المختصر المفيد. مصطفى الكاظمي

المختصر المفيد.

مصطفى الكاظمي ……

والطريق السالِك والمُمَهَّد للولاية الثانية …..

احمد صادق.

قال الشاعر العربي …

يا لَكِ مِن قُبَّرَةٍ بِمَعمَرِ 1

خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَاِصفِري

قَد رُفِعَ الفَخُّ فَماذا تَحذَري

وَنَقِّري ما شِئتِ أَن تُنَقَّري

قَد ذَهَبَ الصَيّادُ عَنكِ فَاِبشِري.

إذا ثبتت صحة التسريبات الصوتية لنوري المالكي وهو يهاجم مقتدى الصدر في تسجيل فديو، ويبدو أنها صحيحة، فإن نشر التسريبات أمر متعمد هدفه، على الأكثر، ضعضعة الإطار التنسيقي الذي يقوده المالكي وتشتيت صفوفه وبالتالي قطع الطريق عليه في أن يشكل حكومة جديدة برئاسته بعد أن صار يملك اكثرية مقاعد في البرلمان أو بترشيح رئيس وزراء من بين صفوف الإطار بدلا من مصطفى الكاظمي لتولي ولاية ثانية متحديا بذلك الإرادة والمقبولية الدولية وفي مقدمتها أمريكا راعية العراق بالإبقاء على الكاظمي. والإحتمال الوارد بعد نشر هذا التسريب الصوتي أن دور المالكي في العملية السياسية ووجوده في المشهد السياسي العراقي سيتراجع وربما سينتهي خاصة بعد أن ذكر إيران في التسجيل الصوتي بما لا تحب ولا ترضى. فإذا كان الأمر كذلك فإن الطريق أمام مصطفى الكاظمي صار سالكا وممهدا لتولي الولاية الثانية كرئيس وزراء في الحكومة الجديدة إذا ما تم تشكيلها، ولا أدري كيف سيتم تشكيلها بعد فضيحة تسريبات المالكي الصوتية وارتباك جماعة الإطار التنسيقي في كيفية مواجهة هذه الفضيحة ومعالجتها إضافة إلى الإختلافات والتقاطعات داخل الإطار التي تعرقل المضي بتشكيل الحكومة. وأرى أن على الإطار التنسيقي تدارك كل ما يحدث والمبادرة بالإعلان صراحة أنه يرشح مصطفى الكاظمي كرئيس وزراء لولاية ثانية في الحكومة الانتقالية الجديدة التي ينوي تشكيلها من أجل ضمان تأييد أمريكا وموافقتها على مضي الإطار في تشكيل الحكومة، فالكاظمي هو رجل أمريكا في العراق والجميع يعلم بذلك منذ توليه رئاسة الوزارة الإنتقالية في أيار 2020 إنه رجل أمريكا في العراق وراعية له، وقد جيء به فجأة بعد سقوط حكومة عادل عبد المهدي ووافقت عليه الكتل والأحزاب المشتركة في العملية السياسية، ولم يكن هناك مجال للاعتراض عليه لحراجة موقفها بسبب تظاهرات تشرين 2019/2020. ويبدو أن الكاظمي قد كُلِّف يومها بالعمل على إحداث تغييرات لصالح الوضع السياسي والإداري والاقتصادي والعمراني بعد فشل الحكومات السابقة واتساع نقمة العراقيين على الأوضاع السيئة بعد مرور أكثر من 18 عاما على سقوط النظام السابق ……، وهو يعمل على ذلك منذ ذلك الوقت وحتى اليوم …. فإذا بقي الكاظمي خارج حسابات الإطار التنسيقي الذي يتولى تشكيل الحكومة وتأخر تشكيل هذه بسبب الخلافات والتقاطعات بين المتأطرين فمن المحتمل أن تتولى أمريكا نفسها بانقلاب ناعم مهمة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي …. وحينها لن يبقى لا إطار ولا تيار وستكون هناك، ربما، عملية سياسية جديدة بوجوه جديدة وتوجهات جديدة وعراق جديد لا يمكن المراهنة على إستقرار الأوضاع السياسية وبالتالي الأمنية والإقتصادية ….. فيه!

___________

1-القُبَّرَة: عصفورة صغيرة دائمة التغريد تعيش في البلاد الحارة ….

مَعمَر: مكان كثير الماء والعشب ……

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here