المختصر المفيد.شيعة الحكم في العراق يتآكلون. ….. “….. ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ …..”1

    احمد صادق.

سيقول التاريخ، والله أعلم، أن حكم الشيعة في العراق لم يدم طويلا ويعلل ذلك بالقول أن شيعة الحكم لم يُحسنوا التصرف على مدى سنوات حكمهم فيحافظوا عليه ويردوا عنه الأعداء في الداخل الخارج لأنهم انشغلوا بأمرين حين بدأوا يحكمون العراق بالنيابة عن المحتل: السلطة التي هَيَّأَها لهم  بغزوه العراق عام 2003 وتنصيبهم وكلاء عنه عليه، والثروة النفطية التي يَسَّرَها لهم وجعلها بين أيديهم بين يوم وليلة على أمل أن يحسنوا التصرف ويحافظوا على (الأمانة) التي وضعها في أعناقهم على ان يمسك هو من بعيد بالخيوط الرئيسية التي تحركهم لإدارة الحكم سياسيا واقتصاديا وأمنيا. لم يحسن الوكلاء التصرف في إدارة العراق ففشلوا سياسيا واقتصاديا وأمنيا ….. وعمرانيا وخدميا أيضا، ولم ينجزوا الكثير مما يُرضي العراقيين بهم وبالتالي يرضون بالمحتل الذي وكله عليهم، ولم يحسنوا التصرف في الثروة النفطية التي وضعها (أمانة) في أعناقهم فنهبوا منها أموالا وحولوها إلى الخارج واستثمروها في شراء العقارات والقصور والمصانع والتجارة وتمتعوا بها وأهلهم واقرباءهم، وأهدروا منها في الصرف على مشاريع بعضها وهمية وأخرى تُرِكَت بعد وقت قصير من البدء بها وثالثة فاشلة، كل أموال هذه المشاريع ذهبت إلى جيوب المقاولين من جماعتهم. وعلى مدى سنوات شكلوا الحكومات على أساس الطائفية المذهبية والمحاصصة المناطقية، وتنازعوا بل وتقاتلوا فيما بينهم من أجل الإستفراد بالحكم والثروة احزابا وكتلا شيعية مستقوية بأذرع مسلحة، وأحزاب ميليشياوية تدعي أنها جزء من الحشد الشعبي وهي ليست منه بل خارجة عن القانون ….. واليوم، نرى الوكلاء الذين أستأمنهم المحتل على حكم العراق مُمَثَّلين بزعيمين شيعيين متعاديين سياسيا وشخصيا يثيران فتنة خطيرة في العراق بتنافسهما على الزعامة في الحكم وتتسببان في منع تشكيل حكومة جديدة منذ شهور بعد الإنتخابات التي جرت في 10/10/2021، الأمر الذي بدأ يُضعف قوة الشيعة وموقفهم سياسيا في الحكم وراحوا يتآكلون شيئا فشيئا حتى ينتهي الأمر بإزاحتهم عن العملية السياسية وبالتالي المشهد السياسي كله ولتعم الفوضى في العراق ويزيد إحتمال بدأ حرب أهلية شيعية/شيعية، حينها يبرز المحتل من خلف الستار حيث يدير العملية السياسية منذ بدايتها ويحرك خيوطها بواسطة وكلاءه ليتدخل ويجري (تحديثا) على هذالعملية السياسية فيأتي بناس آخرين يحبهم ويحبونه ويطيعهم فيما يريدون ويطيعونه فيما يريد ولكن، كما قلنا في مقال سابق، لا يمكن المراهنة على إستقرار وأمن العراق بعد إجراء (التحديث) والمجيء بوجوه جديدة ليكونوا وكلاء جدد يحكموه بالوكالة …….!

———-

1-سورة الحشر 2.

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here