نعلم أم نتعلم!!

هل خطر على بالنا هذا السؤال؟!!

السائد في مسيرة الأجيال أن وهم نعلم راسخ في وعينا الجمعي , ولهذا ما تعلمنا كما يجب , ولا تطورنا وعاصرنا كما ينبغي.

ومن المفردات الشائعة في حواراتنا (أنا فاهم) , (أنا أدري), (أنا أعرف) , (أنا أعلم)!!

وكل منا يحسب أن الدراية والمعرفة تنتهي عنده , ولا يريد أن يتعلم.

وتتجسد هذه العاهة بقوة عندما يتسنم الشخص مسؤولية ما , ويجلس على كرسي السلطة , فتراه يعيش وهم أدري وهو لا يدري أنه لا يدري!!

وبموجب هذه البلية الكبيرة أخذ قادتنا المجتمعات إلى قيعان الويلات والتداعيات الجسيمة!!

والأمور بخواتمها , وتأملوا الحالات التي ألمت بمجتمعاتنا , التي تدحرج بعضها من أعلى المنارة إلى قيعان الحضيض , فكيف يمكن لمن يعلم أن ينتهج سبيل السقوط في الهاوية.

كيف لمن يعلم أن يتداعى في جحيمات سقر!!

ويمكن القول بأن وهم أعلم قد أودى بمصير الأمة , وعثّر مسيرتها وأصاب مجتمعاتها بفواجع متوالدة , نجم عنها حطام مرير وإنكسارات متصارعة , أدّت إلى خرابات ودمارات فائقة!!

فهل لنا أن نتعلم , وندرك حقيقة ” وما أوتيتم من العلم إلا قليلا” , وأن فوق كل عالم ألف عليم وعليم , وأن الدنيا ميدان تفاعلات عقلية منوّرة , وليست سوح للمناطحات وعراك الديكة , والتعبير عن ” وما إجتمعت بأذوادٍ فحولُ”؟

تلك عاهة سلوكية ذات تداعيات نكبوية , وتفاعلات مأساوية متعاظمة القدرات الإهلاكية والتوجهات التدميرية الفائقة الإمحاق والتأثير.

فهل من إدراك ما لا نعلم لكي نتعلم؟

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here