تحذيرات من انتشار الفوضى في العراق

هدى جاسم (بغداد)

أثارت الأزمات السياسية في العراق، وانسحاب «التيار الصدري» من العملية السياسية، الكثير من التداعيات من شأنها إثارة موجة ثانية من الاحتجاجات بعد أحداث أكتوبر عام 2019، وسط تحذيرات من اللجوء للسلاح خلال الاحتجاجات.
ورغم مرور أشهر على إجراء الانتخابات المبكرة إلا أن تعقيدات كبيرة وتحديات أفرزتها المرحلة الراهنة أمام القوى السياسية.
ومع توعد مقربين من زعيم التيار الصدري، قوى «الإطار التنسيقي»، نُشرت العديد من التغريدات على موقع تويتر من مقربين للتيار تبين جهوزيتهم لأي أمر من مقتدى الصدر، مما يدل على أن أبواب التظاهرات الشعبية على الأبواب.
وأكد حيدر الموسوي نائب رئيس مركز القرار السياسي لـ«الاتحاد» أن جغرافية جنوب العراق ووسطه على «صفيح ساخن»، مشيراً إلى أنه مع اختلاف المستوى الاجتماعي والحراك الحزبي والتوجهات السياسية وكثرة عددها والتوترات التي شهدتها البلاد خاصة بمواجهة التحديات الإرهابية وتشكيل أجنحة عسكرية لتلك الحركات، بدأت الأمور تأخذ منحى تصاعديا باتجاه انشقاق عدد من الحركات واستمرار الانشطار.
وأشار الموسوي، إلى أن الرأي العام، وبعد الانتخابات الأخيرة واستمرار الانسداد السياسي وانسحاب «التيار الصدري» من البرلمان، متخوف من حدوث فوضى قادمة تجتاح تلك الجغرافية مشابهة لما حدث في ثمانينيات القرن الماضي في لبنان.
وأكد أن «التوتر يخيم على تلك المدن وسكانها خشية اندلاع موجة ثانية من احتجاجات قد يتم اللجوء فيها إلى حمل السلاح».
وأردف: إن «الموقف الخارجي لن يسكت وسيتخذ قراره الأخير بشأن عدم صلاحية هذا النظام، وقد يذهب إلى تدويل الوضع والإجهاز على ما تبقى»، موضحاً أنه «في كلا الحالتين، جغرافية وسط وجنوب العراق ستكون الخاسرة أولاً على مستوى البنى التحتية والنسيج الاجتماعي والسلم الأهلي، وما سيحث وقتها أن يعلن إقليم كردستان استقلاله وحق تقرير المصير والذريعة أن الوضع في بغداد لم يعد آمناً، وستحذو حذو الإقليم المحافظات الغربية».
وأكد الموسوي أن «سكان وسط وجنوب العراق أمام تحد كبير، وما نراه من تصعيد وتحشيد في وسائل التواصل الاجتماعي هو رسائل غير مطمئنة، وحان الوقت لتفعيل عملية سياسية في هذه الجغرافية وفتح حوار في اجتماع رصين لممثلي القوى السياسية، وأن يشترط بهم صفة الدبلوماسية والهدوء والعقلنة بعيداً عن التشنج، ولا بأس من الاتفاق على موعد جديد للانتخابات».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here