بورصة المزايدات السياسية،

 نعيم الهاشمي الخفاجي

تتبنى الكثير من الأحزاب والقادة السياسيين شعارات قومية للسيطرة على عقول المواطنين، ويتم خداعهم في اسم القومية والعرق، الدكتاتور المهزوم هتلر وصل لسدة الحكم عن طريق الصندوق الانتخابي حيث تبنى الخطاب الشعبوي واستطاع هزيمة خصمه اليساري الذي أراد أن يخدم الشعب الألماني، الخطاب الشعبوي موجود في كل شعوب العالم، وفي حالة سيطرة الأحزاب اليمينية الشعوبية نتيجتها  في الغالب تؤدي الى صراعات مابين ابناء المجتمع الواحد خاصة في الشعب المتعدد الاعراق وللديانات ويؤدي إلى كوارث.

الظاهرة الهترلية خفت حدتها وإن كان لهم أنصار أصحاب الخطابات اليمينية الشعوبية في الشعوب التي تحكمها الدساتير والمؤسسات، على عكس الشعوب العربية التي تحكم بعقلية الحاكم وحاشيته، لذلك الكثير من الأنظمة العربية الشعوبية القومجية حكمت بطرق مذلة تم قمع الشعوب لأسباب دينية وقومية بسبب القومية والدين والمذهب من قبل الحاكم العربي القومجي المتجبر. ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا من حزب المحافظين وبسبب علاقاته مع الشعوبي ترامب تبنى شعارات يمنية للخروج من الاتحاد الأوروبي وقد اعترف كاميرون بذلك، في مذكراته التي نشرت أواخر عام 2019، يقول لنا إنه لو عرف ماذا سيقود إليه الاستفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي وعد به لما وضعه على أجندته وهو يأسف أنه فعل ذلك. لقد ذهب السيد كاميرون إلى (شعبوية) رغبة في مغازلة الشارع كي يعطيه أغلبية مريحة، بلاده خسرت خسارة ضخمة، فقد تناول (الشعبويون) شعلة الخروج (بريكست) وركضوا بها إلى آخر الشوط. اليوم استطلاعات الرأي العام البريطاني تؤشر إلى أن هناك أغلبية نسبية ترى أن البقاء في الاتحاد كان أفضل لهم اقتصادياً مما هم عليه الآن وكان الخبراء يقولون ذلك ولم يستمع لهم أحد.

بكل الأحوال الشعارات الشعوبية اليمينية المتطرفة بالغرب تكون محدودة، أتذكر في انتخابات الدنمارك بعام ٢٠٠٤ خسر رئيس الحكومة باول غاسموس أمام خصمه اليساري اليميني انس غاسموس والذي يلفظ اسمه بالإنجليزية اندرسن والذي توالى الأمين العام للناتو فيما بعد، كان انس غاسموس يوزع دعايته الانتخابية بنفسه في شارع المشي بالعاصمة الدنماركية شاهده شاب عراقي كوردي فيلي اسمه ملا جاسم، قال له مبروك انت تفوز بالانتخابات، غاسموس بقي صامتا، ملا جاسم قال له انت تريد طرد العرب والمسلمين والأجانب واكيد سوف تفوز بالانتخابات، انس غاسموس بقي صامتا مع ابتسامة قال له انت من اي بلد، قال له من العراق، قال له اسمع انا اعرف سوف افوز لكنني اذا فزت تبقى انت وكل العرب والمسلمين في الدنمارك لأنني محكوم في دستور ومؤسسات قضائية، وفعلا بعد فوز انس غاسموس صدرت قرارات تصب في خدمة الأجانب بالدنمارك وسهل منح الجناسي وجمع الشمل ……الخ.

اما بالشعوب العربية، صدام المجرم كان يحتقر ويقتل ويضطهد العراقيين ويعدمهم لابسط الأشياء وخاصة إذا كان الضحية شيعي أو كوردي، وتجد نظام صدام الجرذ يحترم العربي السوداني والسوري والمصري والتونسي والجزائري على حساب المواطن العراقي، كذلك نظام جمال عبدالناصر وإن كان تعامله مع الشعب المصري ارحم من إجرام صدام مع الشعب العراقي في مليون مرة، لكن بسبب خطابات جمال عبدالناصر القومية تآمرت عليه دول الرجعية العربية المتمثلة في السعودية ودعمت الإخوان واستنزفته في اليمن انتهت في هزيمة عام ١٩٦٧،

الشعبوية عهد الرئيس دونالد ترمب وصلت إلى مراحل جدا عالية، بل شجع التيارات القومية اليمينية الغربية للهيكلة الاتحاد الأوروبي ونجح في بريطانيا، بل خطاب ترامب الشعوبي تكلل في الهجوم على مبنى الكابيتول حيث قاد جماهيره الغاضبة انتهت في تحطيم مكتب رئيسة الكونجرس وسرقة حاسبوها الخاص من قبل أحد الحواسم، والقضاء الأمريكي لازال يبحث ليومنا هذا أحداث الكابتول  شعارات ترامب أدت إلى كوارث في السياسة الداخلية والخارجية الأميركية لا يزال يعاني منها المجتمع الأميركي، بل انتشرت الكراهية ضد السود والعالم شاهد كيف قام شرطي في خنق مواطن اسود بحذائه حتى الموت، انا شخصيا عندما رأيت تلك الجريمة اتخذت قرار بعدم زيارة أمريكا وعمي والد زوجتي يعيش في وضع صحي صعب فضلت عدم الذهاب إلى أمريكا لزيارته خوفا أن يقوم شرطي في خنقي والقضاء على حياتي، ورب العالمين قال ولاتلقوا بأنفسكم في التهلكة، وصول السيد جو بايدن الديمقراطي لسدة الحكم لم ينهي آثار ترامب بل حتى بايدن  سلم الشعب الأفغاني لحكم حركة طالبان الإرهابية بطريقة مؤلمة، أحداث أوكرانيا من دفع ثمن الصراع فقراء شعوب العالم جميعا، لننظر إلى الغلاء الفاحش الذي اصاب دول أوروبا الغربية تضاعفت الأسعار أضعاف مضاعفة بسبب صراعات أمريكا وروسيا من خلال حرب اوكرانيا، نحن الفقراء وانا اولهم ندفع اثمان باهضة بحيث أصبحنا بوضع اقتصادي ربما يصبح مزري في المستقبل القريب.

 زيارة بايدن  إلى السعودية ثبت كذب دعم حقوق الإنسان والديمقراطية بل من مصلحة بايدن دعم النظام السعودي ومواصلة حلب السعودية ودول الخليج بطرق مبرحة، كسب المال اهم من نشر الحرية والديمقراطية في العالم العربي، بل أمريكا نفسها وبايدن نفسه عندما سلم أفغانستان إلى طالبان هو أخطر انتهاك إلى حقوق الإنسان، بل حرب أوكرانيا زادت من نسبة الشعوبية والكراهية بين الشعوب الغربية والروس وكذلك الحرب في أوكرانيا زادت من شعبية بوتين بين أوساط الأمة الروسية العظيمة، من الأشياء المضحكة حاول الإعلام السعودي ابراز زيارة بايدن انتصار لأبقار الخليج على الحلاب الديمقراطي المهذب بايدن والذي يحلبهم بالسر احتراما لحفظ سمعة أنظمة الخليج أمام شعوبهم، الإعلام الخليجي  أطلق أكاذيب حول أن زيارة بايدن كانت انتصار  وصدقها الجهلة من اعراب الجزيرة العربية، انتهت القمة ولم يتغير اي شيء وبقي الوضع على حاله، في الختام أنظمة حكم البداوة الوهابية صرفت مئات مليارات الدولارات بالسيطرة على الحركات القومية واليسارية والاخوانية لكن بالنتيجة لم تقبض شيئا سوى الذل والمهانة، نعم نجحت السعودية في تنفير العرب من الشيعة وتكفيرهم في بلدان عربية كثيرة، بكل الأحوال الشعوبية بالدول العربية خطرة ومدمرة لأنه لاتوجد أنظمة حكم عربية تحكمها  دساتير  ومؤسسات قضائية، وإنما يحكمها أشخاص عملاء ومتطرفين شعوبيا بالطريقة البدوية المتخلفة.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

25/7/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here