اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره عن يوم الغدير

الدكتور فاضل حسن شريف

قال الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: كما وقع الاختلاف فيه عليه السلام بعد خطبة الغدير، فكذلك وقع الاختلاف قبلها, إذ كان هناك منافقون لا يتحمّلون قرب علي عليه السلام ومنزلته من الرسول صلى الله عليه وآله كما كانوا يعترضون على كثير من الأمور. كان الإمام عليّ عليه السلام هو المفزع والمرجع لحلّ أيّ مشكلة يستعصي حلّها على القيادة الحاكمة وقتئذٍ.

أكد امام وخطيب الجمعة في مسجد الكوفة المعظم السيد هادي الدنينياوي: ان السيد الشهيد محمد صادق الصدر أتخذ من عيد الغدير انطلاقا لجمعة الكوفة لترتبط إقامتها رمزيا بمسألة الولاية لافتا: الى ان اقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة المعظم كانت ذروة النهضة الشاملة التي قادها السيد الشهيد الصدر على صعيد الممارسة الاخلاقية والعبادية التي أتخذت من المجتمع ميدانا لها . وتابع الدنيناوي ان السيد الشهيد الصدر أختار عكس التيار العام والتقليدي مسارآ لمسيرته التي قلبت موازين الوعي الديني و خلخلت أسس النظام الدكتاتوري.

بحث للسيد محمد محمد صادق الصدر (كيف يجب ان نعيش ذكرى الغدير؟): إنَّه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام. ذلك الشخص العظيم الذي تكفّله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ورباه صغيراً واستعان به كبيراً ، وعلّمه من حكمته وتعاليمه الشيء الكثير، وعلّمه ألف باب من العلم ينفتح له منها ألف باب، وهو الذى وقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه عند صراعه مع الكفر في حرب ضروس، وعندما يحوك الكفر المتمثل في قريش المؤامرات لاغتياله، وهو ابن القرآن وابن الرسالة المحمديّة وأوّل ذائدٍ عن حياض الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ومن هنا جاء الأمر الإلهي الى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قبيل وفاته بأشهر قليلة ، يوجب عليه تنصيبه وصيّاً على الأُمّة الاسلامية بعده، وقائدا لها إلى الأهداف الإسلامية الكبرى التي يستهدفها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في قيادته، وأن يبلّغ هذه الوصاية للأُمّة الإسلاميّة بشكل علنّي صريح، لا يحتمل الشكّ والالتباس ؛ لكي يكون هو الماسك بزمام المجتمع الاسلامي، والمطبّق للعدل الإسلامي، والفيصل بين الحقّ والباطل بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. وليس للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يخاف من أحد، أو أن يستمع إلى قول الهامسين ؛ فان الله هو العاصم من الناس. فإنَّ تبليغ هذه الوصاية من الاهمّية والعمق بمكان بحيث إنِّها لو لم تحدث لما وُجد للإسلام ذلك القائد المحنّك القدير الذي يتولّى زمام الأمر بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم سوف تنطفى شعلة الثورة الاسلاميّة ويؤول امر الدين الجديد الى الانحلال ، فكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يبلّغ رسالة الله، ولم ينشر تعاليمه، ولم يفعل شيئا في سبيل اعلاء كلمة الحق ونشر راية الاسلام. ومن ثم فقد صدع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الامر الالهي الصارم، وامر بجمع الحجاج في منطقة غدير خم، وارتقى منبرا في وسط ذلك الجمع الغفير ممسكا بيد امير المؤمنين عليه السلام ، قائلا ـ فيما قال: (من كنت مولاه فهذا عليُّ مولاه). وبذلك تم تنصيب القائد العظيم الذي سوف يقود المجتمع الإسلامي الى النصر والعدل والرفاه بعد وفاة الرائد الاول، وذهاب القائد الاعلى عن ميدان الجهاد، وبهذا التنصيب تمت دعائم الاسلام، وختمت بذلك احكامه، وضمن له نبيه الكريم الاستمرار والخلود، وتمت نعمة الله الكبرى على المسلمين بجعل دينهم خالدا مضمون البقاء. قال الله عز وجل في كتابه الكريم مشيرا الى ذلك: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً” (المائدة 3).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here