اللبنانيون يترقبون انتخاب رئيس جديد للجمهوريَّة

اللبنانيون يترقبون انتخاب رئيس جديد للجمهوريَّة

بيروت: جبار عودة الخطاط
بينما ينتظر اللبنانيون الاستحقاق الدستوري الأهم المتمثل بانتخاب رئيس جديد للجمهوريَّة الذي يفترض أن تبدأ مهلته الدستورية بعد 45 يوماً، يبدو أن زعيم تيار المردة سليمان فرنجية هو الأقرب لخلافة الرئيس عون في قصر بعبدا في ظل مؤشرات بتسليم من قبل رئيس التيار العوني جبران باسيل بذلك، في وقت جنحت الدوائر المقربة من الرئيسين عون وميقاتي إلى أجواء التهدئة تمهيداً للقاء مرتقب بين الرجلين لمناقشة التشكيلة الحكومية، الولايات المتحدة الأميركية والسعودية من جهتهما أكدتا “دعمهما المستمرّ لسيادة لبنان وأمنه واستقراره”، وأشارتا  إلى “أهميّة تشكيل حكومة لبنانيّة”.
وكانت الأجواء بين الرئيسين ميشيل عون ونجيب ميقاتي قد تلبدت بغيوم السجالات الإعلامية بين الطرفين على خلفية تقديم ميقاتي في وقت سابق تشكيلة هي أقرب للتعديل الوزاري البسيط على حكومة تصريف الأعمال مما اعتبرته مصادر قصر بعبدا بأنه يعكس عدم جدية رئيس الحكومة المكلف في تقديم تشكيلة متوازنة، بينما عبر الرئيس المكلف عن استيائه من مسألة تسريب تشكيلته (من قبل دوائر قصر بعبدا) كما أنَّ مسألة صلاحية صياغة التشكيلة الحكومية وضرورة مشاركة رئيس الجمهورية في ذلك كانت حاضرة وهو الأمر الذي سبق أن كان سبباً في توتر الأجواء بين الرئيس عون ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري إبان تكليفه بتشكيل الحكومة قبل نحو عامين.
 إلى ذلك، كشفت مصادر رئيس الحكومة المكلفنجيب ميقاتي، أنه “متوقع عند عودة ميقاتي إلىلبنان أن تكون له زيارة  إلى قصر بعبدا”، ولفتت  إلى أنَّ “هناك تشديداً على أنَّ المهم بعد بيانات الأمس ثلاث نقاط: حصر الأمور بين الجهتين، ولا بد أن يكون هناك اجتماع بعد عودة ميقاتي، وانفتاح على الاقتراحات”، وشددت المصادر، وفقاً لمعلومات إعلامية أمس في بيروت على أنَّ “البيانات أدت إلى التهدئة وبالنهاية أظهرت أنَّ هناك رغبة عند الجهتين بحصر الأمور بهما، على الرغم من محاولة المشوشين”.
في الأثناء تداولت الأوساط السياسية في بيروت، أمس الأول السبت، معلومات مفادها بأنَّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله استطاع بلورة اتفاق أو شبه اتفاق أولي بين رئيس التيار الوطني الحرجبران باسيل وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية المرشحَين المتنافسَين على رئاسة الجمهورية من خلال مأدبة الإفطار التي أقامها لهما في رمضان الماضي وذلك بأن يصار إلى دعم فرنجية في السباق الرئاسي القادم وأن باسيل أبدى شيئاً من الإيجابية حيال ذلك، وهذا الأمر من شأنه قطع الطريق على ترشيح زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أو أي مرشح آخر يمكن أن تدعمه واشنطن. في غضون ذلك، شدّدت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية على أنَّ الجانبين “عبّرا عن دعمهما المستمرّ لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوّات المسلّحة اللّبنانيّة الّتي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرّفة والإرهابيّة”، وأشارا  إلى “أهميّة تشكيل حكومة لبنانيّة، وتنفيذ إصلاحات سياسيّة واقتصاديّة هيكليّة شاملة، تضمن تغلّب لبنان على أزمته السّياسيّة والاقتصاديّة، وعدم تحوّله  إلى نقطة انطلاق للإرهابيّين، أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجراميّة الأخرى الّتي تهدّد أمن المنطقة واستقرارها”. وشدَّد الجانبان على “أهميّة بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللّبنانيّة، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصّلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلّا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها”. وجاء هذا الإعلان بعد زيارة الرّئيس الأميركي جو بايدن إلى السعوديّة في يومَي 15 و16 تموز 2022 ولقاءاته مع الملك سلمان ومع ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here