بشاعة قتل النساء

بشاعة قتل النساء، نعيم الهاشمي الخفاجي

نقلت وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي وقوع عدد من الضحايا، نساء عربيات، تم قتلهن بطرق قبيحة، من ضمن الأسماء التي تم تداولها أسماء شيماء جمال، لبنى منصور، إيمان ارشيد، ونيرة أشرف التي أقام عليها حد القتل وفق الشريعة الإسلامية الوهابية زميل لها طالب جامعي بسبب عدم ارتدائها الحجاب الإسلامي في جامعة المنصورة في مصر، الغالبية الساحقة من الضحايا وقعن ضحايا لأسباب انتقامية من منطلق عائلي، أشخاص إما كانوا أزواجا للضحايا، أو لأسباب دينية ترتبط بالشريعة الإسلامية حسب العقيدة الوهابية مثل الشهيدة نيرة أشرف التي ذبحها وهابي عفن، الكثير من الضحايا من النساء تم قتلهن بسبب رفض الكثير من النساء القتيلات الارتباط في أشخاص همج رعاع.

الوهابية تنظر إلى المرأة بنظرة بدوية وليست نظرة إسلامية! فهي في نظرهم مخلوق أقل من الرجل في الكرامة، وأقل منه في الحقوق، وأكثر منه في الواجبات، ومن حقه أن يضربها إذا اختلفت معه في الرأي أو عصت أوامره، أو اعترضت على زواجه عليها، وٕاذا سارت النساء والرجال في الطريق كخروجهم من المسجد بعد الصلاة، فلا تسير المرأة في وسط الطريق فهذا حق للرجال وحدهم، ولكن يسرن بحافة الطريق وبجوار الحائط، والمرأة المطيعة والمثالية عندهم التي تلتصق بالحائط حتى تلصق ملابسها بالجدار .. والمرأة لا تطلب العلم والعمل إلا بإذن زوجها .. ويحرم عليها منافسة الرجال في العمل لما يؤدي إلى بطالتهم.

نقل موقع إيلاف السعودي الفتوى التالية ( أصدر الشيخان السعوديان عثمان الخميس وسعد الغامدي فتوى تحرم الانترنت على المرأة «بسبب خبث طويتها». وأضافت الفتوى «لا يجوز للمرأة فتح الانترنت الا بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها»).

المصدر: جريدة القبس الكويتية

الخميس 6 شوال 1425 هـ ـ18 نوفمبر 2004 السنة 33 العدد 11294 الكويت

واهم من يعتقد أن من نفذوا جرائم القتل أشخاص لايقرأون ولايكتبون، على سبيل المثال آخر ضحية من ضحايا جرائم القتل التي أعلن عنها، كانت من حصة المذيعة المصرية المصرية شيماء جمال، كانت تعمل بإحدى القنوات التليفزيونية المحلية، وبسبب جمالها تقدم إليها شخص للزواج يعمل قاضي في إحدى المحاكم المصرية، بعد الزواج دبر إليها زوجها سعادة القاضي والذي يعمل في احد أبرز الهيئات القضائية جريمة قتل استوحاها من كثرة الجرائم المرتكبة بحق الضحايا من النساء التي شاهدها خلال عمله في المحاكم المصرية، اختار طريقة شيطانية قام بقتلها ودفنها في حديقة المنزل، وبلغ أن زوجته اختفت لكن الشرطة المصري. لديها خبرة قوية في كشف الجرائم، ضابط التحقيق فكر في البحث عن جثة الضحية في بيت زوج الضحية واكتشف الجريمة.

قضية القتل المتتالي والمتواصل للنساء في المنطقة العربية، ليس جديدا، بل حدثت آلاف جرائم القتل للنساء كزوجات أو وقعن في قصص حب غرامية مع أشخاص متوحشين وبعد انقضاء قصة الحب وعدم التوصل إلى اتفاق حول الزواج، تم قتلهن، رأيت حادثة وقعت في إحدى الدول الاوروبية، شابه …. تعرفت على شاب عربي مسلم، ارتبطت معه في صداقة، اختلف معها، شاهدها بمعية صديق جديد لها، هاجمها حفيد عدنان وقحطان وربما حفيد كورش بسكين أصابها عشرين أصابه واحدة من ضربات السكين وقعت في ساعتها وتوقفت الساعة، الشرطة عرفت وقوع الجريمة بفضل سكين هذا الوحش الكاسرالذي اصاب الساعة اليدوية للضحية وتسبب بعطلها، ثمة سؤال لماذا يقدم الرجال على قتل زوجاتهم، أو المرأة التي يسعون للارتباط بها، بدلا من سلوك الطريق المعتاد والمتعارف عليه، وهو الطلاق والافتراق بالمعروف، في حالة الزواج، أو فسخ الخطبة، أو ترك الصديقة والعشيقة بالحالات لمن يعيش في ظروف الدول الأوروبية أو المشابهة لها، هل الجرائم سببها جينات وراثية أم أنها مستوردة من الخارج بسبب سماع قصص القتل من خلال وسائل الإعلام، الواقع على الأرض يقول ان للعرب تاريخ دامي في مسلسل قتل النساء لأسباب ربما تافهة، رأيت قصة لضحية شابة عراقية تحمل لقب معروف عائلتها هربت من العراق إلى الاردن بحقبة حكم نظام البعث، شاب فلسطيني تقدم لخطبتها، البنت رفضت، ولم ترتبط معه في اي علاقة لا من قريب ولا من بعيد، ذات يوم قام هذا الشاب الفلسطيني في اقتحام منزل العائلة في العاصمة عمان وبيده مسدس قام بقتل الشابة المسكينة ووجه طلقة مسدسه إلى رأسه ومات، قبل فترة ذكرت الصحف العراقية جريمة إقدام ضابط أمن من كردستان على قتل زوجته وأربعة من أفراد أسرتها، الأخ الكاكه نفذ جريمة إبادة جماعية.

لم يختصر قتل النساء على العرب فقط بل يوجد بكتب التاريخ صفحات سوداء في تاريخ البشرية، في اضطهاد المرأة والتعامل معها أنها مخلوق ليس من الصنف البشري، فعند الإغريقيين قالوا عنها، شجرة مسمومة، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان، وتباع كأي سلعة متاع، وعند الرومان قالوا عنها، ليس لها روح ، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار، وتسحب بالخيول حتى الموت

وعند الصينيين قالوا عنها : مياه مؤلمة تغسل السعادة، وعند الهنود قالوا عنها : ليس الموت ، والجحيم ، والسم ، والأفاعي ، والنار ، أسوأ من المرأة ، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها ، بل يجب أن تحرق معه، وعند اليهود، قالوا عنها لعنة لأنها سبب الغواية، ونجسة في حال حيضها ، ويجوز لأبيها بيعها، وعند بعض أجزاء الديانة المسيحية على سبيل المثال، عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث، هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان، وهل لها روح أم ليست لها روح، وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية، وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها، وأخيراً، توصل المجتمعون إلى قرار على أنَّها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب، وأصدر البرلمان الإنكليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) لأنَّها تعتبر نجسة

وعند العرب قبل الإسلام : تبغض بغض الموت ، بل يؤدي الحال إلى وأدها، حتى أن شخصية إسلامية قام بوأد امرأة أي دفنها حية، ونزلت آية قرآنية بسبب تلك الجريمة البشعة وإذا الموؤدة سألت بأي ذنب قتلت، الدين الاسلامي من ناحية المبدأ عمل على تحــــــــرير المـــــــــرأة وضمان حقوقها المشروعة

(( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف ))نزلت آية ((ٍ وَعَاشِــــــــــــــــرُوهُــنَّ بِالْمَعْرُوفِ))نزلت آية (( فَـــلا تَعْضُلوهُنَّ ) وآية (( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَـدَرُهُ)) و (( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْــثُ سَكَنْتُـــــــمْ مِنْ وُجْدِكُــــمْ )) و (( وَلا تُضَــــــــارُّوهُنَّ لِتُضـــــَيِّقُــوا عَلَيْهِــــــــــــنَّ )) و (( فَآتُـــوهُنَّ أُجُـــــورَهُنَّ فَــرِيضة )) و (( وَلِلنِّسَـــــاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُــونَ )) و (( وَلِلنِّسَـــــــــــاءِ نَصِيــــــبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ )).

اذا قرأنا جرائم القتل بحق النساء بالعالم العربي لم ولن نتفاجىء بأخبارالقتل والجرائم وإن كانت صادمة للشعور الانساني المتعلقة بقتل النساء، مثل ماحدث في مصر جريمة مقتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف طعناً وذبحاً بالسكين من قبل زميلها الوهابي في الجامعة، أمام أنظار الجميع بالقرب من باب الباص الذي أقلها ومن معها، الجريمة نقلت بمواقع التواصل الاجتماعي وخلقت تعاطف كبير مع الضحية، وأصبحت جريمة قتل الشابة نيرة خبراً عالمياً، وقضية رأي عام، مما سرع من محاكمة القاتل وتم اصدار حكم الإعدام بحقه وإحالة أوراقه للمفتي، كما هو المعتاد في مثل هذه الحالات بالقضاء المصري، لكي يتم اعدامه، تبعتها في مصر أيضا مقتل المذيعة المصرية شيماء جمال والعثور على جثتها مدفونة في حديقة منزل زوجها والذي يعمل قاضي كبير، حدثت قبل ايام جريمة قتل الطالبة الأردنية إيمان أرشيد على يد شاب اردني وهابي موتور أعلن صراحة لها نيته بقتلها أمام بوابة الجامعة، أسوة بالطالبة المصرية (نيرة) وأقدم على تنفيذ تهديده، لكن بطريقة ليست بطريقة السلف بالسكين والسيف وإنما بطلقات مسدس، وقام بنحر نفسه مثل زميله الأردني الذي قتل الشابة العراقية التي رفضت الارتباط به وقام بالانتحار، لكن الفرق بينهم أن الأخير هرب وهو يحمل مسدسه بيديه وتابعته الشرطة الأردنية وحاصروه في زريبة بقرية فقام بقتل نفسه، هذه جرائم ليست جديدة على المجتمعات العربية، وليسا غريبة وشاذة، بل هي موجودة منذ مئات السنين، إن جرائم قتل النساء العربية باتت من طبائع الأمور منذ قديم الزمان عند العرب الأزل، وجرائم القتل متكررة مثل تكرار صلواتنا اليومية الخمسة ومثل الليل والنهار وتناول الفطور والغداء والعشاء، الشيء الجديد ينحصر في وجود التغطية الإعلامية، جرائم داعش والقاعدة في السبي والذبح ليست جديدة فهي موجودة لدى المذهب الحنبلي ومن خلال فتاوى أمام المفخخين احمد بن تيمية وقتل ملايين البشر وسبيت النساء….الخ الجديد في عصرنا وجود اعلام ومواقع تواصل اجتماعي…الخ

بل هناك محاولات من الإعلام البدوي الوهابي بمنع الميديا والسوشيال ميديا من نقل اخبارجرائم القتل والذبح والسبي للتغطية على الجرائم، قبل أيام موقع دويتشه فيله الألماني، نشر تقرير عن قتل النساء في تركيا حيث تم قتل ٣٠٠مراة تركية خلال ست أشهر فقط هذا التقرير تسبب في استياء تركيا بعد أن كشف التقرير قيام السلطات التركية في إغلاق مئات الملفات في هذه الجرائم على أساس أنها حالات انتحار.

في العالم العربي يوميا يقتل الكثير من النساء في تهم واهية، تهمة المساس بالشرف، تتركتب جرائم قتل مروعة بحق نساء في العالم العربي، في الأردن اذا اتهمت المرأة بالزنا، يتم وضع جمرة نار على لسانها واذا اللسان احترق يتم قتلها لثبوت الزنا، وإذا كانت محظوظة ولم تظهر آثار تجمع مياه على مكان الحرق تكون بريئة وشريفة….الخ من الهراء، وبما أن غسل العار يخص العائلة والعشيرة يتم قتل الضحية وإن كانت بريئة وسط رضا ومؤآزرة ابناء العشيرة لغسل العار، تهمة غسل العار بحد ذاتها يجعلها كافية لعدم تدخل مباشر او غير مباشر من الأصدقاء والأقارب والجيران لإنقاذ الضحية، بل وضعوا شرط مستحب بشكل مؤكد أن يتم قتل الضحية علانية أمام الملأ.

في الختام ‏العرب قديما كان الرجل لا يبيع الحصان الذي ركبته زوجته بل يذبحه لكي لا يركبه رجل آخر من شدة غيرته، حسب قول من يريد طمر حقيقة التخلف، وكان العرب عند دفن المرأة تجد أهلها يتزاحمون على حافة القبر لكي لا يقترب أحد من غيرهم إلى القبر.

لاتلوموا الشاب المصري الوهابي الذي قتل نيرة بسبب عدم ارتدائها الحجاب الإسلامي فهذا شيخهم ابن باز أصدر فتوى يقول ( الشيخ بن باز من المعلوم أن احتجاب المرأة المسلمة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دل على وجوبه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح.. أن رأس المرأة وشعرها وعنقها ونحرها ووجهها مما يجب عليها ستره عن كل من ليس بمحرم لها وأن كشفه لغير المحارم حرام.. وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة منها الفتنة التي تحصل بمظهر وجهها وهي من كبر دواعي الشر والفساد ومنها زوال الحياء عن المرأة وافتتان الرجال بها،).

بعض مشايخ الوهابية أجاز للزوج أكل زوجته إذا جاع، حسب النظرة الوهابية للمرأة أنها مخلوق واجبه إشباع غريزة الرجل الجنسية وإعداد الطعام وهي كسلعة من المواد الغذائية والأواني الموجودة في مطبخ البيت، من تسبب ويتسبب في قتل النساء لأسباب دينية هم بغالبيتهم شباب ساذج خدعتهم سفارات السعودية ومؤسساتها الدينية التي نشرت الوهابية بكل أصقاع العالم.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

2/7/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here