جدل كبير بين الدوائر المحلية بشأن صلاحية ماء الشرب في ذي قار

ذي قار/ حسين العامل

اثارت تصريحات مدير قسم الصحة العامة في ذي قار حول ارتفاع نسبة التلوث في مياه الشرب الى 98 بالمئة حفيظة دائرة الماء في المحافظة التي اكدت صلاحية المياه التي تضخها من مجمعات الماء للاستهلاك البشري، فيما دعت اوساط صحية وبيئية الى التعجيل في معالجة التلوث الحاصل لتلافي مخاطر مرض الكوليرا.

وكان مدير قسم الصحة العامة في دائرة صحة ذي قار حسين رياض قد كشف مؤخراً عن ارتفاع معدلات التلوث في مياه الشرب.

وقال رياض في تصريحات إلى (المدى)، إن “98 بالمئة من مجمعات الإسالة تضخ مياها غير صالحة للشرب وتتطلب إدامتها وتبديلها واستحداث مجمعات جديدة لتغطية التوسع السكاني”، وهو ما دعا مديرية ماء ذي قار للرد.

وفي حديث لاحق لـ (المدى)، افاد رياض، بأن “الفحوصات المختبرية التي اجرتها الفرق الصحية المختصة مؤخرا في مجمعات وشبكات الماء اظهرت فشلا في النماذج المسحوبة من المياه يتجاوز نسبة 98 بالمئة”، وأوضح، أن من “بين 200 مصدر للمياه تم فحصها في عموم محافظة ذي قار سجلنا تلوثا في 198 مصدرا منها”.

وأشار، إلى أن “هكذا تلوث يكون مقلقا جدا في كل الاحوال ويتفاقم القلق مع تسجيل اصابات بمرض الكوليرا في بعض المحافظات العراقية”.

ولفت رياض، إلى أن “اعلان ذلك لا يعني الانتقاص من عمل دائرة الماء وانما لدق ناقوس الخطر لغرض تلافي المشكلة قبل وقوع المحذور”.

وأوضح، أن “لتلوث المياه انعكاس مضر على صحة وحياة الانسان ولهذا هو يدخل ضمن دائرة اهتمام الدوائر الصحية لا بل في صلب عملها”.

وشدد رياض، على “ضرورة معالجة الخلل بأقصى ما يمكن لغرض الحفاظ على صحة المجتمع من الاوبئة والامراض الانتقالية”.

وفي معرض ردها اكدت مديرية ماء ذي قار استعدادها التام لمواجهة أية تداعيات صحية خلال فصل الصيف ولاسيما بعد تسجيل إصابات كوليرا في مناطق مختلفة من العراق، مؤكدة ان “جميع مجمعاتها البالغة أكثر من 200 مجمع يضخ مياها صالحة للشرب في ظل فحوصات مختبرية مستمرة للتأكد من سلامتها”.

وقال مدير الدائرة باسم جار الله في تصريحات اعلامية تابعتها (المدى)، إن “جميع المشاريع مزودة بمواد التصفية والتعقيم من مواد الكلور والشب ومواد أخرى إضافية”.

ولفت، إلى “توجيه مسؤولي المراكز والمجمعات والمشاريع في عموم المحافظة بعدم ضخ المياه في حال عدم توفر هذه المواد ويتحملون المسؤولية بخلاف ذلك”.

واشار جار الله، إلى “وجود لجنة مشتركة مع دائرتي الصحة والبيئة تعمل على فحص مياه المجمعات من خلال ثلاثة مختبرات والتي أثبتت نتائج ايجابية بخلاف ما تحدثت به دائرة الصحة في وقت سابق”.

وازاء ذلك اتصلت (المدى) بمدير بيئة ذي قار كريم هاني محمد لاستطلاع رأيه في هذا الشأن، الا انه اعتذر عن التصريح كونه باجتماع رسمي في الامانة العامة لمجلس الوزراء وطلب الاتصال به يوم الاحد المقبل.

وبدورهم يرى المهتمون بالجانب البيئي ان صلاحية الماء في المجمعات الرئيسة لا تعني بالضرورة وصول مياه صالحة للشرب الى دور المواطنين.

وقال مسؤول بيئي، فضل عدم الكشف عن اسمه كونه غير مأذون له بالتصريح، ان “المياه قد تتعرض للتلوث عند ضخها لشبكة الانابيب التي تعاني ببعض مفاصلها من التجاوز في المناطق الشعبية والعشوائيات واحياء التجاوز”.

واشار المصدر، الى ان “تلوث المياه امر وارد وذلك لوجود انابيب مياه وخطوط ناقلة تعاني من التجاوزات والتكسرات والثقب غير النظامي”.

وبين، أن “المياه من هذه التكسرات والثقوب تشكل برك مياه آسنة حول شبكة المجاري وعند شحة المياه في الشبكة واثناء عملية سحب المياه بالمضخات المنزلية يعود الماء الملوث مرة اخرى الى الشبكة ويشكل مخاطر على صحة المستهلكين”.

وغالبا ما يلجأ البعض من المواطنون الى ثقب أنابيب شبكة الماء بصورة غير نظامية عند حاجتهم للماء، وعدم غلقها عند انتفاء الحاجة، ما تتسبب تلك الفتحات في الغالب بدخول المياه الملوثة إلى شبكة مياه الشرب عند انقطاع التيار الكهربائي وبالتالي يحصل التلوث.

واكد المصدر البيئي ان “الدقة الحقيقية لفحوصات المياه تكون بفحص الماء في آخر نقطة يصل بها الماء للمستهلك مع اهمية فحص الماء في مجمعات الضخ الرئيسة”، وأردف ان “صلاحية الماء في المجمعات لا تعني بالضرورة وصولها صالحة الى المواطن”.

وأوضح، ان “صلاحية الوسط الناقل من خطوط ناقلة وشبكات انابيب عامل مهم في وصول الماء الصالح الى المواطنين”.

وعدّ المصدر، “تلوث مصادر المياه في الانهر المغذية لمجمعات ومشاريع الماء يشكل هو الاخر مخاطر جمة كونه متأتيا من رمي مخلفات الصرف الصحي والمياه الثقيلة دون معالجة”. وتعزو الجهات البيئية اسباب ارتفاع معدلات تلوث مياه الشرب في ذي قار إلى تقادم عمر الشبكات وشحة المياه وتسرب مياه المجاري والمياه الثقيلة إلى شبكات ماء الشرب في المناطق التي تشكو من التلوث، فضلا عن توقف بعض مجمعات الماء عن العمل نتيجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.

وعن الحلول الممكنة لمعالجة مشكلة التلوث قال المصدر، ان “الحل يتمثل بمد شبكات ماء جديدة بدلا من المتقادمة والتي تعاني من التكسرات فضلاً عن الالتزام بمعالجة المياه وتنقيتها من الشوائب والملوثات الجرثومية والكيمياوية”.

وشدد، على أن “التلوث الجرثومي هو الاكثر خطورة كونه يتسبب بالأمراض اما التلوث الكيمياوي فيتعلق بعكورة الماء وغير ذلك”.

وطالب المصدر البيئي، بـ “معالجة المياه الثقيلة ومخلفات الصرف الصحي قبل رميها في الأنهار”.

وكان مدير مركز شرطة حماية البيئة في محافظة ذي قار العميد رشيد عبيد، قد كشف مطلع العام الجاري عن تهديد يستهدف التنوع الاحيائي في نهر الفرات ناجم عن رمي مياه محطات الصرف الصحي دون معالجة في النهر المذكور ما يهدد التنوع الاحيائي، مؤكدا في تصريحات صحفية رفع أكثر من دعوى قضائية لمقاضاة الدوائر المعنية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here