في 25 ذي الحجة نزلت سورة هل أتى

في 25 ذي الحجة نزلت سورة هل أتى

الدكتور فاضل حسن شريف

قال الله سبحانه وتعالى “هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَـنِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَذْكُوراً (1) إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَـنَ مِن نُّطْفَة أَمْشَاج نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَـهُ سَمِيعَاً بَصِيراً (2) إِنَّا هَدَيْنَـهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3) إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَـفِرِينَ سَلَـسِلاَ وَأَغْلَـلاً وَسَعِيراً (4) إِنَّ الاْبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَـهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّـهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11)” (الانسان 1-11) لهذه السورة أسماء عديدة، أشهرها: الإنسان، و هل أتى، والدهر، والأبرار، والأمشاج. وهذه الكلمات وردت في أوائل السورة، وآياتها 31، تتألف من 243 كلمة في 1089 حرف.

قال الله جل جلاله “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً” (الانسان 8-9) جاء في روايات المذاهب الاسلامية ان علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كانوا في حالة جوع عند اطعامهم هؤلاء المساكين اي في حالة حب الطعام “عَلَى حُبِّهِ” كما قال الله تعالى “لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ” (ال عمران 92)، وفي تفسير اخر حب الله تعالى. وأفضل الاطعام للمسكين واليتيم والأسير “مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيرا” (الإنسان 8) والأسير يشمل الكافر والمشرك حيث ان الاية تشير الى الاسرى الكفار والمشركين. ولم يكن في زمن الرسول صلى الله عليه واله وسلم سجن لسجن الاسرى، وإنما المسلمون يحتفظون بهم ويحسنون اليهم ومن ذلك اطعامهم. لذلك فان إطعام المسلمين وغير المسلمين من صفات الأبرار كما جاء في الحديث الشريف (استوصوا بالأسرى خيراً وكان أحدهم يؤثر أسيره بطعامه). من صفات الابرار قوله تعالى “اِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً” (الانسان 9) اي ان نية العمل لوجه الله وليس رياءا او لغرض مالي قال الله عز وعلا “وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ” (البقرة 272) قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (لا عمل إلاّ بالنيّة وإنّما الأعمال بالنيات). قال الله جل جلاله ” إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً” (الانسان 10) وهي صفة من صفات الابرار الخوف من الله الذي اعد يوما شديد العبوسية حيث كلمة قمطرير تعني شديد. والخوف مرتبة دنيا من مراتب الإخلاص في العبادة لأن المرتبة العليا هي مرتبة حب الله. وهنالك فرق بين الخوف من القيامة الذي شره عظيم “شَرُّهُ مُسْتَطِيراً” (الانسان 7)، والخوف من الله في يوم القيامة الذي هو عبوس شديد “عَبُوساً قَمْطَرِيراً” (الانسان 10).

جاء في الموسوعة الالكترونية لمدرسة أهل البيت: سورة الإنسان، أو هل أتى أو الدهر، هي السورة السادسة والسبعون ضمن الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من أول آية فيها، وتتحدث عن إيجاد الإنسان وهدايته، وعن أهمية القرآن الكريم، وعن المشيئة الإلهية. من آياتها المشهورة قوله تعالى: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا” (الإنسان 8) حيثُ ذكر المفسرون أنها نزلت في علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام عندما أوفوا بنذرهم وأطعموا ما كان لديهم إلى المسكين واليتيم والأسير رغم شدة جوعهم. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رُويَ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على الله جنةً وحريراً).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here