المختصر المفيد. تشكيل حكومة المحاصصة الإنتقالية الجديدة. مصطفى الكاظمي، العدو الذي لا بُدَّ من صداقته؟

المختصر المفيد.

تشكيل حكومة المحاصصة الإنتقالية الجديدة.

مصطفى الكاظمي، العدو الذي لا بُدَّ من صداقته؟

احمد صادق.

قال الشاعر ابو الطيب المتنبي( 915/965م)

وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى (الحُرِّ) أَن يَرى

عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِهِ بُدُّ.

….. كذلك الحال مع من آل إليه الأمر في تشكيل حكومة المحاصصة الإنتقالية الجديدة بعد إنسحاب التيار الصدري من العملية السياسية. الإطار التنسيقي بمكوناته والذي يديره زعيم دولة القانون لن يجد الطريق سالكة أمامه لتشكيل الحكومة الإنتقالية الجديدة لا داخليا ولا خارجيا. وما يهمنا هنا مسألة الموافقة على ترشيح أو عدم ترشيح مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء لولاية ثانية حتى موعد الإنتخابات البرلمانية القادمة. فالإطار التنسيقي لن يجد الطريق سالكة امامه لتشكيل الحكومة الإنتقالية، لأن مسألة الموافقة على ترشيح مصطفى الكاظمي لولاية ثانية ليست بيد الأطراف السياسية الداخلية وخاصة الأطار التنسيقي بل هي بيد وإرادة ورغبة الأطراف الخارجية من دولية وعربية وفي مقدمتها أمريكا، ولا يفيد ولا جدوى من إتهامه بالخيانة والعمالة لأمريكا، كما أن الإطار التنسيقي، باعتباره من يتولى الآن عملية التفاوض على تشكيل الحكومة مع الأطراف السياسية الأخرى يعرف تماما أن مصطفى الكاظمي يحظى بـــ(مقبولية) دولية، أمريكية أولا وأوربية وعربية ثانيا وإيرانية إلى حد ما، تريد وترغب أن يستمر بعمله كرئيس وزراء لولاية ثانية لأنه، في تقديرهم، رجل مستقل، شجاع، معتدل، ويعمل بصمت على بعض الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإدارية والأمنية في العراق رغم الإتهامات الكثيرة التي توجه له من هنا ومن هناك…… فإذا أُريدَ لحكومة المحاصصة الجديدة أن تنجح أو أن تبقى على الأقل حتى الإنتخابات البرلمانية القادمة ولم تتعثر أو تسقط في منتصف الطريق (بفعل فاعل خارجي) فعلى الإطار التنسيقي الموافقة والقبول بمصطفى الكاظمي والإبقاء عليه لولاية ثانية حتى مجيء تلك الإنتخابات البرلمانية القادمة. أما إذا اراد الإطار التنسيقي بمكوناته ومن بينها الميليشيات المسلحة المُكابَرة والمماطلة والعناد والتحدي والتهديد والإستعراض بالكلام واظهار نفسه كمن بيده زمام الأمور في الموافقة على الكاظمي أو رفضه فلن ينفعه ويجديه كل ذلك، ولن يجد إلا أن يوافق على تولي الكاظمي رئاسة الحكومة الإنتقالية الجديدة حتى موعد الإنتخابات القادمة. وقد يدعي أنه يوافق على تولي الكاظمي ولاية ثانية ليس إنصياعا وتنفيذا لإرادة ورغبة الأمريكان ودول اجنبية وعربية بل لترضية واسترضاء زعيم التيار الصدري وجره، ربما، للإشتراك في الحكومة الإنتقالية الجديدة بأي شكل لأنه، زعيم التيار، كان قد وعد الكاظمي بترشيحه لرئاسة الوزراء إذا ما شكل التيار الصدري الحكومة بعد الإنتخابات التي فاز فيها بأكثرية المقاعد … هذا الإدعاء لن ينفع ولا يجدي أيضا، كما نرى. فالصدر لم تعد له، كما يبدو، كلمة مسموعة في المشهد السياسي العراقي بعد انسحابه من البرلمان، ولا يمكن ترضيته أو استرضاءه مرة أخرى، كما في السابق، للعودة إلى العملية السياسية التي انسحب منها أو أُجِبر على الإنسحاب منها ….. والله اعلم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here