المختصر المفيد. استقالة نواب التيار الصدري من البرلمان حرمان من فرصة ثمينة في الحياة لا تعوض!

المختصر المفيد.

استقالة نواب التيار الصدري من البرلمان

حرمان من فرصة ثمينة في الحياة لا تعوض!

احمد صادق.

لستُ حزيناً ولا آسِفاً على إنسحاب التيار الصدري من العملية السياسية التي أقسمَ زعيمه أن لا يعود إليها، وحتى لو أراد ودفع (كفارة) قسمه فلن يستطيع العودة كما في كل مرة لأن أمر عودته هذه المرة لم يعد ممكنا مع كل الإحتمالات الواردة التي يمكن أن تحدث في فوضى هذه العملية السياسية الكسيحة المستوردة من الخارج والتي يديرها منذ 2003 وكلاء غير مؤتَمَنين بالنيابة عن المحتل الأجنبي ……..

أقول لست حزيناً ولا آسِفاً على إنسحاب التيار الصدري ……. ولكني حزين وآسِف جدا من اجل نوابه الـــ 70 الذين اجبرهم في لحظة زعل و)تجلي( سياسي على تقديم إستقالاتهم والعودة إلى حياتهم العادية ولم يمض على تذوقهم طعم الحياة الجديدة وإنسلاخهم من حياتهم القديمة إلا شهور. لقد بدأ هؤلاء النواب المقالون حياتهم الجديدة في مقام كريم فيه نعيم مقيم لأربع سنوات قابلة للتجديد يقبضون الملايين مع المخصصات، ويسكنون بيوتا جديدة في مناطق حديثة ويركبون الجكسارات واللاندكروزات ويدخلون البرلمان ويتنقلون من مكان إلى آخر ومعهم حماياتهم مستعدين لكل من يقترب منهم لأي غرض كان، ويتواجدون في مكاتبهم لمعاينة طلبات وحاجات وحل مشاكل أبناء منطقتهم، ويدخلون الدوائر الحكومية لإنجاز معاملاتهم ومعاملات من يتوسط لديهم ….. كل هذا الوضع السياسي والإجتماعي والإقتصادي إلى جانب الحصانة التي كانوا يتمتعون بها …… ذهبت فجأة مع الريح إلى غير رجعة بأمر من الزعيم الذي رفعهم وأعلى من شأنهم بأمر منه وأنزلهم وحط من شأنهم بأمر منه، هكذا، كأنهم بيادق شطرنج جامدة لا حياة فيها ,,,,,,

…… ولك أن تفكر وأنا معك، هل من المعقول أن هؤلاء النواب الصدريون، كلهم أو اكثرهم أو الكثير منهم الذين أُمِروا جبرا وحكما على الإستقالة من البرلمان، لم يعترضوا في أنفسهم، دون أن يُصرحوا، على هذا القرار الذي اتخذه زعيمهم؟ لقد حرمهم من فرصة ثمينة في الحياة لا تعوض أُتيحت لهم مهما كان الوضع الإجتماعي والإقتصادي الذي كانوا عليه قبل أن يكونوا نوابا، وحرَمَ الناس الذين انتخبوهم وصعدوا بهم إلى البرلمان من الخدمات التي يمكن أن يقدموها أو يقدمها بعضهم لمناطقهم كما يفترض وهم نواب في البرلمان. أنا لا اعتقد أن النواب الذين أُجبروا على الإستقالة من البرلمان راضين على ما اقدم عليه زعيم التيار الصدري، إن لم يكن كلهم فأكثرهم أو الكثير منهم، فهؤلاء لا بد أن في صدورهم الآن غيظٌ من فيض على زعيمهم الذي ضيّع عليهم فرصة حياة لا تُعوض …..!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here