بمناسبة عيد الصحافة العراقية: الاعلام في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة)

بمناسبة عيد الصحافة العراقية: الاعلام في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة)

الدكتور فاضل حسن شريف

عن الخبر ومشتقاته قال الله عز وجل “وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا” ﴿الكهف 68﴾، و “كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا” ﴿الكهف 91﴾، و “إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ” ﴿النمل 7﴾، و “قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ” ﴿القصص 29﴾.

والدعوة ترادف الاعلام، فالاعلامي عليه مجابهة الدعوة او الدعاية المضادة والاشاعة بكشفها وتعريتها فان الانباء المغرضة التي تستهزأ بالاخرين وتفرق بين الناس فان على الاعلامي الوقوف لها بالمرصاد كما قال الله تعالى “يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ” (التوبة 64)، والطلب من الطرف المقابل تقديم البراهين والرد عليها حيث قال رب العزة “قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُم إِن كُنْتُمْ صادِقِينَ” (البقرة 111) ومن اقوالهم يمكن للاعلامي ردهم كما قال عز من قائل “وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ” (محمد 30).

جاء عن الكاتب حامد شهاب حول شبكة الإعلام العراقي وإنتكاسة حرية الرأي: ونحن معشر الإعلاميين وأعمدة الصحافة وعنوان بيرقها ومن نخب الثقافة والصحافة ومن قضينا أكثر من أربعين عاما نبحر في سلطتها الرابعة ، نعلن تضامننا الى جانب قناة العراقية الفضائية في توجهاتها الاخيرة، بتوسيع نطاق حرية الرأي والتعبير، ونرفض رفضا قاطعا محاولات التضييق على حرية التعبير، التي نعدها نعمة وحيدة شهدها البلد في السنوات الأخيرة لايمكن نكرانها، كما نفضل أن يرتقي ممن يشارك في الحوارات التلفزيونية الى اللغة الراقية وليس الهابطة، وبإمكان من يريد ايصال صوته أن يسمع الاخرين طروحاته دون اللجوء الى الإساءة.

وعلى الاعلامي التركيز على رمز الاعلام المعادي لان الاعداء يطيعون رمزهم فاذا اسقط الرمز يسهل اسقاط اتباعه وتصحيح معتقدهم كما قال رب العباد الله جل جلاله “وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا” (الأحزاب 67)، و “وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ” (سبأ 31). وفرعون مثال على الرمز المعادي حيث قال الله جل جلاله “إذْهَبْ إلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى” (طه 24)، و “إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ” (القصص 4).

قال الكاتب نزار حيدر حول الاعلام العراقي تطور وتطلع: ان من بين من يلزم على الاعلام ملاحقتهم من المسؤولين: الاحمق، الذي لا يميز بين النافع من الأمور من الضار، فمثله يريد أن ينفع الناس فيضرهم. البخيل، الذي يعيد ميزانية دائرته، وزارة كانت أم غير ذلك، الى الخزينة العامة، رافضا صرفها في المشاريع بحجة او باخرى. الفاجر، الذي يبيع مصالح الشعب بالادنى من المطامع، فهو لا يرعى المصلحة العامة ولا يحرص على أسرار الدولة. الكذاب، الذي يعد ولا يفي ويلتزم فينقض التزاماته، فانه (كالسراب، يقرب عليك البعيد، ويبعد عليك القريب) على حد قول أمير المؤمنين عليه السلام. اللص، الذي يعبث بالمال العام ويبذر بالزمن الذي يمر على الناس من دون انجاز او نجاح. رابعا: ان الاعلام الناجح هو الإعلام القادر على منع الخطأ أو التقصير او الفشل في مختلف مؤسسات الدولة، من خلال المبادرة للحديث عنه بكل الطرق والوسائل، بطريقة استباقية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here