القوات الأميركية تُخفق للمرة الثالثة باصطياد أبو حمزة اليمني في سوريا

أبو حمزة اليمني

و حمزة اليمني
للمرة الثالثة توالياً خلال أقل من عام، أخطأت الطائرات الأميركية في اصطياد واحدة من أهم الطرائد التي تبحث عنها في منطقة إدلب، شمال سوريا. أبو حمزة اليمني، قائد الجناح العسكري في تنظيم “حراس الدين” التابع لتنظيم “القاعدة” العالمي، لم يكن الشخصية الجهادية التي استهدفتها طائرة أميركية من دون طيار على طريق إدلب – قميناس شرق إدلب، أمس الثلثاء.
وفي حين أكد مسؤول أميركي مطلع على العملية لشبكة “سي أن أن” أن الولايات المتحدة “واثقة للغاية” من أن الضربة التي نفذتها طائرة من دون طيار قتلت الإرهابي اليمني، نفت مصادر من تنظيم “حراس الدين” صحة هذا الادعاء مؤكدة أن القتيل هو شخص آخر بينما لا يزال أبو حمزة اليمني على قيد الحياة ويمارس مهماته ضمن التنظيم الذي ينتمي إليه.
وقالت مصادر في تنظيم “حراس الدين” إنَّ رواية القيادة المركزية للجيش الأميركي بشأن مقتل القيادي “أبو حمزة اليمني” عارية عن الصحة.
وأضاف المصدر الرديف للتنظيم أن “اليمني” لم يكن الشخص المستهدف مساء الاثنين الماضي، وأن غارة التحالف الدولي استهدفت قيادياً آخر في صفوف التنظيم في إدلب.
وأوضح المصدر الرديف للتنظيم أيضاً أن طائرة للتحالف الدولي استهدفت بغارة جوية دراجة نارية كان يقودها القيادي في تنظيم “حراس الدين” نوري محمد هزاع وهو من مواليد دير الزور، وأكد المصدر أن القيادي هزاع الديري قُتِلَ على الفور بعد الغارة الجوية، مشيراً إلى أنه كان مراقباً من قبل ملثمين قبل مقتله بساعات.
من هو أبو هزاع الديري؟
نوري محمد هزاع ويُعرف بـ”أبو هزاع الديري”، من مواليد 1984 وينتمي لعشيرة الجبور في قرية الحلوة بريف دير الزور الشمالي. شارك في كل المعارك ضد النظام السوري وبخاصة في القلمون – قطاع وادي بردى وكان مع “جبهة النصرة” ثم اعتزلهم في إدلب بعد أن اصطدم مع أبي ماريا القحطاني، أحد أبرز قيادات “جبهة النصرة” (“هيئة تحرير الشام” حالياً) والذي ينتمي بدوره إلى عشيرة الجبور- فرع العراق.
وقد خرج أبو هزاع إلى مستشفيات تركيا لعلاج يده المصابة وعمل بتجارة السيارات، وكان يسكن بجانب المركز الثقافي وسط إدلب، حيث داهمت القوات الأمنية التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” منزله بعد ورود أنباء استهدافه من الطائرات الأميركية.
وعُرف عن هزاع أنه رجل متكلم وفصيح له باع طويل بالتأثير في شباب الشرقية، ولم يكفر الجيش الحر، وكان يقف بوجه مشروع القحطاني والجولاني بالتمدد العشائري والسيطرة على شباب الديرية، وفق ما ذكر حساب “مزمجر الثورة السورية” على قناته في موقع تلغرام.
استهداف أبو حمزة اليمني
وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان نشرته صباح أمس الثلثاء، تنفيذ غارة استهدفت أحد قياديي تنظيم “حراس الدين” التابع لتنظيم القاعدة. وقالت إن الضربة استهدفت أبو حمزة اليمني، أحد كبار قادة “حراس الدين”، في محافظة إدلب. وأشارت إلى أنه كان مسافراً بمفرده على دراجة نارية وقت الغارة. وتشير المراجعة الأولية إلى عدم وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وفق البيان.
وأضاف البيان أن “المنظمات المتطرفة العنيفة، بما في ذلك المنظمات المتحالفة مع “القاعدة” مثل “حراس الدين”، لا تزال تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائها. ويستخدم المسلحون المتحالفون مع “القاعدة”، سوريا ملاذاً آمناً للتنسيق مع فروعهم الخارجية والتخطيط لعمليات خارج سوريا”.
وأوضحت أن عزل هذا القائد البارز سيعرقل قدرة “القاعدة” على تنفيذ هجمات ضد الأميركيين “وشركائنا والمدنيين الأبرياء في كل أنحاء العالم”.
وتعتبر هذه المرة الثالثة التي تعلن فيها واشنطن عن مقتل أبي حمزة اليمني ثم يتبين عدم صحة ذلك. وكان الإعلان الأول عن مقتل اليمني في شهر أيلول (سبتمبر) من العام الماضي وذلك بغارة جوية قرب مدينة بنش، حيث ذكر البيان أنه استهدف برفقة أبي البراء التونسي، أما الإعلان الثاني فكان بغارة أخرى جرت قرب معسكر المسطومة ليتبين لاحقاً أن المستهدف شخص آخر.
من هو أبو حمزة اليمني؟
قدم أبو حمزة اليمني إلى سوريا عام 2013 وانضم إلى تنظيم “جبهة النصرة” في ذلك الوقت، واتخذ من قرى جبل الزاوية مكاناً للعيش، ولنشاطه العسكري.
وذكرت مصادر إعلامية أنه “مع بداية تشكيل فصيل “جند الأقصى” الجهادي من قبل من يعرف باسم أبو عبد العزيز القطري، انضم إليه أبو حمزة كقائد عسكري، وأحد أبرز أعضاء مجلس شورى الفصيل”.
وأكدت المصادر، أنه “بعد مهاجمة “أحرار الشام” و”جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة)، لفصيل “جند الأقصى” جنوب إدلب عام 2016، شكل أبو حمزة برفقة من يعرف باسم أبو عبد الرحمن مكي فصيل “جند الملاحم”، حيث انضم الفصيل إلى تنظيم “حراس الدين”، بعد إعلان “جبهة فتح الشام” فك ارتباطها عن تنظيم “القاعدة” وتحويل اسمها لـ”هيئة تحرير الشام”.
واتخذ مناهضون لـ”هيئة تحرير الشام” استهداف اليمني ذريعة لتجديد الاتهام لأبي ماريا القحطاني بالوقوف وراء تسريب إحداثيات قادة تنظيم “حراس الدين” إلى التحالف الدولي عبر قناة أمنية تركية.
وذكرت قنوات إعلامية مناهضة للهيئة على تلغرام أن أبو هزاع الديري كان في زيارة لأقاربه من عشيرة الجبور في قميناس وكانت خلفه دراجة نارية جبلية لونها أحمر عليها شخصان ملثمان يترصدان تحركاته، وأنه بعد نقل الجثة متفحمة إلى الطبابة الشرعية في إدلب جاء الأشخاص أنفسهم مع دراجتهم ليتبين أنهم شباب ديرية أمنيين عند القحطاني.
كما داهم أمنيون في هيئة الجولاني منزل أبو هزاع الديري وأخذوا اللابتوب والهواتف لإتمام عملية التحالف، بحسب الاتهامات الموجهة إلى الهيئة.
كل هذه التطورات تطرح سؤالاً، هل استطاع القحطاني العراقي الجنسية خداع التحالف من خلال إيهامه أن الهدف هو أبو حمزة اليمني حتى صرحت أميركا بكل ثقة عن استهدافه؟ بينما كان هدف القحطاني هو أن يتخلص من أبو هزاع الديري أحد أبرز خصومه ومنافسيه في استقطاب عقول شباب دير الزور والتأثير فيهم؟.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here