الدوحة حلقة الوصل مابين واشنطن وطهران،

 نعيم الهاشمي الخفاجي

أعلنت الخارجية القطرية عن ترحيب الدوحة باستضافة جولة محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران برعاية منسق الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي. وقال المستشار الإعلامي للفريق النووي الإيراني إن «إيران اختارت قطر لأنها دولة صديقة».

المفاوضات عقدت ولم يكلل لها النجاح بسبب رفض أمريكا العودة إلى الاتفاق النووي والذي انسحب منه ترامب والذي تبنى قرار الانسحاب من الاتفاق النووي في دعايته الانتخابية وتحدث بذلك بالصورة والصوت.

عندما حاصرت دول الخليج قطر وارادوا احتلال الدوحة لم يبقى إلى قطر سوى ايران، ورغم شتائم قناة الجزيرة القطرية إلى إيران والشيعة لكن إيران مدت يد العون لدولة قطر، هذا الموقف الإيراني قابله أمير قطر والكثير من ابناء شعب كيطر أو قطر بالاحترام والتقدير، ربما الإعلام الخليجي صور اجتماع الدوحة مابين وفد ايراني وامريكي مثل اجتماعات حركة  طالبان الوهابية صنيعة السعودية والمخابرات الغربية لدول الناتو، طالبان صنيعة استعمارية لذلك شيء طبيعي تفوض الدوحة بأن  تكون  مقراً للمفاوضات بينها وبين الولايات المتحدة، مفاوضات طالت سنوات انتج عنها  انسحاب أميركي من أفغانستان لا يمكن أن ينساه العالم، راينا كيف بيع الشعب الأفغاني وسلم تسليم يد بطريقة محترفة إلى حركة طالبان، رأينا فرار عشرات آلاف الأفغان إلى مطار كابل بمنظر مقزز كشف لنا زيف تصدير الديمقراطية إلى أفغانستان والعالم…….الخ لازلت الصور ماثلة وتداعياته واضحة إلى اليوم، والغد والى بعد مئات السنوات، بل ماحدث في افغانستان يلزم كل المخدوعين من السذج الثقة بالدعم الغربي لنشر الديمقراطية في العراق وسوريا وليبيا ……الخ. الدور القطري في المفاوضات مابين إيران وامريكا مجرد نقل رسائل فقط على عكس طالبان الوهابية التي ترتبط مع دول الخليج في الفكر الوهابي الذي صنعه الاستعمار، الطرف الإيراني مطالبه محصورة في عودة  الإدارة الأميركية إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات، قبل بدء المفاوضات في الدوحة  قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده: «لن نتفاوض حول المسائل النووية التي تمت مناقشتها في فيينا، وسنتناول النقاط العالقة في مسألة رفع الحظر والعقوبات».

وقال زاده: «ليس هناك اتفاق على أي شيء، حتى يتم الاتفاق على كل شيء».

قائمة العقوبات الأمريكية كثيرة تمت بتحريض من اللوبي الصهيوني وبدعم مالي وهابي سعودي، بل ترامب فرض عقوبات على الإمام علي بن موسى الرضا ع وهو لايعلم أن الإمام علي بن موسى الرضا ع غير موجود في عالمنا المادي الحالي بل توفى قبل أكثر من ١٢٠٠ سنة، هناك من محليلين من بدو الخليج يقولون أن إيران  بالغت وتمادت بالتسويف والمماطلة في اتفاق فيينا، وأضاعت فرصة الاندفاع الأميركي لإنجاز ذلك الاتفاق، وبأي شكل من الأشكال.

هذا الكلام ساذج، لاتوجد مصلحة مابين الشعب الأمريكي لشن حرب ضد الشعب الايراني، وإن تضخيم خطر إيران كذبة كبرى وإنما هناك مصالح صهيونية وهابية لمعادات إيران لأسباب دينية ومذهبية فقط، الاعلام البدوي الوهابي يتحدث بوجود  عوامل يصفها اليوم بالقول  لا يمكن تغافلها في المنطقة، ومنها العامل الإسرائيلي الفعال، نعم اقول إلى هذا المحلل كل ماجرى ويجري بالمنطقة بسبب التحريض الصهيوني الذي يشعر ورغم تطبيع غالبية أنظمة وشعوب العربان مع إسرائيل انه كيان غريب لايستطيع العيش بالمنطقة بدون تدمير العراق وسوريا ولبنان واليمن وإيران والجزائر ووووو …..الخ

شر البلية مايضحك، لأجل الخوف الصهيوني يجب تدمير كل شعوب المنطقة وتجزئتها.

لاتوجد مطالب خليجية وعربية من موضوع الاتفاق النووي مع إيران، دول العرب والخليج خارج مجال صناعة السلم العالمي، بل  القمة السعودية  الأميركية، ومعها القمة الخليجية العربية – الأميركية المرتقبة في جدة الهدف من هذه القمة تسليم قيادة دول الخليج إلى بني صهيون قبل الانسحاب الأمريكي من المنطقة والتي باتت غير مهمة إلى أمريكا بعد أن أصبحت أمريكا المصدر الأول للبترول والغاز بالعالم، لكن هذا لايعني أن أمريكا تترك دول الخليج وبقية الدول العربية والتي تبقى مكان ممتاز لبيع منتجات الشركات والمصانع الغربية وتبقى أموال دول الخليج في المصارف والبنوك الأمريكية والغربية، ويتم إعطاء دول الخليج الأموال التي تسد مرتبات الموظفين فقط، والباقي يتم أخذه كأسعار إلى البضائع والاسلحة الأمريكية والغربية التي تباع لدول الخليج.

بكل الأحوال المفاوضات تطول سنوات وهي ليست طلابة عشائر يتم الجلوس في مضيف فلان شيخ  ويتم نحر خراف وطليان وتنتهي بتبويس اللحا والتراضي وإنما المفاوضات مابين الدول تستغرق سنوات وربما عقود من الزمان، بل مفاوضات طالبان مع واشنطن الودية والأخوية التي أقيمت في قطر استغرقت سنوات، فما بالكم مفاوضات واشنطن مع طهران وخاصة أن واشنطن هي التي انسحبت من الاتفاق النووي، وعلينا أن نتذكر لاتوجد مصلحة للشعب الأمريكي في شن حرب ضد الشعب الإيراني، بل هناك الكثير من الكتاب الامريكان يعرفون الحقيقة أن إيران لم ولن تستعمل أسلحة دمار شامل في استهداف أهداف مدنية، لأن العقيدة وفق المذهب الشيعي التابع إلى مدرسة آل بيت رسول الله ص يحرم ويجرم قتل الأطفال والنساء، نعم أن العدو الحقيقي لإيران هو اللوبي الصهيوني المتحالف مع دول البداوة الوهابية، لذلك الادارات الأمريكية غير قادرة على اتخاذ قرارات بالعودة إلى الاتفاق النووي بسبب نشاط اللوبي الصهيوني وتأثيره على السياسات الخارجية إلى الادارات الامريكية، شاء القدر أن تصبح اسرائيل في فلسطين ومن يقود دولة إسرائيل صهاينة متطرفين وليسوا يهود مسالمين أتت بهم الظروف للهجرة إلى فلسطين ويريدون العيش المشترك بدون حروب مع ابناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، يهود اليوم بغالبيتهم هم ابناء واحفاد إلى عوامل يهودية هاجرت وهجرت إلى فلسطين منذ أكثر من سبعين وثمانين عام لذلك كل من هاجر وهجر من اليهود إلى فلسطين قبل ثمانين او سبعين عام فهم اموات، لذلك الصهاينة المتطرفين يرون أن كل قوة عربية واسلامية تشكل خطر عليهم وحتى لو كان موقع هذه القوة في القطب الشمالي المتجمد، الأشياء  واضحة في المفاوضات سواء التي أجريت في فيينا أو في الدوحة لحد  الآن ، المفاوض الإيراني يطالب واشنطن بالعودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات، مفاوضات الدوحة لم يمضي عليها سوى عدة ايام، بينما مفاوضات طالبان مع واشنطن في قطر استغرقت سنوات، وايضا بسقف مفتوح وغير محدد رغم وجود تعاون عقاىدي وهابي مع حلف الناتو، بل الشيخ الإخواني المتوهب يوسف القرضاوي عين بوظيفة مفتي الناتو للشؤون الإسلامية في اصدار فتاوى قتل وتدمير شعوب عربية ترفض التطبيع المجاني مع بني صهيون، الكثير من المراقبين من الكتاب والصحفيين لايراهنون على وجود اتفاق مابين الإدارة الأمريكية وإيران لأن الاتفاقات الأمريكية يتم نقضها من الإدارة الأمريكية التي تصل الى البيت الابيض، لذلك لافائدة من وجود مفاوضات ولاقيمة لها ،  رأينا كيف سلمت الإدارة الأمريكية الشعب الأفغاني إلى حركة طالبان الوهابية الظلامية، وحتى لو توصلت واشنطن وطهران في الدوحةالى اتفاق فهو يكون اتفاق هشاً يتم نقضه من الإدارة الأمريكية الجديدة، تبقى  واشنطن، تخضع إلى تأثير اللوبيات الإسرائيلة المعادية إلى ايران، حتى لو تم التوصل لاتفاق في الدوحة فإنه لاينفذ يبقى تحت تأثير اللوبيات الصهيونية والرشاوى الوهابية الخليجية المليارية.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

3/7/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here