للنساء فقط

للنساء فقط :

بقلم ( كامل سلمان )
من الاشياء المهمة في حياة المرأة الاجتماعية هو التعرف على نوعية الرجال الذين يحيطون بها ، ومنهم من يود التقرب إليها عن صدق نية او عن نية خادعة او اي اسباب مبطنة او ظاهرة ، وقد تسهو المرأة في تشخيص حقيقة الرجل لسبب عاطفي او لسبب تربوي ولكن في كل الاحوال فإن للمرأة حاسة داخلية قوية جدا في معرفة النوايا الاولية للرجل ومع ذلك فالخطأ موجود في تقييم المرأة للرجل ، وخطأ المرأة قد يكون مكلفا .
فأنت ايتها المرأة بحاجة الى المعلومة المضافة لمعرفة الرجل اكثر وهذه المعلومة عندما تأتيك من عالم الرجال فأنها ستكون ذات قيمة ووزن خاص .
ومن الرجال من تجدين فيه الصدق في التقرب اليك والرجولة في الحفاظ على كل ما يخص المرأة وكأنها أمانة في عنقه ويستطيع ان يعبر عن صدقه وعن احساسه بلسانه وبسلوكه دون اي شائبة وهذا الصنف رغم وفرته الا أنه الاقل تواجدا في المجتمعات التي فيها مشاكل ومعاناة كبيرة .
ومن الرجال من تجدين فيه الصدق والرجولة وكل الصفات المرجوة لسانا وسلوكا ، لكن وراءها نوايا غير صحيحة وكل ذلك نتيجة القدرات التمثيلية التي يمتلكها بعض الرجال .
ومن الرجال من هو صادق الاحساس والنوايا لكن تنقصه القدرة في التعبير عن نواياه بسبب عوامل تربوية وبيئية لذلك تبدو منه اخطاء غير محموده في اللسان او السلوك .
ومن الرجال من لا يفهم التقرب الى المرأة الا انه تقليد اجتماعي موروث عليه اتباعه ، فهو جزء من المجتمع له ما للمجتمع وعليه ما على المجتمع .
ومن الرجال من يقيس المرأة في كل مواصفاتها بأمه ، فعنده الام هي المقياس المعتمد لذلك على المرأة ان تعرف مسبقا اهمية ودور الام في حياة ذلك الرجل قبيل الولوج في التقرب الاجتماعي .
من اخطر الظواهر الاجتماعية التي تكون المرأة ضحية لها هو نظرة المرأة للصفات الخارجية للرجل ، وهذه تتولد نتيجة تربية اجتماعية خاطئة او نتيجة تأثر المرأة بالافلام او المسلسلات الاجنبية ، فقد لاحظت في المجتمعات المتقدمة ان المرأة تعتبر المواصفات الشكلية الخارجية للرجل هو اخر الشروط التي تولي المرأة له الاهتمام وهذا تماما عكس ما هو موجود في مجتمعاتنا للأسف حيث ان المجتمع يعطي اهمية قصوى لهذه المواصفات ويعطي لها الاولوية ، يعني ان المرأة ترغب بالرجل الذي يغلق فم وعين المجتمع اولا لأن المجتمع بالحقيقة هو من يدفع المرأة لهذه الخيارات الخاطئة فهو تقليد بيئي .
المرأة الضعيفة يمكن ان تكون فريسة سهلة لبعض الرجال وكلمة ضعيفة نقصد بها عدم ثقتها بالنفس نتيجة عيب خلقي بسيط او نتيجة شعور انهزامي بسبب التركيبة السيئة للعائلة او نتيجة ظرف اجتماعي خاص كالفقر مثلا . وهذا النوع من النساء يصعب عليهن تصنيف الرجال وفهم نواياهم .
ومن الرجال من هم يفهمون النساء متعة مؤقتة ، فالرجل من هذا النوع يعطي تنازلات كبيرة ويفعل المستحيل من اجل التقرب للمرأة ، فقط لينال مبتغاه ثم يتغير رأسا على عقب .
من الامور المهمة في التربية المجتمعية هو ان تتعرف المرأة على عالم الرجال وحتى امورهم البايلوجية والسايكلوجية الخاصة جدا وكذلك الحال بالنسبة للرجال عليهم التعرف على التركيبة البايلوجية للنساء وهذه ثقافة كلما تأخرت المرأة او الرجل في التعرف عليها كلما طالت فترة الطفولة التي تعيشها المرأة او الرجل وسينعكس ذلك سلبا على العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة وحتى على تربية الابناء .
المرأة التي تستطيع كتم عيوب او اسرار الرجل فإنها تكون ذات قيمة كبيرة للرجل ، وعلى المرأة ان تتذكر دوما بإن معظم الرجال عندما يكونون قريبا جدا من النساء فإن لهم احاسيس الطفولة ، فعلى المرأة ان تفهم وتدرك ذلك جيدا. وهذا الشعور ايضا موجود بقوة عند الكثير من النساء عندما تكون بالقرب من الرجل المرغوب بالنسبة لها فإنها تحس وكأنها طفلة بين يديه وهذا الشيء يتأتى بعد الحب .
هناك فرق جوهري بين المرأة الصحيحة والرجل الصحيح ، هو ان المرأة قادرة ان تجد لها الرجل المناسب وتستطيع صناعته حتى ولو عثرت عليه في قمامة النفايات وهذه ميزة تحسب للمرأة القوية بينما الرجل مهما كان قويا فأنه يبحث عن المرأة الجاهزة الموضوعة على الرفوف النظيفة .
وهناك فرق اخر بين عواطف المرأة وعواطف الرجل ، فعواطف المرأة غالبا ما تكون رومانسية خيالية بينما عواطف الرجل غالبا ما تكون إنسانية او طفولية .
المرأة تستطيع ان تصنع الرجل من نقطة الصفر والرجل يستطيع ان يعيد المرأة من نقطة الانكسار الى عالم القوة والثقة لإن حقيقة المرأة هو ان معظم سلوكياتها فطرية بسبب تركيبتها الجينية بينما معظم سلوكيات الرجل مكتسبة او موروثة.
ومن الرجال من يتمسك بقوة بتراثه المجتمعي الموروث وهو سيادة الرجل على المرأة بحيث يلغي اجزاء من شخصيتها ، فهو إنسان طيب وخلوق ومتماسك وودود وإنساني الطبع ولكن ثقافته التي تربى عليها تجعله ان يخضع لمفهوم هذه الثقافة التي تجعل المرأة جزء تابع في الصح والخطأ وغير فعال في كل الاحوال ، هذه ثقافة قد تكون صحيحة في بعض المواقف وليست دائمية والمرأة الواعية تستطيع ان تذيب هذه الثقافة المريضة لا ان تستسلم لها ، فالعقد الذي يجمع المرأة والرجل هو عقد زواج وليس عقد استعباد .
القيادة العائلية تحتاج الى ثقافة خاصة ، ثقافة تعنى بالمرأة وثقافة تعنى بالمجتمع وثقافة تعنى بالاطفال وحتى ثقافة تعنى بالاقربون ، وهذه للأسف يفتقدها الكثير من الرجال لذلك تتحول عندهم القيادة العائلية الى سطوة وهيمنة وعنف او يكون صاحب الكلمة العليا بلا نقاش في البيت ، ويعتقد معظم الرجال ان البيت هو بيت الرجل او بعضهم يعتقد هو بيت مشترك ولكن بالحقيقة ادارة البيت هو للمرأة لذلك نجد في القرآن الكريم ان الله يخاطب ملكية البيت للمرأة تحديدا ولم يذكر ولا في آية واحدة ملكية البيت للرجل ، ودائما المرأة اعلم بما في بيتها ، فالمرأة التي تهتم بنفسها وببيتها فهذا دليل على شعورها المتسيد على هذه البقعة من الارض .
انجح النساء في قيادة العوائل هن النساء اللاتي لهن قدرة تحمل كبيرة للرجل وقدرة تحمل للأطفال وقدرة تحمل للظروف الصعبة والمشاكل وقدرة التحمل لا تعني الاستسلام والرضوخ لكل شيء بل يعني عدم التفاعل عاطفيا وعصبيا مع عصبية الزوج وتوتراته واخطاء الاولاد ، هذا النوع من النساء ينتجن جيل قوي ناجح .
المرأة تحتاج الى نوعية الثقافة المرتبطة بطبيعة الرجل ، فالرجل هو العالم اللصيق بها وبدون هذه الثقافة ستتحمل حمل ثقيل قد يستهلك طاقتها في مرحلة مبكرة من حياتها . في السابق كانت الام او العمة او الخالة او الاخت هي المرجع للمرأة الشابة او المرأة حديثة الزواج ولكن اليوم لم تعد تستطيع الام سد الفراغات الكبيرة التي تولدت بفعل فعاليات الحياة المتغيرة يوميا ، وقد تكون لبعض الافلام والمسلسلات دور سلبي في ثقافة المرأة لأن معظم الافلام والمسلسلات إنما هي لأغراض تجارية او للتسلية خالية من القيمة العلمية التوجيهية ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here