المجاميع الإرهابية تنفذ مشاريع استعمارية

المجاميع الإرهابية تنفذ مشاريع استعمارية، نعيم الهاشمي الخفاجي

هناك حقيقة لا يوجد عالم حر تسوده العدالة والإنسانية، وإنما يوجد عالم تتقاسمه عدد من الدول النووية العظمى والتي تتباين فيما بينها بطريقة التعامل مع الدول التي تتبعها وتسير بفلكها، هناك دول عظمى مثل الصين تتبع أسلوب التعاون الاقتصادي وتبادل المنفعة، والاهتمام في تنمية المشاريع الاقتصادية، وهناك قوة عظمى مثل روسيا تتعامل مع الدول التابعة لها على أساس التعاون العسكري وقليل من الرفاهية الاقتصادية، وهناك قوة عظمى وهي المعسكر الغربي يتعامل بهمجية مع الدول التي تسير بفلكهم وخاصة الدول العربية يعتبرونهم أبقار حلوبة، تجد دول غربية ديمقراطية ليبرالية بالتعامل فيما بينهما ولا يهم هذه الدول الديمقراطية الرأسمالية الليبرالية في دعم أنظمة دكتاتورية وعصابات إرهابية في الدول العربية والأفريقية، يتعاملون مع أنظمة بدوية مقابل جعل البلدان العربية سوق للمنتجات للشركات الغربية….الخ.

بعد دخول الأسلحة النووية أصبح من المستحيل تقاتل الدول النووية بعضها البعض الآخر بشكل مباشر، وإنما يتم دعم معارضات ومؤسسات مجتمعية لتدبير انقلابات عسكرية تستهدف إسقاط أنظمة موالية بشكل خاص تابعة للمعسكر السوفياتي السابق، دعم التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا وليبيا وتونس والجزائر واليمن الغاية إسقاط تلك الأنظمة من خلال دعم العصابات الإرهابية وإيصال ساسة موالين للغرب، لذلك داعش لم تأتي من السماء وإنما تم دعمها في مليارات الدولارات وتجهيزها في بأحدث الأسلحة والمعدات، مؤامرة داعش كانت محاولة انقلابية تمت بدعم خليجي حسب قول هيلاري كلينتون وبرضا امريكي، المرجعية أصدرت فتوى الجهاد الكفائي وأسقطت المشروع الداعشي في العراق وكانت لهزيمة داعش بالعراق أيضا خسارة لداعش في سوريا، دعم العصابات الإرهابية في العراق وسوريا كانت محاولة الوصول إلى السلطة، أو بالقليل تأسيس كيانات مسلحة تحتل محافظات عراقية وسورية لجعل العراق وسوريا من الدول الفاشلة ودعم فئات سياسية من الجانب الغربي للوصول إلى السلطة، التدخل الروسي المباشر للدفاع عن مصالح روسيا انقذ الدولة السورية من السقوط، المشروع الإرهابي نجح في ليبيا بفضل التدخل الغربي الذي حسم الصراع بين المجاميع الإرهابية المسلحة وقوات الدولة الليبية المتمثلة في قوات نظام معمر القذافي.

وايضا في اسم الثورات العربية ورغم استسلام عمر البشير لدول الخليج وإرسال جيشه لقتل الشعب اليمني لكن تم إسقاط النظام السوداني المحسوب على روسيا.

كل هذه الأحداث المؤلمة وسفك الدماء لم يتم إسقاط الأنظمة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بل تم اتباع أسلوب دعم مشاريع استعمارية في اسم مرحلة جديدة في ما يسمى في الثورات العربية التي شهدها العراق ولبنان لاستهداف القوى المقاومة في اسم التغير، ورغم الدعم المالي والإعلامي واللوجستي لكن فشلت تلك المخططات، في لبنان بفضل ذكاء البيئة المجتمعية اللبنانية والعراق فشلت المؤامرة ليس بذكاء البيئة المجتمعية الشيعية العراقية وإنما بقدرة قادر سقطت الأوراق والاقنعة.

فشلت كل مشاريع التآمر من خلال الانتخابات في لبنان والعراق والجزائر، بقيت الأمور كما هي ولم يتم إيصال أنظمة سياسية مطبعة في تلك البلدان. رغم الدعم المالي واللوجستي والاعلامي وشراء الذمم سقطت أهداف مظاهرات تشرين حيث سقطت المؤامرة الدولية وأخفقت وفشلت فشلا ذريعا في إيصال المطبعين للسلطة، انا ككاتب وصحفي تعرضت للظلم من نظام البعث السابق وكذلك تعرضت للظلم والجور من النظام السياسي الحالي الذي وصل للسلطة بعد التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ لكن انا اكتب الحقيقة بعيدا عن المصالح الشخصية، نعلنها وبصراحة لقد فشلت المؤامرات والتي اتخذت شعار الثورات الشعبية المطالبة في العدالة من

تغيير طبيعة أنظمة الحكم في الدول المذكورة، بتضحيات الحشد والقوات الأمنية بالعراق وسوريا ورغم إجرام القوى الوهابية بحق الشيعة والمسيح والايزيدية بالعراق وشرق وشمال سوريا لكن تم هزيمة القوى الإرهابية ولم يبقَ اليوم مما كان «دولة الخلافة» الداعشية سوى بؤر في صحاري العراق الغربية المتاخمة إلى سوريا والقريبة من وجود قوات التحالف الدولي في التنف والحسكة ولولا هذا الوجود لتم سحق البؤر الإرهابية الداعشية خلال ساعات، بعد هزيمة المشروع الداعشي قام أردوغان في دعم عصابات وهابية تكفيرية تؤمن بفكر القاعدة وداعش مثل «هيئة تحرير الشام» (النصرة والقاعدة سابقاً).

لم يأتِ دعم المجاميع الإرهابية في العمل على إسقاط الأنظمة المستهدفة في الدول التي ذكرناها سابقا ومحاولة استبدال أنظمة الحكم من فراغ، بل هناك دعم دولي استعماري فاقد للضمير الإنساني والأخلاقي، بالحالة العراقية نجحت قوات الحشد والقوات الأمنية العراقية هزيمة دولة البعث واجهزتها الأمنية والقمعية ومعهم تحالف حركات الإخوان ومعهم كل الفصائل من الإسلاميين الوهابيين من قطعان جهاديين عراقيين ومعهم ارهابيين تم جلبهم من ١٠٠دولة من دول العالم، لذلك هناك حقيقة ماجرى من قتل بالعراق وكان ولازال من تنفيذ فلول البعث الوهابي وإن «داعش» و«جيش الإسلام» وفيلق عمر والنقشبندية كلها واجهات بعثية طائفية حملت السلاح لرفض مشاركة الشيعة في الحكم بالدولة العراقية وحتى ولو بطرق محاصصاتية، مضت مايقارب عشرين عام والإرهاب يضرب العراق ويستهدف ابناء المكون الشيعي لكن عجز فلول البعث من إسقاط التحالف الحزبي والقومي الحاكم في بغداد بفضل وجود المرجعية الشيعية وفتوى الجهاد التي أسست قوات حشد.

عجزت كل المجاميع الإرهابية والمنظمات التي ترفع الشعار المدني والتي تأسست لمحاربة الشيعة في اسم حكم الأحزاب الشيعية التي تولت السلطة في العراق بعد 2003، تصوروا رفعوا شعارات محاربة المحتل وكانت ولازالت مفخخاتهم تستهدف التجمعات المدنية الشيعية العراقية، قبل ايام مقاتل بالحشد ذهب في بلدة اسمها المدائن يوجد شارع خياطين معظم الخياطين من المكون السني أراد هذا المقاتل خياطة قميص له جميع الخياطين رفضوا خياطة قميصه بحجج واهية شاهده مواطن قال له هؤلاء يرفضون خياطة القميص لأنك مقاتل بالحشد وشيعي ينظرون لك ليس كمواطن عربي عراقي وإنما بنظرهم انت ايراني.

كل جرائم القتل التي حدثت بالعراق وقعت ضمن حواضن المكون البعثي بل تم اكتشاف مئات معامل التفخيخ بل هناك الكثير من الأصدقاء السنة قالوا من حكم مناطق المكون السني هم دولة البعث السابقة ومعهم التحالف الإخواني الوهابي التكفيري، بكل الأحوال ماحدث بالعراق وسوريا واليمن وليبيا والجزائر وتونس والسودان واليمن ليس لدعم الديمقراطيات وإنما استهداف أنظمة كانت مصنفة على المعسكر السوفياتي وإيصال أنظمة مطبعة متصهينة.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

30/6/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here