السيناريوات المحتملة للحرب الأوكرانية الروسية

السيناريوات المحتملة للحرب الأوكرانية الروسية
أنسحاب جزئي للقوات الروسية في سوريا ، يعني حاجة روسيا لتقوية موقفها الحربي في اوكرانيا ، مما شجع تركيا للإحلال مكان القوات الروسية المغادرة ، ودفع قوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد ) للتعاون مع قوات الأسد خوفاً على مصيرها ، ونرى تركيا تعترض على إنضمام السويد وفنلندا لحلف الأطلسي ، واصبح الشرق الاوسط محل إستقطاب لوجود الطاقة البديلة عن الروسية ، وقد تؤدي إلى حرب شرق اوسطية لإطماع إيران وتركيا وإسرائيل مع عدم وجود إستراتيجية عربية فاعلة تحجمها . ونرى إسرائيل تحذر رعاياها في تركيا من هجمات إيرانية محتملة لإستهدافها ، وإيران قد تشعل حرباً مع إسرائيل بواسطة حزب الله وقد تؤدي بلبنان إلى كارثة تدميرية كما يحدث في اوكرانيا . وفي العراق
إنسحب مقتدى الصدر من العملية السياسية جراء الضغوط الإيرانية على رجل معمم فاز بأكبر كتلة برلمانية فلا تسمح من ينافس معمم إيران ( خامنئي ) .وفي اليمن الجريح قد تنتهي الهدنة وتستمر الحرب بإيعاز إيراني لتوجيه أنظار الشارع الإيراني إلى الخارج بدل المظاهرات في اغلب المدن الإيرانية ، وترى إيران فرصتها السانحة لإنتاج القنبلة النووية وإسرائيل واميركا لا تسمحا بذلك إطلاقاً .
أما في الغرب واميركا فالحرب مكلفة جداً حوالي خمسة مليارات شهرياً ، وتوسع حلف الناتو إلى 30 دولة وطلب اوكرانيا للعضوية كمرشحة محتملة يضع دول الناتو أمام إختبارصعب ، بعد أن زاد معدل التضخم وهذا يعني ضعف القدرة الشرائية للفرد العادي .
ولما كانت روسيا لها حق النقض الفيتو فحتى الأمم المتحدة المكون من 198 دولة لا تستطيع أن تفعل الكثير مع روسيا ، والأخيرة إستولت على اصول الشركات الغربية او أجبرتها على البيع القسري بأسعار رمزية ، واوقفت الصادرات ألأوكرانية في بحر آزوف ، وقد تدفع تركيا لتخزين القمح والذرة من روسيا واوكرانيا لبيعها للدول الأخرى بأسعار خيالية ، وتحاول دول الناتو وقف الإندفاع الروسي الذي إحتل معظم الشرق الأوكراني .
زبدة الكلام :على المغرمين بالسلام أن يستعدوا للحرب ، فتداعيات الحرب الأوكرانية سوف تمتد شرارتها لمعظم دول العالم ، فروسيا حجتها الدفاع عن وجودها وسيادتها ،لأن الناتو يطوّق روسيا بقواعد عسكرية حول حدودها ،
والناتو جعل من بولندا منصة تهديد لروسيا بتخزين الإسلحة النووية في أراضيها ، والصين تتأهب لإستعادة تايوان مستغلة إنشغال اميركا بالحرب الأوكرانية فتقاربت مع روسيا لتكون بالتالي منافساً شرسا لأميركا إقتصاديا وعسكرياً ، وأميركا تجيش الناتو ضدها فالشركات تغلق ابوابها في الصين او تخفض إنتاجها ، والصين ترى
الفرصة سانحة لإسترجاع تايوان فأميركا لا تستطيع المحاربة على كل الجبهات .
فاين سياسة الإعتدال والعقلانية للدول التي لا يصلح مع الوضع الحالي الإعتدال لوجود صراعات إقليمية ودولية تفرض الإنحياز حسب المصلحة الوطنية لشعوبها ،
على أساس عدم وضع كل البيض في سلة واحدة ( كما يقال ) ، وحتى وجود تراجع في مواقف بعض دول الناتو كفرنسا وأيطاليا والمانيا الداعية الآن إلى الحل السياسي بالضد من الإندفاع البريطاني والأمريكي لتزويد أوكرانيا بالمعدات العسكرية لوقف
الإندفاع الروسي المكلف لروسيا والعالم أجمع ، فهل العالم مصاب بالصرع ولا يرى خطورة الموقف الكارثي الذي ينتظر العالم الذي يقترب من الحرب العالمية الثالثة لا سامح الله التي تنذر بالدمار والفناء ، نسأله تعالى أن يلهم القادة الحكمة والرأي السديد ، لوقف الحرب المجنونة غير المبررة ، قولوا معي آمين .
منصور سناطي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here