“لا تحرقوا أموالكم بالوقود”.. ماذا حصل لمزارعي نينوى بعد الاعتماد على الطاقة النظيفة؟

عاد بستان نجم عبد الله في قرية الفاضلية، شرقي مدينة الموصل، للحياة مجدداً بعد سنوات من العطش والجفاف الذي لحق به وبأشجار الزيتون بسبب قلة المياه وتجهيزها عبر الطاقة الكهربائية، ليلجأ هذا الرجل المسن ومعه مجموعة أخرى من المزارعين في محافظة نينوى إلى حل الطاقة النظيفة عبر منظومة الطاقة الشمسية لتعويض نقص الكهرباء “والمراهنة” على جني ثمار هذا الاعتماد “زراعةً وتوفير كهرباء” مستدامة بدل حرق ملايين الدنانير على الوقود.

ويقول عبد الله انه “كان يعاني الأمرّين طوال السنوات الماضية ويعاني من توفير الوقود لتشغيل مولد الديزل وسحب المياه من الآبار بالإضافة إلى أنه كان يعاني في تجديد اجازة الحصول على الوقود المدعوم من الحكومة”.

ويضيف “بحثت عن حلول كثيرة حتى اقترحوا عليّ شراء منظومة طاقة شمسية تولد الكهرباء من اشعة الشمس وتوفر لي ما احتاجه، وبالفعل قمت بشرائها ونصبها في أطراف البستان ولم اكن اتوقع انها ستوفر حاجتي وكان لدي الكثير من المخاوف لكن بعد مرور عدة أشهر استطيع ان اقول لم اعد احتاج الكهرباء الوطنية ولا اريد حتى حصة الوقود المدعومة من الدولة والمعاناة التي كنت اعانيها في الحصول على هذه الحصة”.

ويمضي عبد الله في توضيح فائدة هذه المنظومة قائلاً انها “توفر الكهرباء لتشغيل غطاس البئر وسقي المزرعة بالكامل وأصبح بإمكاني زراعة مساحات اخرى أيضا، كما انخفضت تكاليفي المادية هذا العام بصورة واضحة، وفي كل الأحوال ستكون البستان مربحة سواء ارتفع سعر الوقود ام انخفض”، مبيناً انه “يستطيع تشغيل المنظومة من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة عصراً وهي تعمل بطاقة كاملة”.

تجربة منزلية

والى بلدة بادوش حيث نصب عبد الله المولى “منظومة منزلية ثمنها 2600 دولار قبل عام وتوفر له 10 امبيرات في النهار و5 امبيرات في الليل”، مبينا أنه “استغنى عن المولدة الاهلية ولا يستخدم الكهرباء الوطنية الا ما ندر”.

ويشير المولى إنه “وفر من هذه المنظومة نحو مليون دينار من مجموع المبالغ التي كان يدفعها كأجور اشتراك لصاحب المولدة”.

اما تجربة أحمد نجيب وهو مزارع في احدى المناطق غربي مدينة الموصل فيوضحها قائلاً انه “اشترى المنظومة قبل عام ونصف وقد عاد اليه ثمنها من خلال توفير ثمن الوقود لا بل انه قام بزراعة 50 دونماً اضافية لأنه بدأ يحصل على واردات جيدة”، ويوجه نجيب “النصح أقرانه من أصحاب الحقول والمزارع بشرائها لأنها توفر الكثير”

ويبين نجيب أن “الإقبال بدأ يزداد على شراء المنظومات بعد ارتفاع أسعار الكاز اويل خلال الاشهر الماضية وبدأ الفلاحون يجدون في هذه المنظومات حلاً جذرياً لمعاناة كانت مستمرة منذ سنوات”، داعياً الحكومة العراقية الى “دعم الفلاحين من خلال تجهيزهم بهذه المنظومات التي ستوفر في النهاية الوقود للدولة والكهرباء الوطنية كذلك”.

الخلاص من حرق الملايين سنوياً

وعن الفائدة المتوخاة من هذه الألواح الشمسية يوضح الخبير في تقنيات الطاقة المتجددة مصطفى محمود إن “العشرات من المزارعين في نينوى بدأوا بشراء هذه المنظومات بعد أن أثبتت نجاحها لديهم”.

ويضيف محمود أن “أسعارها تختلف لكن المنظومات الزراعية الخاصة بالطاقة تكون دون نضائد وتعمل على غطاسات سحب المياه بصورة مباشرة أو تشغيل المرشات ولذلك تكون اسعارها انسب ويتراوح سعر المنظومة التي توفر قرابة 90 امبير مثل منظومة العم نجم الى 10 الاف دولار امريكي وقد يبدو الرقم كبيرا لكنه لا يقارن بحجم مصاريف الوقود خصوصا مع ارتفاع سعر الكاز اويل”.

ويتابع خبير التقنيات أن “أحد أصحاب المزارع الكبيرة في ربيعة، غرب نينوى، اشترى منظومة كبيرة وصل سعرها الى 23 الف دولار لكن راهن على انه سيعوض هذا المبلغ بما يجنيه من منظومة الطاقة الشمسية خلال عامين فقط بدلاً من حرق ذلك في الوقود المستهلك لمولدات الكهرباء والذي وصل سعر البرميل فيه الى 200 الف دينار عراقي”.

ويوضح محمود ان هذه المنظومات فيها ضمان للألواح مدة 10 سنوات والمنظومة قد تعمل لـ 25 عاماً وهذا ما جعل الفلاحين يقبلون على شرائها”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here