بمناسبة انقلاب 17 تموز: أحزاب الشيطان في القرآن الكريم (ح 2)

الدكتور فاضل حسن شريف

قال السيد محمد حسين فضل الله قدس سره حول ملامح حزب الله وحزب الشّيطان في القرآن: من هم حزب الشّيطان؟ “اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً” (المجادلة 16) أي درعاً يتَّقون بها من اتهامات المسلمين لهم، فيعملون على تأكيد إخلاصهم وصدقهم ومزاعمهم بالأيمان الكاذبة، للإيحاء بأنهم يقفون موقفاً ثابتاً، وأنهم متعمّقون إيمانيّاً. وهكذا كان البسطاء من الناس يصدّقونهم، ويثقون بأيمانهم، فينجذبون إليهم، وينقادون لهم، وينفِّذون مخطّطاتهم. “فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ” (المجادلة 16)، وأبعدوا هؤلاء البسطاء الطيّبين من المسلمين عن خطّ الاستقامة، وقادوهم إلى مواقع الانحراف في متاهات الضّلال الّتي يتحرّك فيها الشّيطان بكلّ حريّةٍ في إضلال الناس وإبعادهم عن الله، “فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ” (المجادلة 16) يسحق أوضاعهم الاستعراضيَّة، وزهوهم الاستكباري، وتعاظم شخصياتهم، ليواجهوا المهانة بالعذاب يوم القيامة. “لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً” (المجادلة 17)، لأنَّ القوَّة الّتي تقدّمها إليهم الأموال، أو يتحرّك بها الأولاد، قد تغني عنهم أمام قوَّة الناس، ولكنَّها لا تغني شيئاً أمام قوّة الله التي لا يثبت أمامها شيء، “أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (المجادلة 17)، لأنهم عملوا لها من خلال الروحيّة الخبيثة السوداء التي تختفي وراء مواقفهم، فتتحرّك أعمالهم العدوانية في هذا الجوّ، لتقهر القوة الإسلاميّة، لمصلحة الكفر والكافرين، والاستكبار والمستكبرين، ولأنّ هذه العادة قد تأصّلت في نفوسهم، بحيث أصبحت جزءاً من شخصياتهم، يمارسونها بشكلٍ عفويّ من دون أن يشعروا بذلك، فهم يفكّرون أنّ الحلف الكاذب أمام الناس قد يمر عليهم، فلا ينكشف أمره، لوجود بعض الحواجز التي تحجب الحقيقة عنهم، ولكنّ الحلف أمام الله لا يمكن أن يمر من دون انكشاف الكذب فيه، فهو الذي يعلم سرّهم كما يعلم علانيتهم، فلا تخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السّماء. فكيف يمكن لهم أن يواجهوا المسألة بهذه الطّريقة؟ إنها الغفلة المطبقة على العقول والأفكار الّتي تمنع الإنسان من التفكير السليم. “وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ” (المجادلة 18) من الثبات على القاعدة التي تحمي مواقعهم ومواقفهم ومصائرهم، ولكنّها القاعدة المهتزّة اهتزاز النّفاق في مواقعه وحركته، فلا استقرار لهم على شيءٍ، تماماً كمن يتحرك في الفراغ، فلا شيء إلا الهواء، ولا مجال إلا للسقوط، “أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ” (المجادلة 18) في دفاعهم عن أنفسهم في الآخرة، تماماً كما هو الحال في الدّنيا. “اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ” (المجادلة 19)، فأحاط بكلّ أفكارهم، فلم ينفتحوا على فكر الحقّ، ونفذ إلى قلوبهم، وتمكّن منها، وتحرّك في كلّ نبضاتها وخفقاتها، وامتدّ إلى كلّ آفاقها، فلم يطلّوا على آفاق الله ورحاب الخير ومواقع الإيمان، وانطلق إلى مواقع خطواتهم فبعثرها، وانحرف بها عن الصّراط المستقيم، وأثار فيها الكثير من أجواء الشّرّ والفساد، “فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ. قال السيد محمد حسين فضل الله قدس سره حول ملامح حزب الله وحزب الشّيطان في القرآن: في الكلمة، فلا تنطلق به ألسنتهم، وفي الموقف، فلا تعي حضوره ذهنيّاتهم، فاستغرقوا في الباطل كلّه، يقدّسون رموزه، ويتحرّكون في مخططاته. “أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ” (المجادلة 19)، لأنهم التزموا منهجه، واتّبعوا خطواته، وصاروا من جماعته، وعاشوا في أجواء إغراءاته وتهاويله، فابتعدوا عن الله، وكذّبوا رسله، ورفضوا شريعته. “أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ” (المجادلة 19)، لأنَّهم خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ففقدوا النعيم في الجنّة، وعاشوا في عذاب النار وبئس المصير.

إن من اجرم ما قام به الحزب الشيطاني حزب البعث هو اجبار الشعب العراقي بان ينظم الى الحزب، وهي اكبر جريمة إنسانية أن تجبر بني البشر على عقيدة بالقوة بل الموت وليس هذا تجبره على عبادة الاشخاص، وبذلك العياذ بالله الدخول بالشرك. وأي جريمة هذه حيث لا دنيا ولا اخرة خاصة بعدما يوسوس الشيطان بالنفس ويعتبر هذا الشخص كلامه اعلى من اي كلام اخر. وهذا ما حصل لقلة من الناس وهم عصابته الخلص، والا معظم الشعب العراقي كان في قلبه كراهية البعث وصدام وان انتسب الى البعث.

جاء في موقع مونت كارلو الدولية حول أرشيف حزب البعث العراقي: وثائق من عهد صدام حسين قد تعيد فتح الجراح القديمة: بعد أشهر قليلة من الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003، عثر على خمسة ملايين صفحة في مقر لحزب البعث غمرت المياه أجزاء من المبنى الذي يقع فيه في بغداد التي كانت تبحر دون شراع في ذلك الوقت. واستعانت القوات الأميركية آنذاك بالمعارض القديم كنعان مكية والكاتب والناشط مصطفى الكاظمي الذي أصبح اليوم رئيس وزراء العراق، للاطلاع على محتويات تلك الوثائق. ويتذكّر مكية في اتصال هاتفي من الولايات المتحدة مع وكالة فرانس برس، قائلا (دخلنا السرداب الذي كان مليئا بالمياه، مستعينين بمصابيح يدوية، لأن الكهرباء كانت مقطوعة). ويضيف (كنّا نقرأ الوثائق وأدركنا بأننا أمام شيء كبير). بين الوثائق، كانت هناك إضبارات لأعضاء في حزب البعث ورسائل مخاطبات بين الحزب ووزارات تتعلق بأمور أدارية، وتقارير كتبت من عراقيين يتهمهم جيرانهم بانتقاد صدام حسين، وأخرى تتحدث عن شكوك حول خيانة جنود عراقيين تعرضوا للأسر خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988). مع تصاعد العنف الطائفي في بغداد، اتفق مكية مع الأميركيين على نقل تلك الوثائق إلى الولايات المتحدة. وتمّ ترقيمها وخزنها في معهد هوفر، وهو مركز أبحاث للسياسة العامة في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا، ولم يطّلع عليها هناك سوى باحثين. لكن الوثائق التي يبلغ وزنها 48 طنا، أعيدت مجدداً في 31 آب/أغسطس إلى بغداد وخُزّنت على الفور في موقع مجهول، وفق ما أفاد مسؤول عراقي فرانس برس. و حسب المسؤول العراقي، لا توجد خطط لدى بغداد لفتح الأرشيف أمام العامة. ويلفت المخرج العراقي مرتضى فيصل لفرانس برس الى أن (عددا كبيرا من الشباب اليوم يقولون إن صدام كان زين اي جيد) حيث المفروض تعرض هذه الوثائق لهم ليعرفوا مدى إجرام النظام البعثي . وكان مرتضى في الثانية عشرة من العمر عندما اعتقل والده في مدينة النجف الأشرف أيام الانتفاضة الشعبانية عام 1991، ولم يسمع أي شيء عنه منذ ذلك الحين. ويرى مدير مبادرة العراقية في المجلس الأطلسي عباس كاظم (البعثيون وثقوا كل شيء من النكتة إلى الإعدام). يقول مكية أن تطوي الأيام كل تلك الأحداث التي تحملها صفحات هذا الأرشيف وننسى 35 عاما من الرعب الفعلي الذي عاشه العراق الحديث).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here