عدم الاستقرار السياسي من فعل أيادينا،

 نعيم الهاشمي الخفاجي

هناك من يقول ان  عدم الاستقرار السياسي بالعراق بشكل خاص  عقوبة إلهية، بينما الواقع والمنطق والعقل يقول عكس ذلك تماما، الله لم ولن يقبل بالظلم ولم ولن يجبر عباده في فعل المعصية ويعاقبهم عليها، نعم  نحن بلد يعاني وعانى من صراعات قومية ومذهبية ودينية كلفتنا ملايين ملايين من القتلى عبر تاريخ العراق القديم والحديث، كل شبر من أرض العراق تجد عليه دماء بريئة اريقت، من المؤسف كأنه مكتوب علينا  نظل بشكل يومي نتابع الاخبار طول أعمارنا، عشنا مآسي وويلات، أتذكر بمجيء البعثيين للسلطة دار حديث بين والدي وصديق له رحمهم الله  حول عمليات القتل ووجود صراع مع الأكراد، والصراع مع اسرائيل صديق الوالد نظر لي وكنت بوقتها طفل صغير قال إلى والدي حتى هذا يصله نار هذه الحرب، ومن المؤسف عاصرنا حقبة الاعدامات والاعتقالات والتهجير عشناها عن قرب، رأينا معارك قتلت مئات آلاف البشر، بقينا ليل نهار نتابع الاخبار لعله تنتهي الحروب ويسقط نظام البعث……الخ.

عشنا بوضع مزري بحيث بحقبة حكم صدام الجرذ اجبرنا ورغم انوفنا  أن نعيش بحفر مع الافاعي والعقارب وياويل الذي يرفض أن ينام بالحفر مع الافاعي والعقارب، كنا عبارة عن اموات لكن أرواحنا في ابداننا، العراقي الحليم الشريف صاحب الكرامة عاش في ذل ومهانة على عكس المرتزق والممسوخ  لاتهمه كرامته يعيش في الذل ويعتبر ذلك عصر ذهبي وحرية……الخ.

من المؤسف أن السياسي الذي أتت به الظروف أصبح  له 19 سنة يشتغل بالسياسة، يفترض  يلجأ للقانون ويطبق فقرات الدستور بدل قيادة الناس بدون اي مشروع، انا الان في العراق بدائرة  انتظر شخص نقف في انتظاره  ساعات طويلة ولو كان هناك مؤسسات محترمة لكانت مسؤوليتهم إكمال ذلك بدون نفاق وكذب وابتزاز ورشاوى، متى يتم بناء سلطة سياسية تحكم  دولة يحكمها الدستور والقانون، صلاة الاستسقاء التي قالها مدير عام في وزارة الزراعة والموارد المائية  لا تحل لنا أزمة شح المياه وإنما إقامة السدود لخزن المياه هي التي توفر لنا  المياه وليس صلاة الاستسقاء، وإذا كان النظام السياسي فاسد الأولى بمن يريد الإصلاح يسقط النظام وبشكل حكومة ويأخذ مشروعيته من الشعب…..الخ لا نستطيع نتكلم اكثر ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، الحمد لله على كل حال، ثقوا بالله الآن وأنا اكتب هذه الكلمات شمس حارقة ونحن في انتظار شخص ما، مع احترامي وتقديري لهذا الشخص المحترم، أصبح حصول المواطن على حقه كوظيفة  حلم صعب التحقق، تبا وتعسا لساسة فقدوا ضميرهم الإنساني والأخلاقي.

بكل الأحوال الله عز وجل لايكتب الشقاء والبؤس والقتل على الناس، لأن الله عادل والعادل لايجبر العباد على فعل المعصية ومعاقبتهم، كل ماجرى ويجري علينا هو نتيجة طبيعية لتقصير وإهمال اسلافنا السابقين، ويفترض بنا نبني دولة ومؤسسات حاكمة ليس لنا وإنما إلى أبنائنا وأحفادنا.

‏المشكلة الحقيقية نحن كشعب واحد بالشكل الخارجي وفي الحقيقة توجد ثلاث شعوب وثلاث قيادات سياسية لثلاث مكونات متصارعة فيما بينها، بل حتى ساسة المكون الواحد بينهم صراعات جانبية، لذلك القوى الاستعمارية ببساطة تخرق بيئتنا المجتمعية، وبسبب هذا الصراع لايمكن لساسة مكون جمع المكونات الأخرى بظل هذا التشرذم الواضح، نحن لانمتلك سوى العواطف الجياشة.

هذا الوضع العراقي ينطبق على معظم الدول العربية، مع وجود أنظمة عميلة صنعها الاستعمار لخدمة مصالحه،  أنظمة تتقن كل أنواع الدهاء والمكر والخداع، وليت هذا الذكاء  توظفه في البناء والتنمية، لكنها تستخدمه فقط في تركيع الشعوب واستغلالها وخدمة مصالح المستعمر الذي نصبهم كحكام.

من المؤسف والمحزن نحن في بلد بات الاستقرار السياسي به مستحيلا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل وهذا الاستقرار المفقود عصف بالعراق طيلة عقود وقرون من تاريخ العراق القديم، بل أصبح أن يكون في بلدنا استقرار سياسي من أهم التطلعات والأحلام التي نحلم بها نحن كشعب عراقي، ولو كان لدينا استقرار سياسي لما بددت ثرواتنا ولما قتل خيرة ابناء الشعب العراقي، الاستقرار السياسي بلا شك  تكون له انعکاسات إيجابية على الدولة والمجتمع معًا، وهذا الاستقرار ينعكس بشكل إيجابي على کافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية، الاستقرار لا يتحقق إلا في إيجاد حلول دائمة للصراع القومي والمذهبي، لذلك كل البلدان التي تعاني من صراعات قومية ومذهبية تكون ساحة الى العنف السياسي، لذلك البلد المستقر سياسيا فهذا يعني غياب العنف والقتل والكراهية، ما نراه من صراعات و قتل وتآمر من ساسة مكونات هو تحصيل حاصل ونتيجة طبيعية لوجود صراعات قومية مذهبية، ما يحدث هو بسبب وجود صراع سياسي ما بين ساسة وقادة المكونات، ولادخل إلى الله عز وجل بالموضوع ابدا، وإنما بفعل أفعال البشر، الامام الحسين ع قدم نفسه وأهل بيته عليهم السلام وخيرة أصحابه شهداء من أجل الحرية والمواطنة والمساواة، نعم الإمام الحسين ع دعا بدعاء على اعدائه أعوان الظلمة المجرمين القتلة ولم يدعوا على الاخيار في أن يتسلط عليهم المجرمين والقتلة.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

٢٨/٧/٢٠٢٢

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here