الحل الوحيد والجذري لأزمات العراق : إجراء عملية راديكالية جذرية وشاملة

الحل الوحيد والجذري لأزمات العراق : إجراء عملية راديكالية جذرية وشاملة

بقلم مهدي قاسم

بات العراق من خلال آلاف مشاكل و مئات أزمات متفاقمة و مزمنة ومتزايدة يوما بعد يوم ، وعلى كل صعيد و ناحية ، أشبه بجسد منخور بخلايا سرطانية لا تني تنشر سريعا ، و على نطاق واسع ، لتغطي عموم الجسد ، لتقضي عليه عاجلا أو آجلا ، وهي مسألة الوقت فحسب ، لهذا و بالتحديد إنه ــ العراق ــ بات بحاجة ماسة وضرورية جدا إلى إجراء عملية راديكالية جذرية و إصلاحية شاملة ، بدءا من حل البرلمان كخطوة أولى ، و تحديد مرحلة انتقالية كذا سنوات لانتخابات مقبلة ، وفي اثناء ذلك القيام بعملية تعديل الدستور من قبل ذوي الاختصاص والمشرعين المؤهلين فعلا و حقا ، وليس على أيدي و تحت إشراف زعماء أحزاب و ساسة متنفذين أشباه أميين أو من ذوي شهادات مزورة، بل ربما تغيير مواد الدستور جذريا لتناسب نظاما ديمقراطيا فعليا ، مع التأكيد على حظر أو منع أحزاب وتنظيمات و دكاكين سياسية فاسدة ، و ذات صبغة طائفية بحتة تعتاش وتُثرى على فتن و نزعات وصراعات طائفية و قومية ، مع إبداء ولاء خياني صريح وأعمى للأجنبي الطامع ، بل فصل طقوس الدين عن مؤسسات الدولة الإدارية فصلا كاملا ، مع التأكيد على أن الدين و من ضمنه ــ المذاهب ــ يبقى من الثوابت والقيم الروحية الأساسية للمجتمع و المصانة والمحمية بممارسة طقوسها وفروضها بقوة الدستور في كل الأحوال و الظروف ، كما ينبغي محاسبة الساسة والزعماء والمسؤولين الكبار عن عما حل و جرى بالعراق من عمليات تعطيل وتخريب مؤسسات الدولة ونهب ثرواتها ، ولا سيما تعطيل شركات و مصانع و معامل القطاع العام ، التي كانت ذات إنتاجية لا بأس بها والتي كانت تغطي قسما كبيرا من الاحتياجات و الحاجات الاستهلاكية في السوق العراقي حينذاك ، كذلك استرجاع مئات مليارات دولارات من المال العام المنهوب والمهرّبة إلى الخارج بأسماء أقرباء الساسة الفاسدين ، والأهم إتباع سياسة استثمارية مجدية ونافعة و تشمل واسعة عموم مناطق العراق مثل عمليات تشييد و تبليط شبكات طرق و بناء مدارس ومستشفيات وإحياء وتأهيل بعض معامل و شركات قديمة في حالة جعلها اقتصادية ومربحة ، و ذلك من خلال مشاريع و عمليات تعمير وتحديث و تطوير للبنى التحتية ومرافق الدولة الأخرى المهترئة والخرِبة بسبب إهمال وعدم تأهيل متعمدين من قبل أحزاب الفساد الحاقدة على العراق ، حيث من المفترض أن تستوعب هذه المشاريع والشركات المُدارة ــ افتراضا ـ بعقلية استثمارية عصرية مربحة بعض الشيء ــ أو ليست الخاسرة على الأقل ــ و تحت أشراف مختصين من ذوي خبرة اقتصادية و مالية و استثمارية طويلة ، نقول يمكن من جراء هذه المشاريع تشغيل مئات آلاف من العاطلين عن العمل ، إذ ينبغي أن تجري عملية توظيف العاطل عن العمل وفقا لمبدأ الاستثمار الناجح وليس مجرد تعيين في مؤسسات الدولة كبطالة مقنعة إضافية ومتراكمة مثلما الآن ، أي ” منتج ” بلا انتاج ملموس و مثمر ! ..
هذا غيض يسير جدا من فيض كثير من عمليات إصلاح جذرية وشاملة افتراضية التي يمكن ذكرها في هذه العجالة العابرة ولكن لقلة الوقت والمساحة نكتفي بهذا ..
مع التأكيد على إننا كتبنا كل هذا ـ أعلاه ــ تمهيدا قصيرا للقول التالي وبمثابة تنبيه و تحذير في نفس الوقت :
إن اللجوء إلى عمليات إعطاء حقن مخففة للجسد المصاب من أخمس قدميه حتى قمة الرأس بدلا من عملية راديكالية ناجحة ، أو القيام بعملية ترقيع هنا وهناك في وسط هذه الخرق و المزق الرثة والمفتتة الجبارة والهائلة التي نسميها الوضع العراقي المتدهور الراهن والمتدحرج على حافة هاوية محققة ، مثلما تحاول أحزاب الفساد والتخريب ( كوسيلة سهلة للهروب إلى الأمام بدلا من مواجهة المسؤولية والاعتراف بها ) مثل تشكيل حكومة عبر تحالفات وتكتلات نيابية من نفس أحزاب وتنظيمات التي كرست الفساد والخراب في العراق منذ 19 عاما وحتى الآن ، فضلا عن ترشيح رئيس حكومة من نفس الفصيلة و الطغمة الحاكمة أو أي شيء من هذا القبيل ، فنقول : ليكن واضحا و جليا تماما ، إن كل هذه المحاولات و البهلوانيات البائسة لم تعد تجدي نفعا ولا إنقاذا للوضع الخطير ، إنما دفعا نحو الأسوأ ، ليغرق العراق في طوفان الفساد و الإهمال واللصوصية ، ومن ثم إلى الضياع البطيء والمؤكد على مدى بعيد !..

……….
فيا للعراق المسكين كيف ورطه ” اليانكي ” الأمريكي القذر بهذا المصير الأسود و الفظيع والرهيب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here