الجفاف يهدد نصف أراضي أوربا و غابة الأمازون تخسر 18 شجرة في الثانية
بوردو (فرنسا) ريو دي جانيرو -(أ ف ب) - لندن
سُجلت مستويات حرارة قياسية في فرنسا والمملكة المتحدة الاثنين تصل إلى حد 40 درجة مئوية مع هيمنة موجة حر على أوروبا الغربية منذ أيام ما تسبب بحرائق غابات كثيرة.
وموجة الحر هذه هي الثانية التي تسجل في أوروبا في غضون شهر. ويعود تكاثر هذه الظواهر إلى التداعيات المباشرة للاحترار المناخي بحسب العلماء إذ ان انبعاثات غازات الدفيئة تزيد من قوتها ومن مدتها وتواترها أيضا.
فيما حذّر باحثون لدى المفوضية الأوروبية الاثنين من أن حوالي نصف أراضي الاتحاد الأوروبي باتت معرّضة لخطر الجفاف، فيما ترزح دول جنوب غرب أوروبا تحت وطأة موجة حر قاسية. وفي تقرير لشهر تموز/يوليو، أفاد مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية أن 46 في المئة من أراضي الاتحاد الأوروبي معرّضة لجفاف بمستوى يستدعي التحذير منه و11 في المئة عند مستوى الإنذار إذ باتت المحاصيل تعاني من نقص المياه.
وأفاد الاتحاد الأوروبي بأن البلد الأكثر تأثّرا هي إيطاليا حيث يواجه حوض نهر بو في شمال البلاد أعلى مستوى من الجفاف الشديد.
وفي إسبانيا، باتت كميات المياه في الخزانات أقل بنسبة 31 في المئة من المعدل المسجل خلال عشر سنوات بينما بلغت كمية المياه اللازمة لإنتاج الطاقة الكهرمائية نصف معدلها في السنوات السبع السابقة.
كما حذّر باحثو الاتحاد الأوروبي من أن نقص المياه وشدة الحرارة يتسببان بتراجع المحاصيل في فرنسا ورومانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا.
فيما تسارعت وتيرة إزالة الغابات بأكثر من 20 بالمئة العام الماضي في البرازيل حيث قطعت نحو 18 شجرة في الثانية في غابة الأمازون في 2021، وفق تقرير نُشر الإثنين ويستند لبيانات تم جمعها عبر الأقمار الاصطناعية.
وجاء في تقرير شبكة مابيوماس التي تضم منظمات غير حكومية وجامعات وشركات للتكنولوجيا، أن البرازيل خسرت 16 ألفا و557 كيلومترا مربعة (1,65 مليون هكتار) من مساحات الغابات الأصلية في عام 2021، أي مساحة أكبر من إيرلندا الشمالية.
وفي العام 2020 خسرت البلاد 13 ألفا و789 كيلومترا مربعا من هذه المساحات.
وجاء في التقرير أن نحو 60 بالمئة من الأراضي التي أزيلت غاباتها في العام 2021 تقع في منطقة الأمازون التي تعد أكبر غابة استوائية مطيرة في العالم. وقد كان الاثنين أكثر الأيام حرا في تاريخ فرنسا إذ ستتجاوز الحرارة القصوى في كل المناطق الثلاثين درجة مئوية فيما ستراوح بين 38 و40 درجة في جزء كبير من البلاد.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية «ميتيو فرانس» من «أن الحر يتعاظم والقيظ يمتد ليشمل البلاد برمتها» متوقعة تسجيل مستويات قياسية خصوصا في غرب البلاد وجنوب غربها. وأوضحت «في بعض مناطق الجنوب الغربي قد تصل الحرارة» إلى 44 درجة مئوية الاثنين تليها «ليلة شديدة الحر». وتبلغ موجة الحر الخامسة والأربعون التي تضرب فرنسا منذ العام 1947، ذروتها على الواجهة الأطلسية للبلاد ولا سيما في منطقة بريتانييه التي كانت تحميها حتى الآن رياح المحيط. ويتوقع أن ترافق موجة الحر هذه مستويات قياسية أيضا في تلوث الجو مع تفاقم متوقع الاثنين في تركز الأوزون لا سيما في منطقة الأطلسي وجنوب شرق فرنسا بحسب منصة «بريف إير» الوطنية لتوقعات جودة الهواء.
في المملكة المتحدة أصدرت هيئة الأرصاد الجوية أول إنذار «أحمر» يتعلق بالحرارة القصوى ما يعني ان ثمة «خطرا على الحياة». وقد تتجاوز الحرارة الأربعين درجة مئوية في جنوب إنكلترا للمرة الأولى الاثنين والثلاثاء على ما حذرت هيئة «ميت أوفيس». واتهمت الحكومة البريطانية الأحد بإهمال هذا الوضع بعدما فوّت رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون اجتماع أزمة حول الموضوع في مقر الحكومة فيما بدا وزير العدل دومينيك راب وكأنه يرحب بتوقع ان تتجاوز الحرارة للمرة الأولى الأربعين درجة مئوية في إنكلترا.
وكانت موجة القيظ التي مرت أولا بإسبانيا تسببت بوقوع قتلى. فقد قضى رجل في الخمسين من العمر الأحد بسبب الحر مع تجاوز حرارة جسمه الأربعين درجة مئوية في توريخون دي أردوث قرب مدريد، على ما أفادت أجهزة الطوارئ. وكان توفي عامل تنظيفات في مدريد يبلغ الستين من العمر للأسباب نفسها السبت. والأحد بلغت الحرارة في مدريد 39 درجة مئوية و39,7 في اشبيلية في جنوب البلاد و43,4 في دون بينيتو قرب باداخوث في الغرب.
ويتسبب ذلك بحرائق غابات قضى فيها عدة عناصر من أجهزة الانقاذ ومكافحة الحرائق.
في إسبانيا لا يزال حوالى عشرين حريقا مستعرا وخارج السيطرة في مناطق مختلفة من البلاد من الجنوب وصولا إلى غاليثيا في أقصى الشمال الغربي.
وقضى إطفائي الأحد في حريق في لوساثيو في شمال غرب إسبانيا فيما توفي آخر متأثرا بحروق أصيب بها في مقاطعة ثامورا في شمال غرب إسبانيا أيضا.
في فرنسا والبرتغال وإسبانيا واليونان أتت الحرائق على آلاف الهكتارات من الغابات فيما اضطر عدد كبير من السكان والسياح إلى مغادرة أماكن سكنهم.
والوضع خطر في جنوب غرب فرنسا. فمساء الأحد زادت حدة حريق التهم خلال ستة أيام 13 هكتارا في بوردو بسبب رياح لولبية ما أدى إلى عمليات إخلاء جديدة. وقالت فرق الإطفاء أن 16200 مصطاف اضطروا إلى المغادرة بشكل عاجل منذ الثلاثاء الماضي.
وعرفت البرتغال هدوءا فللمرة الأولى منذ الثامن من تموز/يوليو، لم تتجاوز الحرارة الأربعين درجة مئوية الأحد على ما أفادت هيئة الأرصاد الجوية بعدما بلغت الخميس مستوى قياسيا في تموز/يوليو وصل إلى 47 درجة مئوية.
إلا ان غالبية الأراضي البرتغالية كانت تشهد الأحد احتمالا «أقصى» أو «مرتفعا جدا» أو «مرتفعا» لوقوع حرائق لا سيما في مناطق وسط البلاد وشمالها. وأسفرت حرائق الأسبوع الماضي عن سقوط قتيلين و60 جريحا فيما اجتاحت النيران 12 إلى 15 ألف هكتار.
في هولندا أعلن المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة الأحد خطة وطنية لمكافحة الحر وتحذيرا من ضباب دخاني اعتبارا من الاثنين في كل مناطق البلاد متوقعا ارتفاعا في الحرارة في الأيام المقبلة قد يصل إلى 35 درجة مئوية الاثنين في الجنوب و38 درجة مئوية في بعض المناطق الثلاثاء.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط