير القيادة اليمنية. فانتهى المطاف باستقالته من منصبه بعد سنوات من الفشل وتم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي لاستقطاب جميع القوى الموجودة على الأرض وكسب رضا الجميع  لقيادة البلاد ومواجهة تهديدات ميليشيا الحوثي. وعين السيد رشاد العليمي رئيساً لهذا المجلس بصلاحيات رئيس الجمهورية اليمني.

وتتحدث المصادر أن الهدف من هذه الرحلات  ليس مجرد تفاهمات والتوقيع على اتفاقيات شراكة وتعاون والتنسيق لمكافحة الإرهاب وإدارة البحر الأحمر بل أيضا هناك أنباء تتحدث بأن هناك محاولات لكسب رضا وتلقي الدعم من لاعب كبير في المنطقة ألا وهي إسرائيل.

وتشير الأنباء إلى انضمام اليمن بقيادة العليمي لركب الدول المطبعة ولكن بعد انتهاء الحرب والقضاء على ميليشيا الحوثي، وستكون مصر البوابة اليمنية للدخول في التطبيع مع دولة إسرائيل وفي المقابل سيكون هناك دعم إسرائيلي سياسي (في المجتمع الدولي) وعسكري (بالقوة الجوية والعتاد المتطور) لدولة العليمي مما سيجعله يملك ورقة ضغط قوية في الميدان اليمني.

وفي هذا السياق علق السيد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي في مقابلة صحفية قبل عام أن هناك احتمال للتطبيع والاعتراف بدولة إسرائيل، وكانت آنذاك الأنباء تتحدث عن مفاوضات بين الشرعية ووفد إسرائيلي وعن حصول تقدم كبير في المفاوضات.

وكان من المقرر أن تنتهي الحرب اليمنية في غضون أسابيع أو أشهر حسب ما صرح به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للصحافة العالمية، ولكن الوضع أصبح يتعقد يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام ولايسير لحل قريب أو انفراجة في الأزمة،  بالأخص أن الأطراف المتصارعة لاتزال تتمتع بقوة وورقات ضغط ميدانية وسياسية مما يجعلها تحاول الاستمرار بالقتال على الأرض من أجل كسب مكاسب أكبر واستغلالها في المفاوضات الجارية.

والأيام القادمة ستظهر لنا، هل نشهد غارات إسرائيلية في اليمن أم لا؟

وهل ستحل عقدة الصراع المحتدم منذ 7 سنوات ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here