بمناسبة يوم الأب: الاباء في القرآن الكريم والسنة والقانون العراقي (ح 2)

الدكتور فاضل حسن شريف

تربية الأولاد تمر بمراحل منها الطفولة والصبا وحتى الشباب. وهذه بديهية التربية والتعليم فحتى يتخرج الطالب عليه مرور مراحل دراسية. وقال الامام الصادق عليه السلام (بادروا أحداثکم بالحدیث قبل أن تسبقکم إليهم المرجئه) و (بروا آباءكم تبركم أبنائكم). قال النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم (الشباب شعبة من الجنون) الجن ويعني التستر والتمويه وهي من صفات الشباب لتغير جسد الإنسان من طفولة الى صبا، ويجعل الصبي قلقلا عما يحدث في جسمه مما يتطلب من الأبوين معاملته باللين والفهم. وقال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين) و (من أحزن والديه فقد عقهما).

قال الخبير القانوني علي التميمي لوكالة الأنباء العراقية (واع): المادة 29 من الدستور تشير الى وجوب رعاية الأبناء للآباء والاهتمام بهم عند الكبر، ويشدد قانون العقوبات العراقي في الاعتداء حيث ترتفع العقوبة عند الاعتداء على الآباء في المواد 410 والمادة 416 إذا كان الضرر نفسياً أو أدبياً على من توجب عليه الرعاية والاهتمام، مؤكداً أهمية أن يحتوي مشروع العنف الأسري على مادة تعاقب بشكل صريح على الاعتداء على الأبوين كما هو الحال في مصر، حيث فرضت عقوبة الحبس 3 سنوات لمن يعتدي على والديه.

ان العقل والفكر وغيرها ذات العلاقة ذكرت اكثر من 70 مرة في القران الكريم لما لاهمية تمييز الانسان عن بقية المخلوقات بهذه المفردات فبالعقل تتم معرفة الله فالانسان عليه ان يتدبر ما انزل الله من كتب على رسله وليس علم الاباء اذا كانت تنافي العقل والبعيد عن الهداية كما قال الله تبارك وتعالى “وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ” (البقرة 170).

جاء في مجلة النصيحة القانونية عن عقوق الوالدين في القانون العراقي: كل من اعتدى على والديه بالضرب ولم يتسبب في أذى يسجن من 5 إلى 10 سنوات. وإذا تسبب الاعتداء في أذى للوالدين أو فقد عضو تكون العقوبة سجن من 10 سنوات إلى 20 سنة؛ وفقًا لنظام القضية ورأي القاضي. أما التي تسبب في وفاة أحد والديه نتيجة الاعتداء فحكمه في القانون السجن المؤبد وتطبق هذه عقوبة عقوق الوالدين في القانون العراقي على الأبناء العاقين، حتى إذا تنازل الوالدين عن حقوقهم، فكما نرى يهتم عقوبة عقوق الوالدين في القانون العراقي بوضع أحكام لجميع الجرائم. مع تزايد قضايا عقوق الوالدين في العراق، قامت وزارة العدل بالتعاون مع المسئولين بوضع عقوبة عقوق الوالدين في القانون العراقي تخص العاق لوالديه؛ فهذا يودع والديه الكبار في دار المسنين ولا يصرف عليهما وهو ميسور الحال، وهذه تضرب والدتها المسنة حد الموت، وهذا يرفع السلاح على والده حال رفض إعطائه المال.

حرم الله عز وجل زواج زوجات الاباء الا ما سلف وهو القائل “وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلً” (النساء 22) حيث تعد زوجات الاباء من المحارم لابناء الاب، كما هو الحال للاباء بالنسبة لزوجات الابناء قال الله عز من قائل “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ” (النور 31).

ورد ان و النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ولى مكة شاب عمره 21 سنة خلال معركة حنين قال عز من قائل “لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ” (التوبة 25). وهذا دليل ان تربية هذا الشاب منذ صغره بالقيادة وجعل شخصيته مستقلة وعدم نهره من قبل الآباء حينما يتكلم ويعرض رأيا. ومدح الابن يجعل ثقته عالية بنفسه.

جاء في موقع الميزاب: يشكو فيه المسنون في العراق من حاجتهم إلى قانون جديد يضمن رواتب تقاعدية لكبار السن ممن لا يملكون رواتب تقاعدية وهو النظام المعمول به في أغلب الدول المتقدمة إذ يحصل المسن على راتب ضمان الشيخوخة لكي يعتمد على نفسه ولايحتاج الى اعالة الابناء له وهو مايضطر بعض المسنين الى التوجه الى دور المسنين لضمان اعالتهم في حالة تنصل ابنائهم عن تلك المسؤولية. ويلخص مدير دار الرشاد للمسنين شروط استقبال المسن حسب القانون رقم 41 لعام 1985 بأن يبلغ سن 60 سنة فما فوق بالنسبة للرجال و 55 سنة فما فوق بالنسبة للنساء وأن يكون فاقدا للرعاية الاسرية ولا يحتاج الى رعاية طبية مستمرة فضلا عن امتلاكه المستمسكات الرسمية الثبوتية مشيرا الى اضطرار الدار الى استقبال حالات لاتتوفر فيها تلك الشروط بدافع انساني او في حالة العثور على مسن متروك في الشارع أو على باب دار المسنين ومؤكدا على عدم وجود قانون يلزم الابناء برعاية الآباء ورفض اغلب الآباء التقدم بشكاوى للمحاكم للحصول على الإعالة او النفقة من أبنائهم.

وجد ان تلقي الإرشادات من الابوين يكون اسرع من اشخاص اخرين لاعتقاد الابناء ان الاباء اكثر حرصا من الآخرين عليهم. لذلك نرى أن الأب المتابع لابنه سيحمل نفس خصائص الأب عندما يكبر، عكس الابن البعيد عن ابويه سيلتقط تربية الاخرين سلبا او ايجابا. عن الاختلاف والوحدة في نظر القرآن الكريم للسيد محمد باقر الحكيم: تحول بعض الممارسات السلوكية إلى عادات ثابتة، أو تقاليد مقدسة لوراثتها عن الآباء والأجداد، وبفعل الاجتهادات والتغيرات القائمة على الهوى والأغراض الشخصية أو الظنون والأوهام، الأمر الذي أدى إلى انقسام الناس إلى جماعات متعصبة وأحزاب متفرقة يقتل بعضهم البعض الآخر ويشرده من دياره، أو يستعبده ويستغله من أجل مصالحه وحاجاته وإرضاء لرغباته وشهواته “لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ” (البقرة 78).

جاء في بحث للكاتبة سناء عويد: اهتمت الشرائع العراقية القديمة بالاسرة العراقية ونظمت الضوابط والقواعد لأشكال العلاقة بين الاباء وابنائهم وقد حث الادب العراقي القديم الابناء على بر ابائهم وعُدَّ ذلك من الفضائل الحميدة ونظر الى الابناء العاقين بازدراء وعد ذلك من الاعمال المشينة والمنبوذة في المجتمع آنذاك.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here