المختصر المفيد. ماذا بعد استقالة نواب التيار الصدري؟

المختصر المفيد.

ماذا بعد استقالة نواب التيار الصدري؟

هذه هي نتيجة اللعب مع الكبار في الداخل والخارج.

احمد صادق.

المعارضة الشعبية في الشارع آخر ورقة يريد أن يلعبها التيار الصدري وهو يواجه قرار عزله وإجباره، من خلف الستار، على الانسحاب من العملية السياسية. هذه الورقة عليها مآخذ قد لا تكون في حسابات التيار الصدري، الورقة التي كان التيار يلوح بها دائما بوجه أي حكومة أو خصومه فيها على مدى سنوات الأمر الذي يجعلها تحترق شيئا فشيئا لكثرة استخدامها، وقد لا نرى منها في الشارع غدا إلا القليل إذا ما أُريدَ لها اليوم أن تكون كالعادة ورقة ضغط على الحكومة القادمة التي يمكن أن تشكل بدون مشاركة التيار وهو إحتمال وارد إلا إذا تبدل الحال كما في كل مرة وعدل عن قرار الإنسحاب من البرلمان بعد زيارات لــ(الحنانه) وترضيات وتفاهمات (وعيني واغاتي وحقك علينه،) وهذا إحتمال غير وارد ويكاد أن يكون مستحيلا لأن التيار الصدري لم يعد يملك بيده أمر بقاءه أو عدم بقاءه في العملية السياسية ولن تسعفه، على الأكثر، ورقه المعارضة الشعبية في الشارع بسبب المآخذ التي تؤخذ على هذه الورقة ومنها أن مادتها الأساسية، المتظاهرون، أكثرهم من الناس الفقراء البسطاء الذين لا يملكون، ربما، إلا قوتهم اليومي من ارزاقهم القليلة والذين مضى عليهم وقت طويل وهم يخرجون إلى الشارع متظاهرين إذا ما دعاهم التيار، مناصرين مطيعين مخلصين لعقيدتهم المذهبية الفطرية التي شَبَّوا عليها لآل الصدر على أمل أن تتحسن ظروفهم المعيشية كما تحسنت ظروف القريبين من التيار والمحيطين به ممن صاروا وزراء ووكلاء مكاتب ومدراء عامين وموظفين يشكلون نسبة اكثر من 25% من مجموع الموظفين في دوائر الحكومة ومؤسساتها الإدارية والخدمية، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث وبقي الفقراء والبسطاء يلبون دعوات الخروج إلى الشارع والتظاهر في الحر والبرد سامعين طائعين بلا جدوى ولا فائدة، وهم إلى ذلك يرون ويراقبون مواقف زعامة التيار الصدري السياسية المتقلبة وتحالفاتها بعد الفوز بالإنتخابات الأخيرة مع قوى سياسية منها مشبوهة ومنها متمردة على حكومة المركز لتشكيل الحكومة الجديدة، حكومة الأغلبية، والتي انتهت إلى الفشل أخيرا الأمر الذي أدى إلى إعلان قرار الإنسحاب من البرلمان واستقالة نواب التيار والذي يبدو خيارا مستقلا للتيار الصدري وليس لطرف داخلي وخارجي تدخلا فيه ولا فرضه على التيار، ولكن المؤشرات تُخبِر أن ما حدث ليس خيارا مستقلا للتيار الصدري وأن أختيار المعارضة الشعبية في الشارع هو الورقة الأخيرة التي يلعبها التيار الصدري لرفض وتحدي ما تقرر بشأن مصيره من قبل اللاعبين الكبيرين، الشرقي والغربي، والذي استفاد منه اللاعب الكبير في الداخل! ويبقى أن التيار الصدري لن يستطيع أن يلعب ورقة المعارضة الشعبية في الشارع بسبب إحتمال منعه من لعبها، فإذا عاند وأصر على أن يلعب هذه الورقة الأخيرة فعليه أن يتحمل مسؤولية ما سيحدث، ربما، خلالها وبعدها…..!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here