إنتخبوا إمّا جَهَنّم أو جَهَنّم!

إنتخبوا إمّا جَهَنّم أو جَهَنّم!
بعد ما قلّبت الأحزاب ألجاهلية ألمتحاصصة الأمور في العراق و شوّهوا الحقائق و محوا العدل و عمّقوا الفوارق .. و ذلك بسبب الأميّة الفكريّة و الثقافات الحزبيّة الهجينة التي لا تُناسب روح و حياة الأنسان و الوجود؛ يُواجه العراق اليوم مخاضاً صعباً، فإما أن ينتقل إلى مرحلة التسلط والإستبداد كنتيجة لمعركة كسر الإرادات السياسيّة، وهذا يعني بدء الحرب التي هي آلخيار الباقي وكما أشرنا قبل أعوام.

أمّا الخروج بآلعراق كبلد و نظام “ديمقراطيّ” مع وجود الأحزاب و الكتل التي كشفت هويتها آلفساد؛ فهو من مليون المستحيلات الآن خصوصاً بعد ما سال الدَّم بين أبرز فريقين على يد السيد المالكي بقتله وملاحقته للصّدريين و آل الصدر في (صولة الفرسان) المعروفة عندما كان القائد العام للقوات المسلّحة بتوجيه أمريكي لذا لا نظام في العراق بعد .. و لا حكومة عادلة لحلّ مشاكله بأدوات ألعدالة والمفاوضات ألسياسية و آلتعايش السلمي بدون فوارق طبقية و حقوقيّة و رواتب خيالية و كما هو السائد اليوم للأسف ومنذ 2003م, و كذلك خيانته -ألمالكي- لآل الصدر حين تآمر عليهم و غيابهم لإفشالهم آل الصدربآلحصول على حقّهم الأنتخابي في رئاسة الحكومة.

لذلك؛ فأنّ الأمر لا و لن يتوقف عند التصعيد ألسّياسي و الأمني و التظاهر واتساع حركة الاحتجاج و المواجهات الصدريّة التي تقع لمنع تشكيل حكومة إطارية لأن التيار الصّدري الذي فاز في الانتخابات يعتبر تشكيل أيّة حكومة غاصبة و ظالمة لأنها من حقها فقط بحسب القوانين الأرضيّة و السماويّة, لهذا لا يتوقف الأمر عند مُجرّد محاولة تعطيل إختيار رئيس الوزراء و كذلك الانسداد السياسي في العراق؛ بل ستصل الأمور بما لا يدع للشك طريقاً لاندلاع صراع مُسلّح بين الأحزاب والكتل هذا إن لم تكن قد وقعت بآلفعل.

إنّ إجراء انتخابات جديدة وكما حدث قبل عام لم تُحقق أهداف الشعب المتمثلة في تشكيل حكومة عادلة بعيدة عن الأحزاب التقليدية الحاكمة المتحاصصة لقوت الفقراء و المساكين .. بل خرجت نفس تلك الأحزاب و هي مستمرة بنهب آلرواتب والأموال الحرام وتعقّدت الأزمة أكبر و طال أمد تشكيل الحكومة أكثر, ولم تعد هناك مساعي للتهدئة و الأتفاق, بعد ما إنفرط العقد و إستبدّ قادة الكتل ومَنْ حولهم من المرتزقة على نهب الناس و تحقيق مصالحهم و رواتبهم و بآلسعي للبقاء في الحكم.

إن مشكلة العراق الأعقد و من كلّ ما ذكرنا هي أنّ الناس حين يتظاهرون و يُقدّمون الضحايا و كما حدث في تشرين و غيرها و هو حقّ طبيعيّ لهم للتعبير عن معاناتهم و محنهم المعقدة و حقوقهم المسلوبة وإيصال صوتهم لمن قد يمتلك الحلّ؛ لكن المشكلة هي عندما يتّفق قادة الكتل سوف لن يهتم أحداً بمصالحهم, بل نرى الأستنكار و الإيغال في نهب حقوق الناس و الأستمرار بالفساد وكما هو الجاري للآن.

لذلك لا تُوجد أيّ حلول يُمكن أن تخرج البلاد من الأزمة الحالية التي طالما نبّهنا عنها و منذ عقدين و يزيد .. و ربما هناك أطراف تريد ضرب الخصوم ببعضها من أجل تسيّد المشهد كآلبارزانيين و آلرّماديين ليستمروا بحلب العراق ولا توجد جهة تقدم مبادرة لرأب الصدع بين مختلف الأطراف لا داخلياً ولا خارجياً لذلك سنشهد مواجهة أكيدة بين الطرفين، نوري المالكي و رفاقه ضد التيار الصدري وسيؤدي لحرب أهلية ينتصر في نهايتها آل الصدر ليبدء عهد جديد, فآلجميع [إبتغوا الفتنة من قبل و قلّبوا الأمور حتى جاء الحقّ وظهر أمر الله وهم كارهون](ألتوبة/48), و (ألفتنة) هي المال وآلرّواتب و ملذات الدّنيا, لهذا تحاصصوها مع المجرمين للأستمرار بذلك والمشتكى لله.

إذن لا خيار أمام العراق سوى الجهنّمين كنتيجة لأفعال العراقيين: فإمّا جهنم إستمرار ألمخاص العسير الجاري، أو الأنتقال إلى جهنم التسلط و الإستبداد كنتيجة لمعركة تحطيم الإرادة السياسيّة لأحد طرفي ألصّراع، و هذا يعني بدء (الحرب) التي هي آلخيار القادم و الاكيد و كما أشرنا قبل أعوام!

و أرى: [و إذ إعتزلتموهم و ما يعبدون إلّا الله فأوو إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته و يُهيئ لكم من أمركم مرفقا](16 ألكهف).
حكمة كونيّة : [ألرّحمة الإلاهيّة هي ألمعرفة المقرونة بآلتقوى ففيها خلاص ألعباد و آلبلاد].
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here