بمناسبة يوم ضحايا التعذيب 26 حزيران: الطغاة و تخليد ضحاياهم في القرآن الكريم (ح 3)

بمناسبة يوم ضحايا التعذيب 26 حزيران: الطغاة و تخليد ضحاياهم في القرآن الكريم (ح 3)

الدكتور فاضل حسن شريف

تحويل المواقع التي حصل فيها اجرام الطغاة من تعذيب وقتل الضحايا كمواقع اجهزة امنهم واستخباراتهم الى متاحف تظهر اجهزة التعذيب و الرسوم والعروض وكتيبات للاطلاع حتى تظهر سيئات ما كسب الطغاة كما قال الله عز من قائل “وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَٰؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا” (الزمر 51)، و “فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ” (النحل 34).

الحروب مع جيران العراق هي احدى جرائم صدام وزمرته في العراق. جاء في الموسوعة الحرة ويكيبيديا عن انتهاكات مسندة إلى صدام حسين: حرب الخليج الثانية تسمى كذلك عملية عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت (17 يناير إلى 28 فبراير 1991). اختلفت التقارير في إحصاء الخسائر العراقية، لكنها في المتوسط شملت: ما بين 70,000 إلى 100,000 قتيل. حوالي 30,000 أسير. تدمير 4,000 دبابة و 3100 قطعة مدفعية و 1856 عربة لنقل القوات. تدمير حوالي 240 طائرة. وصلت بعض تقديرات عدد خسائر المدنيين 200,000 لان عدداً كبير من المدنيين تم استعمالهم كدروع بشرية لمنع قوات التحالف من قصف المواقع العسكرية. تدمير بنية العراق التحتية نتج عن الحرب الجوية تدمير 96% من مولدات الطاقة الكهربائية لتعيد مستويات إنتاج الكهرباء في العراق لما قبل عام 1920. يعتبر حصار العراق نتيجة مباشرة لحرب الخليج الثانية. تم فرض عزلة شديدة على العراق إثر قرار هيئة الأمم المتحدة فرض عقوبات اقتصادية خانقة عليها استمرت ثلاثة عشر عاماً عانى منها البلد بشدة. وكان للحصار تأثير كبير شمل جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فقد أدى الحصار إلى ارتفاع نسبة التضخم ليصل إلى 2400% في عام 1994. كما أدى الحصار إلى هجرة أكثر من 23 ألف باحث وطبيب ومهندس عراقي إثر انخفاض معدلات أجر الفرد. ووصل معدل راتب الموظف العراقي الشهري 3 دولار فقط وهو ادنى أجر في كافة انحاء العالم. وقد صاحب الحصار ارتفاع معدلات وفيات الأطفال وسوء التغذية وانخفاض معدلات التحصيل العلمي. فقد تعرض آلاف الاطفال شهرياً للوفاة نتيجة سوء التغذية والأمراض.

ومن احداث يوم القيامة ان الارض ليس كارض الدنيا والمجرمون الذين قاموا بالتعذيب في الدنيا يومهم لا يحسد عليه “يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ” (ابراهيم 48، 49) و ” انَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا” (الكهف 29). ان الظلم لامر عظيم والله تعالى يضع للظالمين نهاية مظلمة في الدنيا والآخرة. والإمام الحسين عليه السلام دعا على قاتله ان يحشره مع الظالمين.

وكانت وزارة الداخلية العراقية قد قررت في عام 1980 تسفير من وصفتهم بـالإيرانيين الموجودين في القطر وغير الحاملين للجنسية العراقية وكذلك المتقدمين بمعاملات التجنس أيضاً ممن لم يبت بأمرهم، والمقصود بهم العراقيين من التبعية الإيرانية. ونص القرار وقتها على الاحتفاظ بالشباب الذين تتراوح أعمارهم من 18-28 سنة في مواقف المحافظات إلى إشعار آخر، كما أكد القرار على فتح النار على من يحاول العودة إلى الأراضي العراقية من المسفرين والذين جرى إلقائهم قرب الحدود الإيرانية في أوضاع بالغة السوء، بعد أن نهبت ممتلكاتهم وجرى أسر أبنائهم الذين تتراوح أعمارهم بين 18-28 عاماً وتم أخذهم كرهائن. وان هؤلاء الشباب تم اجراء التجارب الكيميائية عليهم بدل الفئران وآخرين وضعوا في مقدمة الجبهات عند الهجوم بحيث يقتلون جميعا حماية للجيش الصدامي، وغير ذلك من اعمال الابادة بحيث لم يبقى من آلاف الشباب الفيلي المحتجز احد. أن النظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين، اعتقل آلاف الأسر من الكرد الفيليين مع اخرين من التبعية الايرانية يقدر عددهم المليون شخص وزجهم في السجون وأعدم شبابهم وأجرى التجارب الكيميائية عليهم، فضلاً عن ترحيلهم إلى إيران ورميهم في مناطق حدودية مزروعة بالألغام، إضافة إلى مصادرة أملاكهم وأموالهم المنقولة وغير المنقولة، إلا أن أبناء هذه الشريحة يشكون من عدم حصولهم على استحقاقاتهم وتعويضهم بشكل يوازي ما تعرضوا له من إبادة جماعية.

ويعتقد أستاذ التاريخ السياسي الدكتور عصام كاظم الفيلي أن محنة الأكراد الفيلية في العراق تعد من أكبر المآسي في العالم. وتشير الوثائق عام 1965 إلى أن الأكراد الفيليين يشكلون عماد الاقتصاد في الحياة الاقتصادية العراقية. يقول الكاتب والمحلل السياسي كفاح محمود عن أسفه الشديد لأنه وبعد ما يقرب من عقدين على سقوط نظام الرئيس صدام حسين الذي هجّرهم، لم يتلقَ غالبيتهم التعويض، بل إن الكثير منهم ما يزال يخضع لتلك القوانين التي تم تهجيرهم بموجبها ولم يتم إلغاؤها أو تعديلها، ويعاني معظمهم من إحباط كبير خاصة الذين يعيشون في بغداد أو محافظات الوسط والجنوب. بدوره يؤكد الكاتب والباحث شيرزاد شيخاني على أن الإجراءات التعسفية زادت من معاناة الفيليين حتى بعد عام 2003، ففقدان الوثائق الرسمية التي تثبت انتمائهم العراقي، وكذلك تجاهل الأحزاب والقوى العراقية التي تسلمت السلطة بعد سقوط النظام السابق، زادا كثيرا من المعاناة الأصلية لهؤلاء. ويعتقد عبد الصمد أسد مؤسس صحيفة نداء الكرد، عدم وجود تحركات جادة من أجل إعادة الاعتبار لهذا المكون في المستقبل المنظور.ويختم أسد بالحديث عن مأساة عائلته، ومنهم أولاد شقيقته وابن شقيقه داخل سجن أبو غريب وهم من الشباب الذين لم يعثر على أثر لهم في المقابر الجماعية. ويسترسل بالقول “تم اعتقالهم في عام 1982 بعد تهجير أهلهم إلى إيران، وكنت وشقيقي اللاعب الدولي السابق محمود أسد في لندن عام 1980، وقد تم تهجير خالي مع أول دفعة من التجار واعتقل ابنه الذي كان يخدم في الجيش، وأعدم مع أولاد شقيقتي الثلاث وابن شقيقي، لافتا إلى أنه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here