الحلفُ المزعُوم [حربٌ نفسيَّةٌ]! / القلقُ سيِّد المَوقف عندَ قادةِ الإِطار

                          لراديو [الإِتِّجاه] من بغداد؛

                      الحلفُ المزعُوم [حربٌ نفسيَّةٌ]!

                          نــــــــــــــــــــــــــزار حيدر

   ١/ [إِسرائيل] هي التي تروِّج لمشروع ما يسميِّه البعض بـ [النَّاتو العربي] الذي يقولُونَ أَنَّهُ سيُولد من إِجتماعِ قِمَّة مجموعةِ الـ [١٠] الذي سيُعقد في الرِّياضمُنتصف هذا الشَّهر بحضورِ الرَّئيس الأَميركي وزُعماء دُوَل الخليج السِّت بالإِضافةِ إِلى العِراق والأُردن ومِصر.

   إِنَّها حربٌ نفسيَّةٌ مُوجَّهةٌ ضدَّ طهران وضدَّ مشاعِر شعُوب المنطقة التي ترفُض الإِنخراط بمثلِ هذهِ المشاريع المشبُوهة التي توطِّئ للتَّطبيعِ وتستنزفها ماليّاً من دونِ أَنتُحقِّق لها شيئاً ملمُوساً على مُستوى التَّنمية الإِقتصاديَّة والرفاهيَّة الإِجتماعيَّة والحياتيَّة، فضلاً عن الأَمنِ.

   لقد جرَّبت الرِّياض والإِمارات أَن تكُونَا بقرةً حلوباً لواشُنطن، تبيعها السِّلاح وتُهدِّدها بالعدوِّ الوهمي، فشنَّتا الغارات والحرُوبِ بالنِّيابةِ، لكنَّهما في نِهايةِ المطافِ لمتتمكَّنا من الإِنسحابِ من ورطةِ حربِ اليمنِ مثلاً إِلَّا بالديبلوماسيَّة والسِّياسة وليسَ بالسِّلاحِ مهما تصوَّرتا أَنَّهما تفوَّقتا بهِ على شعبِ اليمنِ الأَعزلِ من السِّلاحِ إِلَّا سلاحِالإِيمانِ بعدالةِ قضيَّتهِ.

   ٢/ واحدةٌ من أَسبابِ إِستحالةِ تأسيسِ مثلِ هذا النَّاتو، هو العلاقات الحسَنة التي تجمع بين طهران وعددٍ من عواصِم الدُّول التي ستحضر القمَّة وعلى رأسِها بغدادفضلاً عن الكويت والدُّوحة ومَسقط.

   هذهِ العواصِم لا تُقامر بالتَّفكيرِ في الإِنخراطِ بمثلِ هذا المشرُوع الذي تعرِفُ مُسبقاً أَنَّهُ يثيرُ غضب طهران بشكلٍ كبيرٍ!.

   أَمَّا بقيَّة العواصم فهي في طريقِها لتحسينِ علاقاتِها مع طهران وإِعادةِ المياهِ معها إِلى مجاريها، كما يقُولون، بدوافعِ المصالحِ المُتَبادلة، فكيفَ تنخرطُ كذلكَ بمشرُوعٍمن هذا النَّوع تعرِف أَنَّهُ يُعيدُ جهُوها بهذا الصَّددِ إِلى المُربَّع الأَوَّل؟!.

   ٣/ لقد توافقت دُول مجموعة [٩+٣] على تخفيضِ حدَّة الأَزمات في المنطقةِ سواءً فيما بينِها أَو بينِها وبينَ طهران، للتوجُّه سويَّة والإِنخراط في مشاريعِ الطَّاقة والتَّنميةالمُشتركة.

   وإِنَّ مشرُوع النَّاتو المزعُوم يُقوِّض هذا التَّوافق ولا يُساعد على بناءِ الثِّقةِ والشَّراكاتِ الإِقتصاديَّة والماليَّة والتنمويَّة بينَها.

   إِنَّهُ لا يُساعِدُ على تهيئةِ الأَرضيَّة [الأَمنيَّة] والآمِنةِ لمثلِ هذهِ الإِستراتيجيَّة الجديدةِ، خاصَّةً وأَنَّها تتحدَّث عن [أُوروبا شرق أَوسطيَّة].

   ٤/ دُول المنطقة التي تورَّطت في صناعةِ الأَزمات خلال العقدِ الأَخير تحديداً جرَّبت اللُّجوء إِلى القوَّة كأَفضلِ خيارٍ وأَسرعِ أَداةٍ لحسمِ الأَزمات، إِلَّا أَنَّها انتهت إِلىنتيجةٍ واضحةٍ مفادُها أَنَّ القوَّة ليست هيَ الطَّريق الأَمثل لذلكَ، خاصَّةً بعد أَن حقَّقت طهران مبدأ توازن الرُّعب في المنطقة، عندما نجحت نجاحاً باهِراً في التَّخندُق خلفَدُوَلٍ عدَّةٍ أَضاعت بوصلتَها الوطنيَّة فتحوَّلت إِلى حطبِ نيرانٍ أَشعلها الآخرُون!.

   ٥/ العراق على وجهِ التَّحديد من غيرِ المُمكن والمنطقي أَبداً أَن ينخرطَ بمثلِ هذا المشرُوع الإِفتراضي المشبُوه وذلكَ لثلاثةِ أَسبابٍ؛

   أ/ لعلاقاتهِ الإِستراتيجيَّة المُتميِّزة مع جارتهِ طهران، فكيفَ يُفكِّر في أَن يتحوَّلَ إِلى سكِّينٍ في خاصرتِها لصالحِ طرفٍ ثالثٍ؟!.

   ب/ لتبنِّيهِ سياسة النَّأي بالنَّفسِ في كُلِّ الصِّراعات والأَزمات الإِقليميَّة، فكيفَ يُفكِّر في أَن يرمي بنفسهِ في أُتُونِ مشرُوعٍ بمثابةِ أَزمةٍ سلفاً؟!.

   ج/ تشريعهِ لقانُونِ [التَّجريم] الذي حرَّمَ على الحكومات الإِقدامِ على مثلِ هذهِ الخطوات.

   ٦/ ولأَنَّهم يعرفونَ أَنَّ مثلَ هذا المشرُوع بمثابةِ إِنحيازٍ لصالحِ [الكيان الصُّهيوني] في الحربِ السريَّةِ – العلنيَّةِ المُشتدِّ أُوارُها هذهِ الأَيَّام بينَ طهران وتل أَبيب، لذلكَ لايورِّطُونَ أَنفسهُم بهِ!.

             نــــــــــــــــــــــــــزار حيدر لشبكةِ [إِرَم نيُوز]؛

                    القلقُ سيِّد المَوقف عندَ قادةِ الإِطار

   أ/ إِنسحابُ الصَّدر من العمليَّة السياسيَّة تركَ الإِطارُ في وضعٍ لا يُحسَدُ عليهِ، فالقلقُ والتوجُّس هو سيِّدُ المَوقف الذي يلفَّ زعماءهُ.

   يتِّضحُ ذلكَ من حالةِ الفَوضى في مبادراتهِم وعدم إِتِّفاقهِم لحدِّ اللَّحظة على المشرُوع الأَمثل [الأَأمن والأَسلم] للإِنطلاق بهِ من أَجلِ إِكمالِ الإِستحقاقات الدستوريَّةالمُتبقِّية.

   فالإِطارُ لم يتبنَّ للآن رُؤيةً واحدةً ومشرُوعاً واحداً بل انقسمَت إِلى [٦] رؤَى ومشاريع من أَقصى اليمينِ إِلى أَقصى اليسارِ كان آخرها [التَّهديد] الذي أَطلقهُ اليَومرئيس [تحالُف النَّصر] الدُّكتور العبادي!.

   كلُّ هذا يعني أَنَّ الإِطار لم يقف بعدُ في المربَّع الأَوَّل وإِنَّما في مرحلةِ ما قبلَ المُربَّع الأَوَّل، وهي مرحلة التَّوافُق والإِتِّفاق على الرُّؤية قبلَ أَن يُطلِقَ مُفاوضات تسميةالرِّئاسات وتشكيلِ الحكُومةِ.

   ب/ في المُقابل فإِنَّ حليفَي الصَّدر [البارزاني والحلبوسي] لم يحرِّكا ساكناً للآن فيما يخصُّ الخَوض في التَّفاصيل، وإِنَّما اكتفيا بالحديثِ عن الأُسُس التي يُمكنُ أَنيتوافقا عليها مع الإِطار، والتي جاءت بعضها قاسيةً على [قلبِ] قادةِ الأَخير باعتبارِها نوعٌ من الإِبتزاز.

   ولحدِّ هذه اللَّحظة لم تفصح أَربيل عن نواياها النهائيَّة بشأنِ التَّفاوض مع الإِطار من عدمهِ، وذلكَ لثلاثةِ أَسبابٍ؛

   ١/ لأَنَّ الإِطار لم يتبنَّ رُؤيةً واحدةً لتُناقشها أَربيل وهي على غَيرِ استعدادٍ لمُناقشةِ كُلِّ ما يُصرِّح بهِ قادتهُ خاصَّةً معَ تناقُض رؤَاهم.

   ٢/ لم يتَّضح بعدُ بأَنَّ التَّحالف الثُّلاثي قد إِنتهى لتتجاوزهُ أَربيل، إِذ ذهبَ البعضُ إِلى أَنَّ أَطرافهُ تقاسمُوا الأَدوار والنَّتيجةُ واحدةٌ!.

   ٣/ عدم حسمِ أَربيل لموقفِها النَّهائي من المُشاركةِ في الحكومةِ القادمةِ من عدمهِ، أَو الإِنسحابِ على غرارِ موقفِ الصَّدرِ أَو الذِّهابِ إِلى المُعارضةِ البرلمانيَّةِ، خاصَّةً أَنَّمُفاوضاتها مع السُّليمانيَّة لم تُفضِ إِلى شيءٍ ملموسٍ فيما يخصُّ قضايا الإِقليم المُختلفُ عليها والتي تسبق إِتِّفاقهُما على تسميةِ المُرشَّح لرئاسةِ الجمهوريَّة.

   ٤ تمُّوز ٢٠٢٢

                                    لِلتَّواصُل؛

www.tiktok.com/@nhiraq

‏Telegram CH; https://t.me/NHIRAQ

‏Face Book: Nazar Haidar

‏Skype: live:nahaidar

‏Twitter: @NazarHaidar5

‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here