بمناسبة يوم ضحايا التعذيب 26 حزيران: الطغاة و تخليد ضحاياهم في القرآن الكريم (ح 1)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في تقرير الأمم المتحدة: لماذا نحتفل في 26 حزيران/يونيه؟ يصادف اليوم الدولي للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب في 26 حزيران/يونيه اليوم التي دخلت فيه اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة، وهي إحدى الأدوات الرئيسية في مكافحة التعذيب، حيز النفاذ في عام 1987. وتصّدق اليوم 162 دولة على هذه الاتفاقية.

ان وضع المتاحف وآثار الظلم والتعذيب في قصور الطغاة هي عبرة للاخرين بان لا يطغوا عند زيارتهم هذه القصور الخاوية كما قال الله عز وجل “فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” (النمل 52). وبهذا تتحقق عدالة الله تعالى بان يسلّط الله تعالى على الظالمين ظلمةً اقوى منهم، او حتى اضعف مخلوقات الله التي لا يفكر بها الظالم تستطيع ان تقضي عليه مهانا كما قال الله جل جلاله “فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)” (الاعراف 33-37) وكما ذكر في الايات المباركة.

عثر في ملعب الشعب الدولي ببغداد في العراق على ادوات تعذيب الرياضيين العراقيين باوامر ابن الطاغية صدام عدي ووجدت نفس النسخة من أدوات التعذيب في مقر فدائيي صدام القريب من الملعب. وقررت اللجنة الاولمبية تحويل الغرفة السرية في الملعب الى معرض صغير يؤرخ ممارسات التعذيب. ومن بين الادوات قناعا حديديا وزنه اربعة كيلوغرامات من قطعة واحدة فيه ثلاث فتحات صغيرة للعينين والانف ثم يعلق الضحايا على رؤوسهم بعد لباسه. وأداة حديدية تسقط على أصابع اليد لتهشيمه. وسلاسل حديدية طولها متر تستخدم للضرب. وتابوت حديدي مغلق فيه مسامير يوضع الضحية داخله ثم يدور التابوت. مع العلم ان هذه الأدوات كانت موجودة أماكن في منطقتي الرضوانية وبسماية. لذلك يتطلب من الحكومة العراقية متاحف صغيرة بحجم غرفة في نفس مواقع التعذيب توضع فيها ادوات التعذيب وبعض المعلومات عن الضحايا و مجرمي التعذيب و صور. يروى بعض لاعبي المنتخب العراقي لصحيفة الجارديان أن عدي كان يتوعدهم حال الخسارة بقطع أرجلهم، ورميهم في أقفاص للكلاب المفترسة. كانت اللائحة التي تحكم الفريق أكثر من قاسية، فكان غياب أي لاعب عن الحصة التدريبية للمنتخب لأي سبب يعني دخول السجن بشكل فوري. وقد كانت الخسارة تعني أن اللاعبين سيواجهون حصصًا مستمرّة من الجلد بالأسلاك المخصصة للتوصيلات الكهربائية، أو ربما كانت الأمور تنتهي بإرغام اللاعبين على الغوص في مياه الصرف الصحي القذرة، بينما جروحهم المفتوحة نتيجة الجلد بأسلاك الكهرباء لم تلتئم بعد.

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته). وتطبيقا لهذا الحديث الشريف فان تشييد نصب لضحايا الظالم في موقع جريمته سيجعله لم يفلت من لعنات محبي الضحايا عليه وعلى الذين ساعدوه على اقتراف جريمته عند زيارتهم النصب. قال الله جلت قدرته “وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا” (الشورى 40).

تحولت مدرسة تول سلينك في عام 1975 من قبل نظام الخمير الحمر واحدًا من أكثر المواقع رعبًا في العالم. كان السجناء يتعرضون للتعذيب بشكل روتيني من أجل إكراههم على الاعتراف بأي جريمة تم اتهامهم بارتكابها. بمجرد اعترافهم وتسمية أي متآمرين، تم إعدامهم بعد ذلك. بعد أن اكتشف الجيش الفيتنامي سجن تول سلينك في عام 1979، تم تحويل السجن إلى متحف تاريخي لإحياء ذكرى أعمال نظام الخمير الحمر في كمبوديا.

جاء في الموسوعة الحرة ويكيبيديا عن انتهاكات مسندة إلى صدام حسين: حملة الأنفال (بالكردية كارەساتی ئەنفال) هي إحدى عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين سنة 1988 ضد الأكراد في إقليم كردستان شمالي العراق، وقد أوكلت قيادة الحملة إلى علي حسن المجيد الذي كان يشغل منصب أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي وبمثابة الحاكم العسكري للمنطقة، وكان وزير الدفاع العراقي الأسبق سلطان هاشم القائد العسكري للحملة. وقد اعتبرت الحكومة العراقية آنذاك الأكراد مصدر تهديد لها. قام بتنفيذ تلك الحملة قوات الفيلقين الأول والخامس في كركوك وأربيل مع قوات منتخبة من الحرس الجمهوري بالإضافة إلى قوات الجيش الشعبي وافواج ما يُسمى بالدفاع الوطني التي شكلها النظام العراقي انذاك لمحاربة أبناء جلدتهم، وقد تضمنت العملية ستة مراحل. وكانت هذه العمليات تستهدف بالإضافة إلى الأكراد الأقليات المختلفة التي كانت تعيش في تلك المنطقة و منهم الآشوريون والسريان والكلدان والشبك والتركمان واليزيديون والمندائيون. العديد من القرى التابعة لهذه الأقليات تم تدميرها بالكامل. نتج عن هذه الحملة ما يلي: ذبح وقتل عدد يتراوح من 50,000 إلى 100,000 من المدنيين غير المقاتلين بمن فيهم النساء والأطفال. تدمير حوالي 4,000 قرية (من أصل 4,655 قرية كردية) في كردستان العراق، بين نيسان 1987 وأغسطس 1988، وتعرض 250 مدينة وقرية كردية للأسلحة الكيميائية. تدمير وهدم 1,754 مدرسة و270 مستشفى و2,450 مسجد و27 كنيسة. محو حوالي 90٪ من القرى الكردية في المناطق المستهدفة. واقام اقليم كردستان العراق نصبا لهذه الجرائم الشنعاء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here