الصين تحذر: جيشنا “لن يقف مكتوف الأيدي” لو زارت بيلوسي تايوان

جولة لرئيسة مجلس النواب الأميركي تشمل أربع دول آسيوية 

رئيسة مجلس النواب الأميركي ورئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ (أ ب)

قالت الصين، الإثنين الأول من أغسطس (آب)، إن جيشها “لن يقف مكتوف الأيدي” في حال إقدام رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي على زيارة تايوان.

وصدر التحذير الأحدث خلال إفادة دورية لوزارة الخارجية الصينية. وقال المتحدث باسم الوزارة تشاو لي جيان إنه بسبب وضع بيلوسي “رقم ثلاثة في الإدارة الأميركية”، فإن زيارة تايوان، التي تقول الصين إنها تابعة لها، “سيكون لها تأثير سياسي جسيم”.

محطة حساسة

وتبدأ بيلوسي جولة تشمل أربع دول آسيوية بزيارة سنغافورة، الإثنين، وسط تكهنات كبيرة بأنها قد تخاطر بإغضاب بكين من خلال زيارة تايوان المتمتعة بحكم ذاتي، ما قد يسمم العلاقات المتوترة أصلاً بين بكين وواشنطن.

وبعد أن أبقت الغموض لفترة طويلة على برنامجها في آسيا، أعلنت بيلوسي أنها تقود “وفداً من الكونغرس في منطقة المحيطين الهندي والهادي لتأكيد التزام الولايات المتحدة الراسخ في المنطقة”. أضافت، “في سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان سنعقد اجتماعات عالية المستوى لمناقشة الطريقة التي يمكن فيها أن نعزز قيمنا ومصالحنا المشتركة، ولا سيما الأمن والسلام والنمو الاقتصادي والتجارة وجائحة كوفيد-19 وأزمة المناخ، فضلاً عن حقوق الإنسان والحوكمة الديمقراطية” من دون أن تأتي على ذكر تايوان.

منسوب التوتر

ومنذ أسابيع، ارتفع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة والصين على أثر معلومات مفادها بأن بيلوسي قد تتجه إلى تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، وتعتبر بكين أي زيارة، ولو قصيرة، لرئيسة مجلس النواب الأميركي استفزازاً، ويتوجه مسؤولون أميركيون بانتظام إلى تايوان تعبيراً عن دعمهم لها إلا أن زيارة بيلوسي، وهي من أعلى المسؤولين في الدولة الأميركية ولها وزن في الحياة السياسية، ستكون غير مسبوقة منذ زيارة سلفها نيوت غينغريتش عام 1997.

“الغموض الاستراتيجي”

وتنتهج الولايات المتحدة حيال تايوان سياسة خارجية تعرف باسم “الغموض الاستراتيجي” تقوم على الاعتراف بحكومة صينية واحدة، وهي سلطات بكين، والاستمرار بتقديم دعم حاسم لتايبيه، مع الامتناع عن توضيح ما إذا كانت ستدافع عنها عسكرياً في حال حصول غزو من الصين لإعادتها إلى سيادتها، وسمح هذا المفهوم حتى الآن بالمحافظة على استقرار نسبي في المنطقة.

إلا أن زيارة بيلوسي المحتملة حساسة، فرئيسة مجلس النواب الأميركي شخصية محورية في المعسكر الديمقراطي ومقربة من الرئيس جو بايدن، لكن من شأن توقفها في تايوان تعقيد مهمة الخارجية الأميركية التي تجهد لعدم حصول تصعيد إضافي في العلاقات مع الصين.

اللعب بالنار

وخلال اتصال هاتفي مباشر مع نظيره الصيني شي جينبينغ أكد الرئيس الأميركي أن موقف الولايات المتحدة حيال تايوان “لم يتغير”، وأن بلاده “تعارض بقوة الجهود أحادية الجانب لتغيير الوضع القائم أو تهديد السلام والاستقرار في مضيق تايوان”، من جانبه، قال الرئيس الصيني إنه دعا بايدن “إلى عدم اللعب بالنار”.

وسعت واشنطن إلى التخفيف من أهمية زيارة محتملة لبيلوسي إلى تايوان ودعت المسؤولين الصينيين إلى الهدوء. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، “لدينا اختلافات كثيرة في شأن تايوان، لكن خلال السنوات الـ40 الأخيرة، تمكنا من إدارة هذه الاختلافات وقمنا بذلك بطريقة حافظت على السلام والاستقرار”.

مناورة عسكرية

والإثنين، باشر نحو أربعة آلاف جندي أميركي وإندونيسي مناورة عسكرية مشتركة كبيرة، لكن واشنطن أكدت أن هذه التمارين لا تستهدف أي بلد، ويأتي احتمال زيارة بيلوسي لتايوان في وقت يتصاعد التوتر العسكري في المنطقة، فقد أجرى الجيش التايواني أهم مناورات عسكرية له، خلال الأسبوع الحالي شملت محاكاة صد هجمات صينية من البحر، وفي الوقت نفسه غادرت حاملة الطائرات الأميركية “رونالد ريغان” والأسطول المرافق لها سنغافورة باتجاه بحر الصين الجنوبي، في إطار عملية مبرمجة على ما قال سلاح البحرية الأميركية، ورداً على ذلك، أجرت الصين مناورة عسكرية “بذخائر حية” في مضيق تايوان.

وفي تايوان تنقسم الآراء حول زيارة بيلوسي المحتملة إلا أن شخصيات من الحزب الحاكم والمعارضة أعلنت أن الجزيرة يجب ألا تذعن للضغوط الصينية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here