صواريخ “سكود” العراقية من حرب أكتوبر الى دزفول والظهران

استعاد موقع “1945” الأمريكي المتخصص بالأسلحة والشؤون العسكرية، يوم الاثنين، مسار صاروخ “سكود” في الترسانة العراقية خلال الحرب مع ايران والخليج مع قوات التحالف الدولي، مشيرا الى انه كان المسؤول الاول عن اكبر عدد للقتلى الأمريكيين خلال حرب العام 1991، خارج اراضي العراق والكويت.

وذكر الموقع في تقرير ان صاروخ “سكود” جرى تطويره في الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، وأصبحت “سمعته سيئة” في الغرب فيما بعد حرب الخليج 1991، عندما اطلقت القوات العراقية العشرات منه على السعودية واسرائيل، وهو سلاح يعمل بالوقود السائل، وكان العمود الفقري لترسانة الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الايرانية ثم حرب الخليج لاحقا.

تهديد خطير

واعتبر التقرير ان “سكود” كان يشكل تهديداً خطيراً لاعداء العراق وتسبب بمقتل 28 من الجنود في الجيش الامريكي، مضيفا ان البنتاغون تولى قيادة جهود “اصطياد صواريخ سكود” من خلال الفرقة العملياتية الاولى لـ”القوات الخاصة -دلتا”، بهدف القضاء على القدرات الصاروخية العراقية.

ولفت الى انه مع حلول نهاية حرب الخليج العام 1991، كانت صواريخ “سكود” مسؤولة عن غالبية القتلى من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، خارج العراق والكويت.

وكان الاتحاد السوفياتي قد طور صواريخ “سكود” بداية في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وجرى تصميمه أساساً ليحمل رأساً نووياً او رأساً حربياً تقليدياً، والقدرة على حمل اسلحة دمار شامل.

وبحسب التقرير فان الاستخدام الاول لصاروخ “سكود” كان خلال حرب تشرين الاول/ اكتوبر عام 1973 التي تسميها اسرائيل “حرب يوم الغفران”، والتي استمرت ثلاثة اسابيع بين اسرائيل والدول العربية، حيث كان السوفيات قد سلموا الصواريخ لحليفتهم مصر ودربوا المصريين على تشغيل أنظمتها.

السيطرة على الشرق الاوسط

اما بالنسبة الى العراق، فقد حصل على هذه الصواريخ بعد ذلك بفترة قصيرة، في اطار طموح الرئيس الاسبق صدام حسين من اجل السيطرة على الشرق الاوسط عسكريا.

واشار التقرير الى ان صدام حسين اعطى الاولوية من اجل تطوير قدرات ترسانته من الصواريخ الباليستية للوصول الى عمق اراضي خصومه، بما في ذلك اسرائيل وايران.

وذكر التقرير ان العراق استخدم صواريخ “سكود-بي” للمرة الاولى خلال حربه الصعبة التي استمرت ثماني سنوات مع ايران خلال ثمانينيات القرن الماضي، حيث كان عراق صدام حسين اول من استخدم الصواريخ الباليستية خلال الحرب مع النظام الاسلامي في ايران والذي تولى الحكم حديثاً، حيث قتلت الصواريخ العراقية من طراز “سكود” 21 مدنيا في مدينة دزفول في العام 1982.

وتابع ان هجوم دزفول كان اول هجوم للعراق باستخدام “سكود”، لكن العراق اطلق خلال حرب الاعوام الثمانية، نحو 350 صاروخاً باليستياً على ايران.

وفي وقت لاحقا، ومع بداية الغزو العراقي للكويت في العام 1990، كانت قوات صدام حسين قادرة على نشر مجموعة من صواريخ “سكود” من عدة انواع، بمدى موسع ومعدل محلياً حيث “قام العراقيون بتعديل صواريخ سكود ليكون مداها اكبر من خلال تقليل وزن الرأس الحربي، وتوسيع خزانات الوقود الخاصة بها حيث يتم حرق كل الوقود اثناء المرحلة الاولى من الاطلاق، وليس بشكل استمراري”.

واضاف ان الصواريخ اصبحت برأس حربي اكبر، لكنها كانت اقل استقراراً من الناحية الهيكلية، وكثيراً ما كانت تتحطم في الغلاف الجوي العلوي، وهو ما تسببت في تقليل دقته الضعيفة بالاساس، لكن ذلك جعل من اعتراض الصاروخ مهمة اكثر صعوبة لان مسار طيرانه كان غير متوقع.

وختم التقرير بالقول ان قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة كانت اكثر قلقاً امام القوة الفتاكة لصواريخ “سكود” التي جرى تطويرها خلال حرب الخليج الاولى، مذكراً بأن صاروخاً من هذا الطراز اصاب ثكنة عسكرية في منطقة الظهران السعودية في العام 1991، وتسببت بمقتل 28 جندياً امريكياً.

وعندما جرى تكليف “قوة دلتا” الخاصة بملاحقة منصات اطلاق صواريخ “سكود” لتدميرها، كانت تلك مهمة صعبة لان العراق كان بمقدوره تحريكها باستمرار من اجل التمويه، الا انه في نهاية المطاف، انتهت المهمة بسرعة حيث اكتملت “عملية عاصفة الصحراء” العسكرية بقيادة الولايات المتحدة بعد ستة اسابيع من بدايتها في شباط/ فبراير العام 1991.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here