( الكرامات التي ظهرت لبعض السادة الفلوجيين).
في المقدمة لابد لنا من تعريف لمعنى الكرامات، وقد ورد لها معانٍ كثيرة ومن جملتها ماذكرته بعض المصادر، وهي :
الكرامات، هي ظواهر خارقة للعادة، تنسب إلى أشخاص عرف عنهم التقوى والصلاح واتباع الأوامروترك النواهي والتقرب من الخالق في العديد من الديانات.
( ابن تيمية وقوله في الكرامات )
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة الدمشقي في ـالواسطية: وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ: التَّصْدِيقُ بِكَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِوَمَا يُجْرِي اللَّهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ، فِي أَنْوَاعِ الْعُلُومِ وَالْمُكَاشَفَاتِ، وَأَنْوَاعِ الْقُدْرَةِ وَالتَّأْثِيرَاتِ،وَكَالْمَأْثُورِ عَنْ سَالِفِ الْأُمَمِ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ وَغَيْرِهَا، وَعَنْ صَدْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَسَائِرِقُرُونِ الْأُمَّةِ، وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
انتهى.
( الكرامات عن اعلام الفلوجيين)
لقد ظهرت الكثير من الكرامات في حياة الأولياء الصالحين من اجداد السادة الفلوجيين من الذين كانوافي العراق او خارجه ، ولابد من ذكر بعض الشواهد على ذلك .
اما في العراق ، فقد ظهرت الكثير من الكرامات للسيد محمد الفلوجي المُلَقّب ب( العابد، ابو شارة ، ابنالكاظم ، ابو الفلجة، صاحب البيت الأفلج ) فقد ظهرت تلك الكرامات في حياته، ولذلك فإنّها اخذت حيّزاًكبيراً من شخصيته ومن تأريخ المنطقة التي سكن فيها( الرضوانيَة من بغداد) والذي ولد وعاش وماتفيها، ويروي اهالي المنطقة بعضاً من تلك الكرامات، وذلك من خلال اقامتهم للنذور والزيارات المستمرةسواء كان ذلك في حياته او بعد مماته ، ففي حياته تناقل اهالي المنطقة الكثير من الأخبار التي أكّدتتلك الكرامات التي ظهرت له بعد وفاته. وما ذكره الذين عاصروه من قبيل التداوي بآثاره ، واستجابتالدعوات عند زيارته، وطلب الذرّية لمن لم يُرزق بولد وعلاج العقم وما شاكل ، وكان يضع يده على رأسالمريض ويقرأ عليه بعض الأدعية فيبرأ المريض بإذن الله وكرامةً لصاحب الفلجة وهكذا ، كما ظهرت لهبعض الكرامات الاخرى وهي من قبيل بعض حالات الخوف الشديد الذي اصاب اهالي القرى المجاورة لهكالفيضانات الذي كانت تتعرض له المنطقة بكاملها، ولكن الفيضان لم يشمل منطقة قبره الواقعة بالقربمن نهر الفرات في الطرق القريب من بغداد، ويروي اهالي قرية السادة الفلوجيين الواقعة في ( الرضوانية) بالقرب من قضاء ابو غريب، ذكروا : ان الكرامات التي ظهرت على يد السيد محمد الفلوجي ( ابو شارة) في حياته قد توارثها نسله من بعد وفاته، ومنها تلك التي ظهرت على ايدي بعض الرجالوبعض النساء جيلاً بعد جيل حتى يومنا الحاضر.
واراد بعض الكتّاب ان يطعن بتلك الكرامات التي ظهرت للسيد محمد الفلوجي من خلال اشارة بعضهمفي كتاباتهم ذكروا بأن عصر السيد محمد الفلوجي كان في عصر ازدهار الحركة الصوفية التي كانتمدعومة من قبل الدولة العثمانية ، وقال آخرون ان حركة الكرامات التي تظهر على بعض الأولياء هي فكرةجائت من تأثير عقائد الشيعة الإمامية ، والعوامل المشتركة بين الشيعة والصوفية من ضمنها الإعتقادبالكرامات وزيارة قبور الأولياء والصالحين واقامة بعض الشعائر في تلك القبور والأضرحة هي التيشجعت تلك الحركة، وطبّا الوهابيّون لتلك المسألة، وجيشوا الجيوش لمخالفة تلك العقيدة، وقاموا وهم فيالحجاز بتكفير كل من يبني على القبور ويتخذ من بعضها مزارات او أضرحة، واتهموا جميع من يعتقدبذلك من المسلمين ورموهم بالشرك تارة وبأهل البدع تارة اخرى، وهكذا فقد حللّوا لأنفسهم باستباحة دماءالمسلمين وأقدموا على تهديم قبور الأئمة والصحابة في البقيع ومكة المكرمة وذلك عندما مكّنتهم بريطانيامن الحكم في الحجاز وانشاء دولة لهم والتي تُسمّى اليوم بالسعودية( وهو اسم لقبيلة او عشيرة تابعهلآل سعود) وسمّيت بالسعودية نسبة الى جدّهم الأعلى وهو 🙁 سعود بن مقرن بن مرخال) وهو من يهودبني قينقاع وأجدادهم من أشد الناس عداوة للنبي ص وصحبه آنذاك.
والكرامات ظهرت ايضاً لحفيد السيد محمد الفلوجي وهو السيد شهاب الدين احمد الفلوجي ( دفين قريةزُريق الخندق) واستمرّت كراماته حتى بعد مماته كما روى ذلك اهالي بلدة الفالوجة في فلسطين ،واستمرّت في ذرّيته الى اليوم ، ويطلق الناس في بلاد الشام على تلك الكرامات التي ظهرت للسيد احمدالفلوجي بأنّها من أثر الفكر الصوفي الذي كان يزخر في الفترة التي عاصرها السيد احمد الفلوجيالملقب ب( شهاب الدين) وذرّيته لاتزال منتشرة في بلاد الشام .
واما الكرامات التي ظهرت للسادة من آلبو حسن الفلوجي والسادة من آلبو حسين الفلوجي سواء كانوافي النجف او بابل او الفرات الأوسط فهي كثيرة، وظهرت على ايدي بعض النساء وبعض الرجال وهناكشواهد يرويها ابناء تلك الأفخاذ من النساء والرجال بالإضافة الى من جاورهم وقاربهم.
ولتسليط الضوء على تعريف لمعنى الكرامة وجمعها كرامات ، لابد من توضيح ما ورد بذلك ،
التتمة في الحلقة القادمة
حيدر الفلوجي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط