رغم وساطته في اتفاق الحبوب.. إردغان يثير القلق في واشنطن

تحركات إردوغان تربك حلفائه الغربيين. أرشيفية

يثير الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان “قلق” مسؤولين في الإدارة الأميركية، خاصة وأنه قد يعطل خطط حلف شمال الأطلسي لقبول السويد وفنلندا في عضوية “الناتو”، وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وأوضح التقرير أنه رغم الدور الإيجابي الذي مارسه الرئيس التركي في الوساطة في اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا، فأن تحركاته قد “تحرج الناتو وإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن” وجهودهم في مواجهة روسيا.

وخلال الأسابيع الماضية أعرب الكونغرس عن “شكوكه” في تعهدات الرئيس الأميركي خلال قمة الناتو الأخيرة التي عقدت في إسبانيا ببيع عشرات الطائرات المقاتلة من طراز “أف-16” لتركيا.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن “مشاركة إردوغان في قمة طهران” حيث التقى بالرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين “تصطدم بالرواية الغربية” التي تروج أن هذه الدول “معزولة بشدة” عن المجتمع الدولي.

ولفت التقرير إلى تصريحات متحدث باسم البيت الأبيض، الجمعة، أعرب فيها عن مخاوف أميركية من تهديدات إردوغان بشن غزو على شمال سوريا مستهدفا المقاتلين الأكراد.

وتظهر تحركات إردوغان على أن التعامل معه “كحليف عسكري، يتعارض في كثير من الأحيان مع أجندة حلفائه الغربيين”، وفق الصحيفة.

ورغم الطريقة التي يتصرف بها الرئيس التركي، فإن بلاده لها أهمية استراتيجية في نظر مسؤولي إدارة بايدن، خاصة وأنها تقع على مفترق طرق بين الشرق والغرب، ناهيك عن قدرته على التواصل مع الآخرين مثلما حصل في اتفاق الحبوب.

وعزا مسؤول أميركي كبير، لم تكشف اسمه الصحيفة، سلوك إدرغان الإشكالي إلى ضعفه السياسي في الداخل التركي، خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم لنحو 80 في المئة خلال الشهر الماضي، وبتحركاته السياسية قد يحول الانتباه عما يحصل في داخل البلاد.

وحتى الآن لا تزال عضوية السويد وفنلندا في الناتو تحتاج إلى موافقة جميع الأعضاء، وهو ما يأمل الرئيس بايدن أن يحصل بأسرع وقت، بهدف توجيه “ضربة استراتيجية كبيرة لبوتين”.

وهدد إردوغان مجددا الاثنين بـ”تجميد” عملية انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو إذا لم يمتثل البلدان لشروط أنقرة.

ورغم اتفاق الحبوب الذي وقعته روسيا الجمعة في تركيا، أصابت صواريخ روسية، السبت، ميناء أوديسا حيث تتم معالجة الحبوب الأوكرانية المعدة للتصدير، وفق ما أفاد الناطق باسم الجيش الأوكراني يوري إيغنات لوكالة فرانس برس.

وأوديسا هي أكبر مدينة وأهم ميناء على ساحل البحر الأسود، وبالتالي فهي ضرورية لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here