التغير المناخي يزيد من الوفيات الناجمة عن ارتفاع الحرارة في العراق

ترجمة: حامد احمد

أصدر معهد (ادلفي) الألماني لبحوث مخاطر التغير المناخي والأمن البيئي حول العالم تقريراً ترجمته (المدى)، عن مخاطر التغير المناخي في العراق وتوقعات التقلبات المناخية في البلد لغاية عام 2080، تطرق إلى مدى تأثير ذلك على البشر والزراعة والبنى التحتية والبيئة مع الخطط الواجب اتخاذها بهذا الصدد للتخفيف من آثارها على المدى البعيد.

وذكر التقرير، أن “المخاوف بصدد آثار التغير المناخي في البلد في حالة تصاعد، وانه نتيجة لتركيز الانبعاثات الغازية فانه من المتوقع وفقا لسيناريوهات انبعاثات الغاز المستقبلية ان ترتفع درجات حرارة الهواء فوق العراق بحلول العام 2080 ما بين 1.8 الى 4.8 درجة مئوية، مقارنة بدرجات حرارة ما قبل العصر الصناعي”.

وأشار، إلى أن “الحرارة سترتفع ما بين 1.6 الى 2.5 درجة مئوية بحلول العام 2030، وما بين 1.9 الى 2.8 بحلول عام 2050”.

وأكد التقرير، أن “الزيادة بدرجة حرارة الهواء ستؤثر على جميع انحاء البلاد”، منبهاً إلى أن “المناطق الشمالية الشرقية والغريبة ستكون هي الأكثر ضرراً”.

ولفت التقرير، إلى أن “مثل هكذا ازدياد بدرجات الحرارة من شأنه ان يشكل خطراً على قدرة السكان بالعمل والعيش في هذه الظروف”.

وشدد، على أن “ذلك سيزيد من حالات الوفيات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، وآثار التغير المناخي على معدلات هطول الأمطار وتوفر المياه وتأثير ذلك على الزراعة الناتج المحلي الإجمالي والنظام البيئي”.

وأفاد التقرير، بان “موجات الحرارة المتطرفة وارتفاع درجة حرارة الهواء تعد حاليا من التحديات الكبرى خصوصا في القسم الجنوبي من البلاد”.

وبين، أن “تدني كميات ونوعيات المياه تساهم في غياب الامن الغذائي والمائي وزيادة مخاطر تبعات هذا الوضع من الهجرة وزعزعة الاستقرار الإقليمي في العراق”.

وتحدث التقرير، عن “التبعات الصحية لهذا التطرف المناخي” مشيرا في الوقت ذاته الى ان “تزايد اعداد الأيام الحارة جدا في البلد ستزيد من احتمالية تصاعد اعداد الوفيات المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة”.

واستطرد، ان “الوفيات الناجمة عن الحر بينما كانت بمعدل 1.6 وفاة لكل 100 ألف شخص خلال عام 2000 فأنها ستزداد بحلول العام 2030 من 3 الى 3.2 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص وستزداد بحلول عام 2080 بمعدل 3.8 الى 7.4 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص”.

أما بشأن التعرض لموجات الحر، نبه التقرير، إلى أن “ارتفاع درجات الحرارة وزيادة اعداد الأيام شديدة الحرارة ستؤدي الى زيادة حالات التعرض لموجات الحر”.

وتابع، أن “السيناريوهات المتوقعة لعام 2030 تشير إلى أنه ما بين 12 الى 36% من نفوس العراق سيتعرضون لموجات حرارة سنوية، وستزداد حالات التعرض لهذه الموجات على نحو كبير جدل بحلول العام 2080”.

وبشأن توفر مصادر المياه، علق التقرير، أن “العراق الذي كان مرة يعتبر من البلدان الغنية بمواردها المائية قد أصبح اليوم يواجه شحة حادة بالمياه”.

وأرجع ذلك بالأساس، لـ “تدني مناسيب المياه وزيادة معدلات النمو السكاني المطردة والتفريط باستخدام المياه في الزراعة”.

ويواصل التقرير، أن “حصة الفرد السنوية من المياه من المتوقع ان تشهد تناقصاً حاداً بسبب هذه الظروف وزيادة التعداد السكاني، وستتراوح ما بين 161 و1160 م مكعب لكل فرد”.

واستطرد، أن “التعداد السكاني الحالي للعراق يقدر بحدود 39.3 مليون نسمة بزيادة سنوية تقدر بحدود 2.3 %”.

ورجح التقرير، أن “يزداد تعداد سكان البلد الى 80 مليون نسمة بحلول العام 2050″، مشدداً على أن “70% من السكان يعيشون في المدن والعاصمة بغداد تضم العدد الأكبر من السكان”.

اما بخصوص البنى التحتية في البلد وتأثير التغير المناخي عليها، ذكر التقرير أنه “نتيجة لعقود من الصراع والحروب فان البنى التحتية لم تتعرض للإهمال فقط وعدم الصيانة بل للدمار العنيف أيضاً”.

وقدّر “كلف الاضرار التي تعرضت لها شبكة الطرق الناجمة عن الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي للمدة من 2014 الى 2017 بحدود 2.8 مليار دولار”.

وأكد، أن “2,300 كم من الطرق التي تشكل نسبة 18% من مجموع شبكة الطرق الكلية في البلاد قد تم تدميرها”، مضيفاً أن “أكثر المحافظات تضررا بذلك هي محافظات وسط وغربي العراق”.

كما توقع التقرير، أن “تكون للظروف الجوية المتطرفة من فيضانات وموجات حر شديدة أثرها الكبير على البنية التحتية لشبكة النقل من طرق ومطارات”.

وأوضح، أن “الدرجات الحرارة العالية يمكن لها ان تسبب تصدعات وتآكلا في الطرق والجسور وتترتب على ذلك كلف إضافية في استبدالها وصيانتها”.

ونوه التقرير، إلى أن “التغير المناخي سيكون له أثر كبير جداً على النظام البيئي والحياة البيئية”.

ومضى التقرير، إلى أن “هناك خطورة من تحول مسطحات مائية وأراضي زراعية الى معالم بيئة أخرى تتناقص فيها الزراعة وتفقد الحيوانات والمواشي للمرعى، ويرجع ذلك إلى زيادة ارتفاع درجات الحرارة وتكرر حالات الجفاف وتناقص مواسم الزراعة”.

عن: موقع ريليف ويب الدولي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here